بسم الله الرحمن الرحيم"
::الهمسة الأولى::
قال على رضي الله عنه وأرضاه أن الله أخفى اثنتين في اثنتين
أخفي أوليائه في عباده فلا تدري فيمن تلقاه أيهم وليا لله
وأخفى رضوانه في طاعته فلا تدري أي طاعة لك أطعت الله بها
كانت سببا في رضوان الله جل وعلا عنك .
:: الهمسة الثانية::
تأملات في معاني هذه الآيات :
- (( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ))
دلاله على ان دين الله ..
يحمله ذو العزم الشديد
يحمله ذو العقل الرشيد
يحمله ذو الحِكمة البالغة
يحمله ذو الآفاق الواسعه .
- (( وآتيناه الحكم صبيا ))
فيها استنهاض لهمم الشباب ودفع لهم إلى تتبع طرائق الله عز وجل .
- (( وكان تقيا ))
أي مقداما على الطاعات
محجما عن المعاصي
يرجو رحمة الله ويخشى عقاب الله
وهذا هو كنه التقوى واساسها .
::الهمسة الثالثة::
- القلوب آنية وأوعيه وأعظمها ما كان ممتلئ بحب الله وحب رسوله
صلى الله عليه وسلم .
- من أعظم القربات وأجل المنجيات محبته صلى الله عليه وسلم .
:: الهمسة الرابعة::
الطريقة التي يصل بها المؤمن إلى الجنة ..
إذا كان قلبه مليئا بالتوحيد خاليا من الشرك
وإذا كان قلبه مليئا بالسنة خاليا من البدعة
وإذا كان قلبه مليئا بالطهر والصفاء والنقاء خاليا من الحسد
والغل والبغضاء.
:: الهمسة الخامسة::
الله جل وعلا وحده من بيده الهداية لا يقدر على صرف المحن إلا هو
ولا يثبتك عند الفتن إلا هو ، ولا يرزقك الثبات في الدنيا والآخرة إلا هو
فما يقوله العلماء والمرشدون والوعاظ ، من أساطين البيان وأمراء الألفاظ يبقى هباءا منثورا
بل قد يكون نقمة إن لم يكتب الله جل وعلا لذلك الكلام نفعا وأثرا في قلبك .
:: الهمسة السادسة::
سُئل الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله هذا السؤال :
ماهي كيفية التخلص من الأحقاد ؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
حسن منك أن تسعى إلى تزكية نفسك بسؤالك عن طرائق البعد عن الحقد والكراهية
ولتحقيق ذلك يحسن بنا أن نعلم أن منشأ الحقد والكراهية عادة موقف غضب
يدفع الإنسان للانتقام فيسعى لرد مكانته التي يعتقد أنها تأثرت ، وحتى ندفع ذلك
عن أنفسنا وقلوبنا ، يجب أن ننظر إلى الأمور من حولنا نظرة واثق كبير في نفسه
تقول العرب : ( وليس كبير القوم من يحمل الحقدا )
العظماء لا يبالون بأقاويل السفهاء ، ولا يلقون لها بالا، بل إنهم يقولون :
" وأتعب من عاداك من لا تشاكله "
والمعنى :
أنك كلما تجاهلت عدوك ، كلما كان موقفك أعلى وأفضل ، هذا كله جواب تقتضيه
الأعراف الأدبية .
أما شرعيا
فالمسلم يعفو ابتداء ، ويتغافل عما لا يعجبه ، ويتأسى بالقرآن ..
(( ادفع بالتي هي أحسن ))
ثم لماذا نَكره بعض من حولنا ؟
أليس فيهم شيء إيجابي ؟
بل أليس فينا أشياء سلبية ؟
فلنكن منصفين ، ننظر للأمور بميزان من يعرف الدنيا ، وعدم خلوها من الأكدار
فتطمئن نفوسنا ، وتستريح قلوبنا ، فلنجرب الإحسان إلى من يعادينا
ولننظر إلى أثر ذلك عليه ، فإن تغيروا إلى الأحسن فقد كفانا الله مؤونة الكراهية
وإن بقوا على عداوتهم ، وأصروا، فأمثال هؤلاء لا يستحقون أن نشغل أنفسنا بهم.
ختاما
لا أشك أنك تطلب الجنة ، ولا تنال الجنة بشيء أعظم من سلامة القلب.
(( إلا من أتى الله بقلب سليم ))
والله أعلم .
ما سعى ابن آدم في إصلاح شيئاً أعظم من إصلاح قلبه ولن يصلح القلب
شيئا مثل القرآن .
نفعني الله وإياكم ووفقنا إلى مايحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه
منقووول