كيف يتكون حليب (لبن) الأم: كيف ينتج جسمك أفضل غذاء طبيعي للطفل
اكتشفي ما يحدث داخل جسمك في الوقت الذي يستعد فيه لإنتاج حليب الأم (لبن)، الغذاء الطبيعي الأفضل لطفلك.
ما هي التغييرات التي ستطرأ على الثدي أثناء الحمل؟
يبدأ ثديك بالتأهب لإرضاع طفلك حالما تصبحين حاملاً. وتأتي طراوة وانتفاخ الثديين بسبب ارتفاع الهرمونات في جسمك من أوائل مؤشرات الحمل.
قد تلاحظين أيضاً ظهور انتفاخات بسيطة حول الهالة المحيطة بالحلمة. يعتبر تغير لون الهالة حول الحلمة إلى درجة داكنة طريقة طبيعية لتوفير إرشاد بصري يعين حديثي الولادة على النجاح في الرضاعة.
تعمل الانتفاخات الصغيرة على إفراز مادة زيتية تنظف الحلمة وتجعلها ملساء ومنزلقة وبالتالي تحميها من الالتهابات أثناء عملية الرضاعة.
عندما يولد الطفل، يتضاعف حجم أنسجة الغدد وإفرازاتها في ثديك وترين النتيجة من خلال تضخمه. عندما ينتج ثديك الحليب بعد ولادة طفلك، ستشعرين بأنه أثقل وزناً وأكثر امتلاءً. قد تصل الزيادة في وزن كل من الثديين إلى 700 غرام!
كيف ينتج الثدي الحليب؟
يوجد في كل من الثديين غدد تعرف بغدد الثدي، وهي الأجزاء من الجسم التي تنتج حليب الأم. وفي داخل كل من هذه الغدد أجزاء مختلفة تلعب دوراً في إنتاج حليب الأم:
•الحويصلات الهوائية. هي الموضع الذي يتم فيه إنتاج حليب الأم. وهي عبارة عن كتلة من الأكياس توجد في الثدي وتشبه حبات العنب. هذه الحويصلات محاطة بعضلات صغيرة جداً تضغط عليها وتدفع الحليب خارجاً إلى القنوات الصغيرة التي توجد بين هذه الكتل.
•القنوات الصغيرة. هي قنوات صغيرة تحمل الحليب من الحويصلات الهوائية إلى قنوات الحليب الرئيسية.
•قنوات الحليب. هي شبكة معقدة من القنوات والأنابيب التي تنقل الحليب من القنوات الصغيرة والحويصلات إلى طفلك مباشرة. يمكنك أن تتخيلي قنوات الحليب كأنها مصاصات قش منفصلة تنتهي جميعها عند رأس الحلمة وتنقل الحليب إلى فم الطفل. تزداد هذه القنوات في الحجم والعدد خلال فترة الحمل. ربما يكون لديك منها تسع أو نحو ذلك في كل الثدي عندما تبدئين بالرضاعة الطبيعية.
قد تجدين أن ثدييك يخرجان بضع قطرات من الحليب أثناء الحمل. في الواقع، يكتمل نمو نظام قنوات الحليب لديك في وقت ما من المرحلة الثانية للحمل بحيث يمكنك إرضاع طفلك حتى لو كان خديجاً (مولوداً قبل أوانه). بعد ولادة طفلك وحالما تتخلصين من المشيمة، ستبدأ معدلات الأستروجين والبروجيستيرون في جسمك بالانخفاض. ما يسمح للغدد النخامية في الدماغ بإرسال هرمون البرولاكتين (الهرمون الذي يدر الحليب) إلى الجسم. يحفز هرمون البرولاكتين جسمك على إنتاج الحليب بكمية غزيرة لكي تطعمي طفلك. كما يمكن أن يرفع البرولاكتين شعور الأمومة لديك، من هنا يطلق عليه بعض الخبراء اسم هرمون الأمومة. متى يمكنني البدء بإرضاع طفلي؟
يمكنك البدء بالرضاعة الطبيعية مع طفلك في أقرب وقت بعد ولادته. ويعرف الحليب الأول الذي يحصل عليه طفلك باللبأ، وهو مادة مكثفة تشبه الكريمة وغنية بالبروتين لكنها قليلة الدسم. يمتلئ هذا السائل الثمين وسهل الهضم بأجسام مضادة تكافح المرض تعرف باسم مناعة الغلوبيولين، والتي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى طفلك. يفرز ثديك الحليب بعد حوالي ثلاثة أيام من ولادة طفلك عندما تتعدل مستويات هرمون البرولاكتين بحيث يتمكن جسمك من إنتاج حليب الأم بدلاً من اللبأ. ماذا يحدث عندما يبدأ طفلي بالرضاعة؟
لكي يحصل طفلك على حليب الثدي، يجب أن يتحرر من الحويصلات الهوائية، وتعرف هذه العملية بإدرار أو تدفق الحليب. إليك كيف تجري العملية:
•عندما يمص طفلك من الحلمة، يحفز الغدة النخامية على إفراز هرمون الأوكسيتوسين داخل مجرى الدم.
•عندما يصل الأوكسيتوسين إلى ثديك، يقود العضلات شديدة الصغر حول الحويصلات المليئة بالحليب إلى التقلص والاعتصار، ومن ثم إفراز الحليب.
•يتم إفراغ الحليب في القنوات التي تقع تماماً تحت الهالة المحيطة بالحلمة.
•حين يرضع طفلك، فإنه يضغط الحليب ويسحبه من القنوات إلى فمه.
كلما ازداد تدفق الحليب، قد تشعرين بوخز ولسع وحرقة وقشعريرة في ثديك. ربما تجدين أن الحليب يسيل ويقطر حتى أنه قد يخرج كالرذاذ أثناء نزوله.
قد تشعرين بألم واحتقان في الثديين خلال الأيام القليلة الأولى، غير أن تكرار الرضاعة الطبيعية كفيل بمساعدتك على تخطي الأمر.
خلال الأيام الأولى من الرضاعة، قد تشعرين ببعض التقلصات في بطنك عندما يرضع طفلك. تعرف هذه التقلصات بـ "ما بعد الألم"، وهي شبيهة بتقلصات المخاض لكنها أقل ألماً. يبدأ هرمون الأوكسيتوسين بالعمل مرة أخرى فيساعد على تقلص الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعية الذي كان عليه قبل الحمل.
الأوكسيتوسين هو الهرمون نفسه الذي يسبب الانقباضات أثناء المخاض. هناك احتمال أن تشعري بالهدوء، والاكتفاء، والفرح وأنت تقومين بالرضاعة الطبيعية. لا عجب في أن بعض الناس يطلقون على هرمون الأوكسيتوسين تسمية "هرمون الحب"!
كيف ينتج الثدي ما يكفي من الحليب لتلبية حاجة طفلي؟
أثناء رضاعة طفلك، تحفر عملية المصّ إطلاق المزيد من هرمون البرولاكتين. ويحفّز البرولاكتين بدوره جسمك على إنتاج المزيد من الحليب. وهذا ما يجعل ثدييك يمتلئان بما يكفي من الحليب استعداداً لرضعة طفلك المقبلة.
مع مرور الساعات تبدأ مستويات البرولاكتين بالانخفاض مرة أخرى، لكنها تحصل على دفعة جديدة عندما يرضع طفلك مجدداً. لذا، كلما رضع طفلك أكثر، زادت مستويات البرولاكتين في الدم لإنتاج المزيد من الحليب. وهذا هو السبب في غياب دورتك الشهرية. تستخدم بعض الأمهات الرضاعة الطبيعية كوسيلة من وسائل منع الحمل.
مع ذلك، يستجيب البرولاكتين تدريجياً لانخفاض معدل الرضعات لدى طفلك وتعود دورتك الشهرية. قد تعود دورتك الشهرية حتى لو بقيت تكتفين بالرضاعة الطبيعية فقط.
بالرغم من ذلك، سيكون لديك الكثير من الحليب. في هذه المرحلة، لم يعد إنتاج الحليب يعتمد على البرولاكتين، ولكن على التحفيز عبر رضاعة طفلك.
يحتوي حليب الأم على بروتين خاص يسمى التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب (fil)، وهو الذي يعطي إشارة لكل ثدي بكمية الحليب التي عليه إنتاجها. إذا كان طفلك يفرغ ثدياً بعينه في كثير من الأحيان، فستنخفض مستويات هذا البروتين في الثدي. يؤدي انخفاض مستويات بروتين التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب إلى زيادة إنتاج الحليب.
في حال لم يتم إفراغ الثدي من الحليب في أحيان كثيرة ربما لأن طفلك قد بدأ بتناول الأطعمة الصلبة، عندها سيتراكم بروتين fil ويبطئ عملية إنتاج الحليب.
يقتصر عمل بروتين التثبيط الارتجاعي لإفراز الحليب على الموضع الذي يوجد فيه، ويظهر تأثيره في كل ثدي على حدة. يعني أن باستطاعتك التقليل من إنتاج الحليب في ثدي واحد، والاستمرار في إرضاع طفلك بالآخر. كما يوضح أسلوب عمل هذا البروتين سبب إمكانية أن ينتج ثدي واحد ما يكفي تماماً من الحليب لإرضاع طفل واحد. وهذا ما يفسر أيضاً سبب قدرة الأم التي أنجبت توأماً على إرضاع كل طفل على أحد الثديين.
شفط حليب (لبن) الثدي
ماذا يعني شفط الثدي؟
شفط الثدي هو عملية إخراج الحليب من الثديين من دون أن يرضع طفلك منهما. يمكنك القيام بذلك:
•باستخدام يديك
•باستخدام مضخة يدوية
•باستخدام مضخة آلية
بعد شفط الحليب، يمكنك تخزينه في الثلاجة أو المكان المخصص للتجميد لإعطائه لطفلك في الزجاجة (الرضّاعة أو الببرونة) في وقت لاحق.
لماذا علي شفط الحليب؟
يضمن شفط الحليب إمكانية حصول طفلك على فوائد حليب الأم حتى لو كنت بعيدة عنه. سواء أذهبت إلى الخارج لبضع ساعات أو عدت إلى العمل، سيتمكن طفلك من الاستمتاع بحليبك بينما يقوم شخص آخر برعايته. إذا كنت في الخارج لمدة طويلة، ستحتاجين أيضاً إلى شفط الحليب عندما تكونين بعيدة عن طفلك. سيساعدك هذا الأمر على عدم الانزعاج من شدة امتلاء ثديك بالحليب. إذا كنت قد أنجبت طفلك خديجاً أي قبل الأوان، فقد لا يستطيع في البداية الرضاعة من ثديك مباشرة. يمكنك مساعدته بشفط الحليب من ثديك. كما يعتبر شفط الثدي وسيلة رائعة لزيادة إنتاج الحليب.
كيف يمكنني شفط الحليب؟
يعتبر الشفط باليد أرخص وسيلة للقيام بذلك، لأنك لن تحتاجي إلى شراء أية أجهزة أو معدات. قد تستغرقين قليلاً من الوقت للاعتياد على الأمر. أهم ما في المسألة الضغط على قنوات الحليب وراء الحلمة، بدلاً من الضغط على الحلمة نفسها. إن الشفط باليد مهارة قد تستفيدين من اكتسابها، فربما تساعد على إراحتك من الانزعاج إذا كان ثدياك ممتلئين جداً. قد تجدين أنه من الأسهل استخدام مضخة يدوية أو آلية. لاستعمال المضخة الآلية، ضعي كوب الامتصاص الذي يسحب السائل على ثدييك قبل تشغيل الآلة. واتركيها تؤدي مهمتها في شفط الحليب وتخزينه في وعاء موصول بالمضخة. تستخدم المضخات اليدوية أيضاً كوب الامتصاص، ولكن سيكون عليك الضغط بتكرار على مقبض شفط الحليب. قد تستغرق عملية شفط الحليب ما بين 15 و45 دقيقة لإفراغ كلا الثديين. مع ذلك، ليس عليك الالتزام بوقت محدد. فقط واصلي الشفط طالما يتدفق الحليب بشكل جيد. انتقلي إلى الثدي الآخر عندما يقل تدفق الحليب، واشفطي كل ثدي مرتين. تحاول مضخات الثدي الجيدة محاكاة عملية المصّ لدى طفلك، ما يحفز تدفق الحليب (ردة الفعل التلقائية لإدرار الحليب). لا يجب أن يسبب لك الشفط أي ألم. ستعرفين أي المضخات تناسبك بناء على:
•مدى تخطيطك لاستخدام مضخة الشفط
•الوقت الذي ستقضينه في عملية الشفط
حاجتك إلى شفط الحليب؛ فإذا كان يتم فقط لبعض الرضعات من وقت لآخر، فقد يناسبك الشفط باليد أو استخدام مضخة شفط يدوية أقل تكلفة. في حال كنت تعملين بدوام كامل وتبحثين عن متسع من الوقت للقيام بعملية الشفط خلال يوم العمل المزدحم، اختاري مضخة آلية عالية السرعة تستعمل عادة في المستشفيات، وهي غالية الثمن ويمكن استعارتها. إذا كنت تستخدمين مضخة لشفط الحليب من الثدي، جربي هذه النصائح:
•اجلسي بشكل مريح وظهرك في وضع مستقيم.
•أسندي ثديك من الأسفل. ضعي أصابعك وهي مفرودة على أضلاعك مع وضع إصبعك الأولى (السبابة) بين ثديك وأضلاعك.
•أدخلي الحلمة بعناية في القمع. تأكدي من أن الحلمة موجودة في مركز القمع.
•أبقي القمع قريباً بما يكفي ليلامس بشرتك من دون الضغط بشدة باتجاه ثديك.
•تحلّي بالصبر. يستغرق الأمر عادة دقيقة أو اثنتين حتى يتدفق الحليب جيداً.
•واصلي الشفط حتى يقل تدفق الحليب، ثم انتقلي إلى الثدي الآخر. عندما يقل تدفق الحليب في الثدي الثاني، عودي إلى الأول مرة أخرى. أخيراً، اختمي عملية الشفط بالثدي الثاني عندما يقل تدفق الحليب منه للمرة الثانية.
•إذا كنت تشفطين كلا الثديين في نفس الوقت (الشفط المزدوج)، أطفئي مضخة الشفط لمدة 30 ثانية تقريباً عندما يقل تدفق الحليب. ثم شغليها مرة أخرى واستمري في الشفط حتى يقل الحليب مرة أخرى. قد يكون استخدام المضخة المزدوجة صعباً في البداية، فليس لديك سوى يدين اثنتين! لكن مع استمرارك في الممارسة سيصبح الأمر أكثر سهولة.
كيف أخزّن حليب الأم؟
يفضل وضع حليب الأم في زجاجات الرضاعة البلاستيكية مع أغطية آمنة للحفاظ عليه طازجاً ونقياً. كما يمكنك استعمال أكياس بلاستيكية خاصة بتخزين الحليب أو زجاجات مبطنة للأطفال تستخدم مرة واحدة. تذكري تدوين التاريخ على الزجاجة أو الكيس قبل وضعهما في البراد أو الثلاجة حتى يسهل عليك معرفة ما يجب استخدامه قبل غيره. لتخزين الحليب بشكل آمن في الثلاجة، اعرفي درجة برودة ثلاجتك. إذا لم يكن في ثلاجتك ميزان حرارة مثبت فيها، يمكنك شراء واحد من متجر الأجهزة أو الأدوات المنزلية. يمكن تخزين حليب الأم الطازج المشفوط حديثاً كما يلي:
•لمدة تصل إلى خمسة أيام إذا تم تخزينه في الجزء الرئيسي من الثلاجة، أي على درجة حرارة 4 مئوية أو أدنى
•لمدة تصل إلى أسبوعين في الجزء المخصص للتجميد في الثلاجة
•لمدة تصل إلى ستة أشهر في المكان المخصص للتجميد على درجة حرارة 18 مئوية تحت الصفر أو أدنى
إذا كنت تخططين لتخزين حليب الأم المشفوط لمدة تقل عن خمسة أيام، فإن حفظه في الثلاجة أفضل وسيلة للحفاظ على فوائده. من شأن عملية التجميد أن تدمر بعض الأجسام المضادة التي يحتويها الحليب، والأجسام المضادة هي مواد كيميائية تنتجها أجسامنا لمحاربة الأمراض. لذا، لا تحفظي أي حليب لا تنوين استهلاكه بعد الوقت المحدد. مع ذلك، يبقى حليب الأم المجمّد صحياً أكثر بكثير مقارنة مع الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال. يمكنك تذويب الحليب المجمد بإحدى الطرق التالية:
•ضعي الزجاجة أو الكيس في وعاء مليء بالماء الدافئ
•مرريها أو مرريه تحت صنبور الماء الدافئ
•ذوبيها أو ذوبيه في الثلاجة خلال الليل.
من المغري التسريع بعملية التذويب أو التسخين، خاصة عندما تكونين منشغلة، لكن يقضي استخدام الميكروويف أو الفرن في هذه المهمة على المغذيات في حليب الأم. حالما تتم عملية إذابة الحليب، استخدميه على الفور. تخلصي من الحليب الذي يتركه الطفل في الزجاجة لأنه اختلط بلعاب طفلك وقد لا يبقى صالحاً ليشربه في المرة المقبلة.
إلى جانب مضخة شفط حليب الأم وأوعية الحفظ والتخزين، قد تحتاجين إلى علبة حفظ محمولة لنقل الحليب المشفوط من العمل إلى البيت. لمعرفة المزيد من التفاصيل، اقرئي مقالتنا عن العمل والرضاعة الطبيعية.