يعتقد الكثيرون بأنّ تفتيح اللثة هو من التقنيات المستحدثة في عالم الأسنان، لأسباب جماليّة بحته، بينما يؤكّد خبراء أمراض اللثة بأنّ هناك أسباب علاجيّة أيضاً، أهمّها تجديد وتنشيط الخلايا، التئامها، قتل البكتيريا، إزالة الجير وحلّ بعض مشاكل اللثة التي تُصيب الشّخص نتيجة ممارساته اليوميّة، أو بسبب أمراض مزمنة كالسكّري.
من جانبها، أوضحت الدكتورة سوزان عبد العزيز بنجر، استشاريّ جراحة وأمراض اللثة وزراعة الأسنان، في حديث لـ"سيدتي نت"، بأنّ تفتيح اللثة عبارة عن تقنيّة، يتمّ فيها صنفرة أو كشط الطبقة الأولى من اللثة، لإظهار لونها الطبيعيّ الذي يتغيّر لأسباب كثيرة على نحو يُجدّد خلايا اللثة ويمنحها مظهرا صحيّاً.
وتختلف الأسباب التي تؤدّي إلى تغيّر لون اللثة، أوّلها أسباب طبيعيّة، كالعوامل الوراثية. وعلى سبيل المثال، فإنّ المرأة ذات البشرة السمراء تميل عادة لثتها إلى اللون الداكن، والعكس صحيح. وهناك أسباب اعتراضيّة تتسبّب في هذا التغيير، مثل العادات اليوميّة السيّئة كالتدخين بشتّى أنواعه، أو تناول الطعام ذي الحرارة العالية، أو ذي النسبة العالية من البهارات، إلى جانب أمراض اللثة التي تتسبّب باحمرارها، وتورّمها.
وعن كيفيّة معرفة السيّدة إذا كانت لثتها تستدعي تفتيح لونها، تُحدّد استشاريّة جراحة وأمراض اللثة، الدكتورة بنجر تلك الحالات بقولها: "إذا لاحظت عدم ثبات لون لثتها وتغيّر لونها، من فترة إلى أخرى، وخروج دم أثناء تنظيف أسنانها، وعدم توحّد لونها". ثمّ تُشير "بنجر" إلى أنّ تقنية تفتيح اللثة كانت موجودة منذ القدم، وتحديداً في أوائل التسعينات، لكنّها لم تكن مشاهدة كما هي عليه في الوقت الحالي، وبالطرق والتقنيّات الحديثة التي هي عليها الآن.
وحول الآليّة المناسبة لتفتيح اللثة، تؤكّد "بنجر" أنّ استخدام تقنية الليزر عوضاً عن تقنية الجراحة هو الأفضل والأكثر تأثيراً، لجملة من الأسباب الطبيّة، أهمّها أنّه لا يُسبّب أيّ الآم، ويُساعد في التئام الجروح اللثويّة". لكنّ "بنجر" تُشدّد على أهميّة القيام بهذا النوع من العمليّات في الوقت المناسب لدى أطباء الأسنان المختصّين في أمراض اللثة، باعتبار أنّ عمل غير المختصّ قد يُسبّب ما من شأنه إحداث بعض الآثار السلبيّة، مثل انحسار اللثة، عدم تجانس لون اللثة الذي يستدعي رحلات علاج أخرى، بلا شكّ.
وتُشير "بنجر" إلى تفضيلها "خلو الفم من التكيّسات، وعلاجها قبل القيام بتفتيح اللثة"، لافتة في الوقت ذاته إلى أنّ ارتفاع الوعي لدى الأشخاص بالصّحة العامّة والمظهر الجماليّ ساعد في تطوّر هذه التقنية بشكل لافت، وإنّ أحد أهمّ شروط نجاح هذه العمليّة هي المتابعة لدى الطبيب، والتوقّف عن العادات السيّئة اليوميّة.