السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله ايامكم بكل خير
اليوم ان شاء الله قبل ان ندخل لدرسنا الثاني
من تفسير الاحلام
نراجع سويا علي الدرس السابق
و نقول ان اهم شئ كان بدرسنا الاول هو اننا علمنا ان
تفسير الاحلام علم يدرس وهو علم كسائر العلوم
و ان الرسول صلّ الله عليه وسلم
كان يهتم بتفسير الرؤيا للاصحابه
ناتي اليوم في درس اليوم
الدرس الثاني اقسام الرؤيا واحلام الانبياء
ونفتتح درسنا بحديث رسولنا الكريم صلوات الله عليه
تقول عائشه رضي الله عنها : اول مابدئ به رسول صلّ الله عليه وسلم
من الوحي الرؤيا الصالحه في النوم فكان لا يري رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح)
وفي حديث اخر قوله صلّ الله عليه وسلم : الرؤيا جزء من ست واربعين جزءا من النبوة)
وكانت الرؤيا جزاء من النبوة لان فيها مايعجز ويمتنع
كالطيران و الاطلاع علي علم الغيب
و لذلك كان الانبياء و المرسلون هم اولى الناس بهذا العلم
رؤياة ابراهيم عليه السلام
فقال: {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} (الصافات:102)،
فبادر الغلام بالطاعة، وقال: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} (الصافات:102)، فقال إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر الله!
واستسلم الشاب لأمر ربه، وألقاه إبراهيم على الأرض، وأمسك السكين لينفذ أمر الله فيه، وتدفقت عبراته، وتتابعت زفراته، ووضع السكين على حلقه، وأمرَّها على عنقه، بيد أنها لم تقطع، ولم تفعل فعلها المعهود.
ثم ألقاه على قفاه وأعاد الكرة ثانية، فلم تفعل السكين ما هو مطلوب منها، فأدركت الحيرة إبراهيم، وشق ذلك عليه، فتوجه إلى الله أن يجعل له مخرجاً، فرحم الله ضعف الشيخ الكبير، ورحم قلب الشاب الفتي، واستجاب الله دعاء إبراهيم، وكشف غمه، ونودي: {أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} (الصافات:105)، فدى الله إسماعيل {بذبح عظيم} (الصافات:107)، رآه بجواره، فأقبل عليه وذبحه؛ فكان فداء لابنه، وحقناً لدمه.
منام النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فى غزوة بدر حيث كان الوجل شديداً والمسلمون يواجهون جيشاً يفوقهم عدداً رأى النبى محمد عليه السلام فى منام قصير له جيش العدو قليلاً فتشجع (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ)( الأنفال 43)
وفى نفس الوقت رأى المشركون المؤمنين قلة فى العدد، أى رأوهم على حقيقتهم , وعلى العكس رأى المؤمنون المشركين قلة فى العدد والهدف أن يتشجع المؤمنون ويتغلبوا على مخاوفهم فى أول لقاء حربى لهم
(وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً)( الأنفال 44).
وفيما بعد،إشتاق النبى محمد عليه السلام للحج ورؤية الحرام فرأى فى المنام أنه يدخل المسجد الحرام بأصحابه يقيمون فيه الشعائر فى أمن وسلام ، فعزم على تحقيق هذا الحلم، وتحقق هذا الحلم فى النهاية،
يقول تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) ( الفتح 27).
منام النبي يوسف عليه السلام
ـ ضمن الملامح التى تتميز بها سورة وقصة يوسف تلك الأحلام الثلاثة التى تقوم عليها ،ودور كل منام منها فى أحداث القصة فى مسيرة يوسف من احضان أبيه إلى الجب ثم إلى بيت العزيز ثم إلى السجن ثم إلى منصب عزيز مصر إلى لقائه بأخوته .
ـ تبدأ قصة يوسف بالحلم الذى رأه يوسف طفلاً وحكاه لأبيه وأدرك الأب ان مصيراً هاماً ينتظر إبنه الصغير يتلخص فى أنه المختار نبياً بين أخوته،وأنه سيتعرض شأن كل الأنبياء إلى مصاعب عديدة ، فأوصى إبنه الحبيب ألا يقص هذا الحلم على أخوته خشية أن يكيدوا له كيداً .
يتلخص الحلم فى أن يوسف رأى فى المنام ان أحد عشر كوكباً مع الشمس والقمر يسجدون له (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)( يوسف 4)
وجاء تأويل هذا الحلم فى نهاية القصة (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا :يوسف 100)
حين سجد له أبواه وأخوته .
ومن الطبيعى أن يزداد ولع الأب يعقوب بابنه يوسف المختار نبياً ،فقد قال الأب لأبنه يؤهله لما ينتظره من مستقبل (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )( يوسف6).
هذا الولع المترتب على هذا الحلم أسفر عن تآمر أخوة يوسف عليه ,،وإلقائه فى الجب ، ثم ينتهى به الأمر فى قصر عزيز مصر.
وفى شبابه يتعرض لميكدة آخرى يدخل بها السجن مظلوماً
.
ـ وفى بداية السجن يرى كل من رفيقيه حلماً خاصاً به ؛ الساقى يرى فى المنام أنه يعصر خمراً ، والخباز يرى انه يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)( يوسف 36).
وقام يوسف بتفسير الحلم لكلاً منهما:( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)( يوسف41).
وأوصى الساقى أن يذكره للملك حين يتحقق الحلم فيخرج ويعمل عند الملك.
ـ وبعد سنوات يرى الملك حلماً أخر يعجز اصحابه عن تفسيره ،ويكون هذا الحلم ليوسف تأشيرة خروجه من السجن ودخوله عصر القوة والنفوذ .
رأى الملك فى المنام سبع بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات ثمان وسبع سنبلات يابسات يأكلن سبع سنبلات خضر:(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)( يوسف 43) ،
وقام يوسف بتفسير المنام للملك (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(يوسف 47:49) .
وهكذا تلعب تلك المنامات الثلاث وتفسيرها أو تحققها عملياً درواً هاماً فى تدفق الأحداث ، ويقف كلاً منها فى موقعه منعطفاً هاماً فى تقلباتها ، حيث تقلب يوسف من بيت أبيه إلى الجب ومن الجب إلى القصر ومن القصر إلى السجن ومن السحن إلى الحكم والنفوذ.
من قصة يوسف عليه السلام
نستفيد منها اولا عدم استعجال وقوع الرؤيا فالرؤيا
ربما تقع في يوم او شهر او سنه او اربعين سنه
و ايضا لا نقص الرؤيا الي علي عالم وانسان محب لك
فا اوصي يعقوب عليه السلام إبنه الحبيب ألا يقص هذا الحلم على أخوته خشية أن يكيدوا له كيداً .
وبعد ان تحدثنا عن احلام الانبياء
نتحدث الان عن اقسام الرؤيا
قال صلى الله عليه وسلم "الرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه".
تنقسم الاحلام الي
1- رؤيا من الله
2 - حلم من الشيطان
3- حديث نفس و اطغاث احلام
الرؤيا الصادقة من الله فيها منافع جمه انها تثبيت من الله للمؤمنين
وانها فاتحة خير في امور الاخرة فمن المسلمين من يهتدي للحق بسببها
كما حصل لعبد الله بن عمر في رؤياه التي عبرها رسول الله صلّ الله عليه وسلم
فقال:نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )
فكان بعد لا ينام من الليل الا قليلا
كما انها فاتحة خير في امور الدنيا
كالدلاله علي رزق او علي علاج او علي العائن
في بعض الامور ياتي حلم يكون احداث كثيره
فاحيانا يكون ما يراه النائم هو عبارة عن رؤيا و حلم و تحديث نفس و لمن قلّت خبرته يظنها اضغاث احلام فيرمي بها عرض الحائط لجهله و عدم توفيقه
بنسبة الي القسم الثاني
حلم من الشيطان
ليس له تفسير فقط يكون الهدف منه هو تخويف الانسان
فمن يري حلم يخيفه يستعذ بالله من الشيطان الرجيم
و يتفل علي يساره ولا يحدث بيها احد فاانها لن تضرة ان شاء الله
قال عيس بن دينار: الرؤيا ما يُتَأول على الخير مما يسر به والحلم هو الأمر الفظيع المجهول يريه الشيطان للمؤمن ليحزنه ويكدر عيشه.
اما القسم الثالث
حديث نفس فهو كل مايشغل بال الانسان يظهر له في احلامه
يتبع ان شاء الله