بسم لله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول صاحب القصه:
كنا في احد المجالس فإذا بالجوال يرن على أحد الحاضرين
رد على الجوال بوجه مكتئب:
ايه ايه ايه !
ماهوب الحين!
يوه قلتك خلاص ماهوب الحين
بعدين
هكذا توالت مثل هذه الكلمات .. .. قلنا : لعله يخاطب إحدى قريباته
ثم أغلق الجوال وقال :
أزعجتنا العجوز .. فصُدمنا جميعاً
يقصد أمه
ما أقبحه لم يتلطف مع أمه في الكلام ولا في الوصف
سكت وسكت الحاضرون ثم سمعنا صوت بكاء خفي فإذا أحد الزملاء تدمع عينه
نظرنا إليه بدهشة لأن دمع الرجال ليس هيناً
فلما علم أننا حولنا النظر إليه .. قال :
ليتني رأيت أمي
وليتها حية لتزعجني
كي أقول لها :
سمي يا حبيبتي
الذي يرضيك يا حلوة
صاحبنا الأول صار في حرج وحاول الدفاع عن نفسه
فتكلم المجلس كله دفعة واحدة وقالوا :
لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر .. حرم عليك هذي أمك
اذهب لأمك وقبل رأسها واسترضها الآن ..
صديقنا الذي بكى توفيت أمه وهو صغير بعد ولادته فورا
يعيش حياته كئيبا لأنه يظن أنه سبب وفاة أمه
نشأ وهو صغير يسمع من الأطفال :
أمي قالت
أمي تقول
بروح لأمي
ماما تحبني
ولكنه لا يستطيع أن يقول هذه الكلمات
بركان داخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت ليبكي بكاء مرا
كبر وكبرت معه همومه
هنيئاً لأبناءٍ لهم أُمهاتُهم وفي ذمةِ الرحمنِ دمعُ يَتامى
فلا صبر لي يا أُمّ عنكِ فإن يَكُن لكِ الصّبرُ عنّي قد رضيتُ تماما
تعاودُ تذكاراتُكِ النفسَ كلما نظرتُ إِلى اللآثارِ منك ركاما
يسمع زملاءه العقلاء هم يقولون ردا على أمهاتهم
آمري آمر
لعيونك اتركهم وأجيك
الله يحيك على طاعته
إذا اتصلت ترك الدنيا من أجلها
عندها يتنفس صاحبنالصعداء
ويكاد ينفجر من البكاء
أخي قارئ هذه السطور
إذا كانت أمك حية ترزق ، فاترك الآن النت بسرعة ، وتوجه إلى أمك
وقبل رأسها
وقل لها:
هل أنت راضية عني؟
فإن ابتسمت في وجهك وقالت : نعم
فأنت أسعد الناس!
وإن قالت : لا
فاذهب إلى زاوية في البيت . . .
وابك بكاء على غضب والدتك عليك .. فوالله ثم والله لا يقدر الأم إلا من فقدها أو أحس بفقدها
وإن كانت أمك ميتة :
فارفع الآن يديك إلى السماء وقل :
اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى
اللهم ارحمهما كما ربيانى صغييرا