أكد دكتور أيمن أحمد استشارى الأمراض العصبية، أن الزهايمر داء يصيب المخ، ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات فى شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية، أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون المؤقت، ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث فى هذا المجال تتقدم من عام لآخر.
وأشار إلى أن الأبحاث أثبتت أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدى إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة، والداء مسمى على اسم العالم الألمانى ألويسيوس ألْتْسْهَيْمَر "بالألمانية Aloysius Alzheimer" الذى وصف الزهايمر "ويسمى، أيضا: العته / الخرف الكهلى- presenile dementia".
وأوضح د.أيمن أن من أسبابه، يقال أن بعض الذرات الموجودة فى الذهب تتسلل من خلال جلد الإنسان إلى الدم، وهذا ما يعرف باسم "هجرة الذهب" عند الفيزيائيين، حيث إن أغلب من يعانون من هذا المرض عندهم نسبة عالية من الذهب فى الدم والبول.
لم يمكن التعرف حتى الآن على سبب يمكن أن يؤدى بعينه إلى هذا المرض، ولكن نتيجة للأبحاث المستمرة منذ 15 عاما، أمكن التعرف على مجموعة من العوامل التى من الممكن أن تتشارك لتؤدى فى النهاية إلى مرض الزهايمر، ما هو مؤكد لدى العلماء هو أنه بمجرد ظهور المرض يكون قد سبقته عملية موت وتحلل طويلة تمد لسنوات لخلايا المخ المنوط بها حفظ المعلومات واسترجاعها.
وصرح دكتور أيمن بأن السبب الأكثر دقة هو ما أكده العلماء من أنه بتقدم العمر تترسب بروتينات نشوانية لها بنية تعرف بـ"صفيحات بيتا المطوية" وهى التى تتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية، مما يؤخر التيارات العصبية أو يعطلها أو يدمر المسارات نفسها.
مرض الزهايمر ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، نحو 5% من الناس فى سن 65- 74 عاما يعانون من مرض الزهايمر، بينما نسبة المصابين بالزهايمر بين الأشخاص الذين فى سن 85 عاما وما فوق تصل إلى نحو 50%.
وعلى الرغم من أن الزهايمر هو مرض عضال لا شفاء منه، إلا أن هنالك علاجات قد تحسن جودة حياة من يعانون منه، فالمرضى المصابون بمرض الزهايمر، وكذلك الأشخاص الذين يتولون رعايتهم، بحاجة إلى دعم العائلة والأصدقاء من أجل النجاح فى مقاومة الزهايمر.
وأشار د.أيمن إلى أعراض الزهايمر، وهى كالتالى:
فى المرحلة الأولى من الزهايمر يظهر عدم إدراك الزمان والمكان بدون تأثر فى الذاكرة، ثم يبدأ فقدانا طفيفا للذاكرة وحالات من الارتباك والتشوش، مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى ضرر مستديم لا يمكن إصلاحه فى قدرات المريض العقلية، كما يقضى على قدرته على التذكر، على التفكير المنطقى وعلى التعلم والتخيل.
فقدان الذاكرة:
كل شخص يجد صعوبة فى تذكر بعض الأشياء فمن الطبيعى أن تنسى أين وضعت مفاتيح سيارتك، أو أسماء أشخاص نادرا ما تلتقى بهم، ولكن مشاكل الذاكرة لدى مرضى الزهايمر تشتد وتتفاقم.
وأشار د.أيمن إلى أن المصابين بمرض الزهايمر يواجهون المشاكل التالية:
يكررون نفس الجمل والكلمات.
ينسون محادثات أو مواعيد.
يضعون أشياء فى غير مكانها الصحيح، بل وفى أماكن غير منطقية إطلاقا.
ينسون أسماء أبناء عائلاتهم وأسماء أغراض يستعملونها يوميا.
مشاكل فى التفكير المجرد.
فى بدايات المرض، قد لا يستطيع مرضى الزهايمر المحافظة على موازنتهم المالية، وهى مشكلة قد تتطور إلى صعوبة فى معرفة وتحديد الأرقام والتعامل بها.
صعوبة فى العثور على الكلمة الصحيحة أو المناسبة.
القدرة على إيجاد الكلمة الصحيحة، أو حتى متابعة محادثة ما، تصبح فى بعض الأحيان مهمة جدية، بل تحديا، بالنسبة لمرضى الزهايمر. وفى النهاية تضعف أيضا قدرتهم على القراءة والكتابة.
مشاكل فى القدرة على تحديد المكان.
فقدان الإحساس بالوقت، حتى أن مرضى الزهايمر قد "يضيعون" فى منطقة معروفة ومألوفة.
فقدان القدرة على الحكم واتخاذ الموقف.
صعوبات فى حل مشاكل يومية، مثل معرفة كيفية التصرف فى حال احتراق الطعام فى الفرن، مع الوقت يصبح الأمر أكثر صعوبة وفى نهاية المطاف يصبح مستحيلا، مرض الزهايمر يتميز بالصعوبة البالغة فى تنفيذ مهمات وأعمال تتطلب تخطيطا.
صعوبة فى تنفيذ مهمات وأعمال معتادة ومعروفة.
من الصعب جدا القيام بالمهامات الروتينية التى تتضمن بضع مراحل أو خطوات، مثل الطبخ، الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر فى مراحله المتقدمة ينسون فى النهاية كيفية تنفيذ الأمور الأكثر أساسية.
كما أشار د. أيمن إلى أن هناك تغيرات تحدث لمريض الزهايمر ومنها:
المزاج المتقلب.
انعدام الثقة بالآخرين.
العناد المتزايد.
الانطواء الاجتماعى.
الاكتئاب.
الخوف.
العدوانية.
وأوضح د.أيمن أن هناك أسبابا وعوامل لمرض الزهايمر:
الزهايمر ليس نتيجة لعامل واحد فقط، يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة منها.
السن: مرض الزهايمر يظهر عادة فوق سن الـ 65 عاما، لكن يمكن أن يظهر فى حالات نادرة جدا، حتى قبل سن 40 عاما.
العوامل الوراثية: إذا كان فى العائلة مرضى بالزهايمر، فإن احتمال إصابة أبناء العائلة من الدرجة الأولى "الأبناء/ البنات، الأشقاء/ الشقيقات" بالمرض هو أعلى بقليل.
الآليات الوراثية لانتقال مرض الزهايمر بين أفراد العائلة الواحدة لم يتم التعرف عليها تماما بعد، لكن العلماء يلاحظون بضع طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة فى عائلات معينة.
الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال، للإصابة بمرض الزهايمر، وأحد الأسباب لذلك هو أن النساء يعشن سنوات أكثر.
عيوب إدراكية بسيطة: الأشخاص الذين يعانون من عيوب إدراكية بسيطة لديهم مشاكل ذاكرة أكثر خطورة من المقبول والمعتاد فى سنهم.
أيضا من الأمور المؤثرة نمط الحياة، ونجد أيضا أن العوامل التى تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب تزيد أيضا مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومن بينها:
ضغط الدم المرتفع.
فرط الكولسترول فى الدم.
السكرى غير المتوازن.
بالإضافة إلى المستوى التعليمى والثقافى: لقد وجدت الدراسات علاقة بين مستوى التعليم المنخفض وبين خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وفى مرحلة متقدمة من مرض الزهايمر يفقد المرضى القدرة على العناية بأنفسهم، هذه الحقيقة قد تنتج عنها مشاكل طبية أخرى مثل:
التهاب رئوى: صعوبة فى بلع الطعام والسوائل، وقد تسبب هذه استنشاق بعض المواد الغذائية والمشروبات فى الممرات الهوائية والرئتين، مما قد يؤدى إلى التهاب الرئتين.
تلوثات: بسبب عدم السيطرة على المخارج (البول) يستدعى الأمر أحيانا استخدام قثطار (catheter)، مما يزيد من خطر التلوثات فى المسالك البولية، هذه التلوثات إذا لم تحظ بالعلاج المناسب فقد تؤدى إلى تلوثات أكثر خطورة، قد تؤدى فى النهاية إلى الموت.
الإصابات الناجمة عن السقوط: مرضى الزهايمر الذين يعانون من الارتباك والتشوش هم الأكثر عرضة للسقوط، وهذا قد يؤدى إلى حدوث كسور، إضافة إلى أن السقوط هو سبب شائع لإصابات خطيرة فى الرأس، مثل النزيف فى الدماغ.
وأوضح د.أيمن كيفية تشخيص الزهايمر حيث قال: يستطيع الأطباء تشخيص 90٪ من حالات مرض الزهايمر تشخيصا دقيقا، ويمكن تشخيص هذا المرض نهائيا فقط بعد الموت، وذلك باستخدام الفحص المجهرى للكشف عن اللويحات "Plaquesوالحبيكات (Tangles)"، وللتمييز بين مرض الزهايمر وبين مسببات أخرى لفقدان الذاكرة، يعتمد الأطباء عادة على الاختبارات التالية:
فحوصات مخبرية.
اختبارات علم النفس العصبى (Neuropsychology).
اختبارات مسح الدماغ.
MRI – التصوير بالرنين المغناطيسى.
CT – التصوير المقطعى المحوسب.
PET– التصوير المقطعى بلاصدار البوزيترونى.
وأشار د.أيمن إلى علاج الزهايمر، فقال: حتى الآن أطباء الأعصاب يصفون فى بعض الأحيان أدوية للحد من الأعراض التى غالبا ما تصاحب مرض الزهايمر، بما فى ذلك عدم القدرة على النوم، التخبط، القلق، الأرق، والاكتئاب، لكن نوعين فقط من الأدوية ثبتت نجاحهم فى إبطاء التدهور العقلى الناجم عن مرض الزهايمر وهما من مثبطات إنزيم كولينستيراز (Cholinesterase): ميمانتين (Memantine) وناميندا (Namenda).
كما أشار د.أيمن إلى كيفية الوقاية من الزهايمر:
قال إن التجارب التى أجريت على البشر للتطعيمات ضد مرض الزهايمر، تم إيقافها قبل بضع سنوات، لأن بعض المشاركين فى التجارب ممن حصلوا على اللقاح أصيبوا بالتهاب حاد فى الدماغ، ومع ذلك يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثلما نقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعديد من العوامل التى تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب قد تزيد من خطر العته، مشيرا إلى أن العوامل الأساسية هى: ضغط الدم المرتفع وم
عدلات الكوليسترول والسكر فى الدم، كما أن المواظبة على النشاط البدنى والعقلى والاجتماعى من شأنها أن تقلل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وأوضح د.أيمن أن هناك علاجات بديلة، وهى كالتالى:
فيتامين إى (Vitamin E): أظهرت عدد من الأبحاث أن فيتامين E قد يؤدى إلى إبطاء تطور المرض، فى حين بينت أبحاث أخرى أنه غير مفيد، ويحذر الأطباء من تناول جرعات عالية من فيتامين E، لأنه قد يزيد من خطر الموت جراء أمراض القلب.
الجنكة (GINKGO): يعتقد البعض بأن خلاصة أوراق شجرة الجنكة بيلوبا قد تساعد فى تأخير تطور مشاكل الذاكرة المرتبطة بمرض الزهايمر، لكن بحثا أجرى على نطاق واسع، مؤخرا، أظهر أن استخدام هذه الخلاصة غير مفيد، ويرجى الانتباه إلى أن هذه المنتجات قد تؤثر سلبا على فاعلية أدوية تمييع الدم (Blooddilution) فتسبب النزيف.
frazin A: هى مادة منتجة من طحالب صينية.