أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129878 كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

الرضا , ذلك الشعور الذي يتفجر في النفس
فيغمر القلب والجسد والحواس .
تلك السكينة التي تجعلنا نتقبل قضاء الله بكل اقتناع
حتى لو دامت الحياة بعكس ما نتمنى ..

ذلك الشعور الذي يغمرنا عندما تقع علينا مصيبة
أو تحل بنا كارثة أو نفقد غال لدينا , فنرضي من القلب ,
عندها يفيض بركان بداخلنا
يردد الحمد لله بكل قبول وسكينة

ذلك هو الرضا


الرضا الذي بدونه تتحول حياتنا إلى شقاء ,
ورغباتنا وتطلعاتنا إلى وحش هائج يأبى إلا أن تتحقق مطالبه
وإن تحققت و بأي وسيلة فلا نشعر بسعادة عندها ..
هو الرضا الذي إن حرمنا الله إياه ,
حرمنا اللذة والسعادة والاحساس بالحياة
ومنحنا الحسرة والندامة
هو جنة قلب المؤمن ونار لقلب الساخط
هو سمة تميز المؤمن وعلامة مقترنة بايمانه

فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
{ ذاق طعم الإيمان : من رضي بالله رباً .. وبالإسلام ديناً ..
وبمحمد - صل الله عليه وسلم – رسولاً }
صحيح مسلم

فحق علينا أن نرضى
وأول ما نرضى أن نرضى عن الله سبحانه وتعالى
وعن سيدنا محمد خيرة خلق الله ,
الذي اختاره الله إلينا ليكون رسولاً لهذه الأمة
خير أمة أُخرجت للناس
ولكن يجب أن ترضى قلوبنا
قبل أن تردد ألسنتنا كلمة رضينا
فان رضينا بالله , رضينا بأحكامه وقضائه وبالقدر خيره وشره
نرضى بما نحب وبما نكره
نرضى بالحياة التي قسمها الله لنا
وبالحالة التي خلقنا الله عليها
نرضي عن أنفسنا وعن خلقتنا
نرضى بمسكننا ومأكلنا ومشربنا وملبسنا وأولادنا
فجميعها أرزاق قد قسمها الله بالعدل على أهل الأرض
دون أن يظلم ربك أحدا
نرضى بالذرية وإن كثرت
ونرضى بحرمانها وإن تاقت أنفسنا إليها

فكم من مؤمن رضي بقضاء الله حق الرضا
فزاده الله من فضله
وأعطاه ما حرمه وزاده فوق ما يتمنى !

وكم من عاقر رضي بأمر الله فأعطاه الله الذرية وبارك فيها !

وكم من سقيم رضي بمرضه فعافاه الله !

وكم من مريض لم يشفى من مرضه لكنه رضي بقضاء الله
فكفر الله عن سيئآته وأبدلها حسنات !

وكم من فقير رضى بقضاء الله فأغناه !

وكم من مؤمن رضى بقدر ربه في أمسه ويومه وغده
فكفاه الله شر ما يخاف ويحزن !

وكم من منافق ادعى الرضا ولفظه لسانه ولم يلفظه قلبه
فأعطاه الله بقدر ما بقلبه ....!

وكم من ساخط جهر بسخطه على قضاء الله
فأذله الله وحرمه الدنيا والآخرة ..!

فكم من مرة حرمنا ما نتمنى وما نظنه خيرا لأنفسنا
فمرت الأيام وأدركنا أنه كان شر لنا فكفانا الله إياه ..
وان لم ندرك ذلك فيكفينا علما بأنه خير مؤجل
لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى

فلنثق بالله وبقضائه وقدره ...


والأمثله كثيره من واقع حياتنا لمن رضى ففاز
ولمن سخط فأذله الله

فكلما ازددنا رضا ..... كلما زادنا الله من واسع فضله

ألم نتأمل قوله تعالى :
{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } سورة الضحى

ولكنه ليس الرضا , الذي نردد معه الحمد لله
ونحن في أماكننا بل علينا أن نسعى ,
مع يقيننا التام بأن كل ما يأتي من عند الله
هو خير لنا واننا مأمورون أن نحاول التغيير
مع قبول قلوبنا يا الله بما قسمته لنا ..





علينا أن نتوقع الخير ونستعجله وعلينا أن نرضى ان لم نصبه
فتهنأ أنفسنا وتستريح نفوسنا وتطمئن قلوبنا مهما حدث .

وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :
"ما بَقِي لي سرور إلاَّ مواقع القَدَر، قيل له: ما تشتهي؟
قال: ما يقضي الله تعالى".

وختاما حبيباتي في الله ...
فاننا نفكر دوما في ما يرضينا وما يسعدنا

ولكن .....
هل فكرنا في معنى الرضا حقا ..؟
هل رضينا بالله وعن الله ؟
و هل رضينا نحن عن أنفسنا ؟
هل رضي عنا والدينا ؟
وهل رضي عنا من حولنا بما يرضي الله ؟

والأهم من ذلك كله .....
هل رضي عنا الله ؟

وماذا قدمنا نحن لكي يرضى عنا الله ؟

فلنرضى عن الله كي يرضى الله عنا



فقد قال تعالى :
﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [سورة البينة]

ولنراجع ما مضى وما نحن عليه
ونتفكر في حالنا مع الله وحالنا مع ديننا وحال أمتنا الاسلامية
فرضى الله هو السبيل الى الجنه ,
جنة الدنيا والآخرة
وبرضاه سبحانه يرضى عنا كل من حولنا
وتصح أمور حياتنا مهما بلغت قسوتها وصعوبتها .

وليتنا نتأمل ما قاله الشاعر أبي فراس :
فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ

وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ

وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْعَالَمِينَ خَرَابُ

إِذَا صَحَّ مِنْكَ الْوُدُّ فَالْكُلُّ هَيِّنٌ

وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ


فلنرضى ......


ولنجدد الرضى في قلوبنا
ولنسعى دوما لأن يرضى الله عنا

فاللهم ارض عنا ..
ورضنا بقضائك وبارك لنا في قدرك
حتى لا نحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت


هذه كانت دعوة قلبي لقلوبكن
وتذكرة لنفسي وإياكن فلا تغفلوا عنها ...





إظهار التوقيع
توقيع : menna mo7amed
#2

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ

وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ

وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْعَالَمِينَ خَرَابُ

إِذَا صَحَّ مِنْكَ الْوُدُّ فَالْكُلُّ هَيِّنٌ

وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ

موضوع رائع,,

إظهار التوقيع
توقيع : الـمـتـألـقـة
#3

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

يسلمووو
إظهار التوقيع
توقيع : Frawla
#4

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

نورتوا حبايب قلبى
إظهار التوقيع
توقيع : menna mo7amed
#5

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#6

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

شكرااااااا لك ياقمررررر
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#7

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

ما اروع الرضا
تسلمين حبي

إظهار التوقيع
توقيع : د.رزان
#8

افتراضي رد: كلما ازددنا رضا , زادنا الله من واسع فضله ..!

{ ذاق طعم الإيمان : من رضي بالله رباً .. وبالإسلام ديناً ..
وبمحمد - صل الله عليه وسلم – رسولاً }
صحيح مسلم
باركة الله فيك اختاه و جزاك الله خيرا



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مصطفى ( قصة مؤثرة جدا بقلمى ) قرآني نبض حياتي أقلام عدلات الذهبية


الساعة الآن 03:23 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل