يتأقلم الطفل المولود حديثاً بسرعة مع العالم الخارجي بقضائهِ لأول مرحلة من حياتهِ في النوم والرضاعة، وقد لا يبدو لكِ أن طفلك يفعل الكثير لكنه يستوعب العديد من الأمور، ومع أنه لا يستطيع الرؤية لمسافاتٍ بعيدة إلا أنه سيُحب النظر في وجهكِ لذا إحتضنيهِ قريباً منكِ ليدرس ملامحكِ لأنه سيُحاول لاحقاً تقليد تعابير وجهكِ !! ولتتعرفي على المزيد حول نمو الطفل الرضيع نُقدِّم لكِ ما يلي:
متى سيفرد طفلي ساقيهِ وذراعيه؟
لا يستطيع طفلكِ حديث الولادة فرد ذراعيهِ وساقيهِ بشكلٍ كامل، فقد قضى وقتاً طويلاً بوضعيةٍ منكمشة .. وهذا أمر طبيعي لأن مفاصله ستلين بعد فترةٍ وجيزة، أي حين يعتاد التواجد خارج الرحم.
وإذا ولد طفلكِ في وضعيةٍ معكوسة أو مقلوبة (الرأس إلى الأعلى)، فقد يستغرق وقتاً أطول قليلاً ليفرد أطرافه، وهذا أمر منطقي لأن قدميه كانتا إلى أعلى قرب أذنيه.
أما إذا بدا لكِ أن ساقي طفلكِ مقوستان، مع وجود فراغ صغير بين ركبتيه وكاحليه لا تقلقي .. هذا الأمر جزء من عملية تمدده، وينبغي أن يستقيم الوضع تلقائياً مع بلوغ طفلكِ عامه الثاني.
متى يصبح لدى طفلي المولود حديثاً نمطاً خاصاً في الأكل والنوم؟
يُعتبر الطعام أهم ما في حياة طفلكِ الرضيع ويأتي النوم في المرتبة الثانية، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت ليصل كلاكما إلى نمط خاص من الرضعات والقيلولة، حيث سيرضع طفلكِ على مدار الساعة خلال الأيام القليلة الأولى من ولادته، وعلى الأرجح ستجدين أنه يأخذ من 8 إلى 15 رضعة بعد الأسبوع الأول تقريباً، ثم سينخفض العدد من 6 إلى 8 رضعات في اليوم.
كما سينام طفلكِ على فترات متقطعة تبلغ في مجملها 16 أو 17 ساعة من أصل 24 ساعة يومياً، ولسوء الحظ لا يعني ذلك أنكِ ستتمكنين من النوم لفترةٍ طويلة لأن نومه سينقسم إلى ثماني مرات تقريباً (المرة تعادل قيلولة واحدة) إلى الأسبوع الثامن، وقد يطور طفلك نمطاً خاصاً من الرضاعة والنوم، مع أنك قد لا تلاحظين أي روتين حقيقي قبل مرور أشهر.
لماذا يبكي طفلي كثيراً وكيف أستطيع تهدئته؟!
لا يستطيع طفلكِ أن يظهر بشخصية بالمعنى المتعارف عليه، لكنه يُعبر عن نفسه بالطريقة الوحيدة التي يعرفها "البكاء"، فمنذ أن وصل طفلكِ إلى هذا العالم المضيء والمليء بالحركة وهو يحاول التأقلم مع أشكال عديدة من التنبيه، وإذا كان طفلكِ يبكي بسبب التنبيه الزائد فقد يهدأ ويسكن حين تتحدثين إليهِ بلطفٍ وتحملينه قريباً منك بشكلٍ مستقيم حتى أنه قد يصدر صوت "آه" عندما يسمع صوتكِ ويرى وجهكِ.
ويمكنكِ أيضاً تهدئة طفلكِ عن طريق اللمس، كما يُحب معظم الأطفال أن يتم ضمهم، وتدليلهم، وتقبيلهم، وتمسيدهم، وتدليكهم، وهدهدتهم، وحملهم حيث يُعتبر اللمس وسيلةً هامةً جداً للتواصل مع طفلكِ وتهدئته.
ويُصادف أن تكون هناك أوقات من اليوم يبكي فيها طفلكِ كثيراً ولا تستطيعين تهدئته بسهولة، فإذا كنتِ تُرضعينه رضاعة طبيعية حاولي تهدئتهُ بتركه يرضع من ثديكِ، أما إذا كنتِ ترضعينه حليباً اصطناعياً فجربي إعطاء طفلك زجاجة الرضاعة (الببرونة) أو اللهاية (المصاصة).
ما هو مدى رؤية طفلي؟
ما زال نظر طفلكِ مشوشاً وغير واضح .. بعبارة أخرى، يستطيع طفلكِ رؤية وجه الشخص الذي يحمله بوضوح، لكنه لا يرى أبعد من ذلك بكثير، لذا ليس من المُستغرب أن يكون وجهكِ هو أكثر ما يهمه في الوقت الحاضر، أبقي وجهكِ قريباً من وجه طفلك ليتمكن من درس ملامحكِ لأنه سيُفتن بتعابير وجهكِ، وستتسمَّر عيناه عليكِ.
إن طفلك حساس تجاه الأضواء الساطعة، والتي قد تجعله يعبس أو يطرف بعينيه، بالرغم من أنك ستجدينه يدير رأسه وعينيه صوب النافذة أو أي مصدر آخر للضوء حتى أنه قد يكون مفتوناً بمشهد الظلال على جدار خالٍ، وحتى في هذه المرحلة المبكرة من العمر يستطيع الأطفال تمييز الوجوه والحركات بالفطرة، حتى أنهم يقلدونها أحياناً.
هل هناك أية ألعاب أستطيع أن ألعبها مع مولودي الجديد؟
يُعجب طفلكِ بالألعاب المتناقضة الألوان وقد تجذبه الألعاب باللونين الأسود والأبيض، والمتحركة ذات الألوان الفاقعة والكتب المصورة ذات الخطوط (والألوان) القوية.
لكن عليكِ الإنتباه إلى ردة فعل طفلك واستجابته فيما تُعتبر مساعدته على البدء باكتشاف هذا العالم أمراً رائعاً، قد لا يستطيع طفلكِ الإستمتاع سوى بفترات قصيرة جداً من اللعب، وقد يستطيع أيضاً الإستجابة لتحفيز حاسة واحدة فقط في كل مرة مثل النظر أو السمع، وليس الإثنتان معاً.
وإذا شعر طفلكِ بالإكتفاء سيظهر لك ذلك عبر التثاؤب، أو إبعاد نظره، أو تقويس ظهره، أو إدارة وجهه، أو الإهتياج، أو البكاء .. في المقابل، سيعبر لك عن فرحه واستمتاعه بما يقوم به، وصدقي أو لا تصدقي، أنك ستكونين قادرة على فهم إشاراته على الفور، جربي تسلية طفلك بوضع مرآة غير قابلة للكسر إلى جانب سريره لكي يركز عليها واعلمي أنه غير قادر على التعرف إلى نفسه بعد، لكنه سيشاهد الحركة في المرآة لبعض الوقت.
هل ينمو طفلي بشكلٍ طبيعي؟
يُعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص، وما نُقدِّمه فيما يلي ليس سوى خطوط عامة ترشدكِ إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.
وإذا كان طفلك خديجاً قد تجدين أنه يحتاج إلى بعض الوقت قبل أن يتمكن من القيام بالأمور التي يحسنها غيره من الأطفال في مثل عمره ولهذا السبب يعطي أطباء الأطفال الخدّج عمرين .. العمر الزمني، الذي يحسب إبتداءً من تاريخ الولادة الفعلية، والعمر المعدّل، الذي يُحسب إبتداءً من موعد الولادة الأصلي، وعليكِ تقييم طفلكِ الخديج بحسب عمره المعدّل وليس عمره الزمني.