إن التغيرات الجلدية بين الحوامل أمر شائع و تظهر بصور متعددة. وقد أوضح دكتور محمد لطفى الساعى استشارى الأمراض الجلدية أن أول أنواع هذه التغيرات هو التغيرات الصبغية حيث تلاحظ جميع النساء خصوصا ذوات البشرة السمراء، زيادة فى التصبغ خلال الحمل فى مناطق مثل الإبط، وحلمات الثديين والفخذين، إضافة إلى زيادة تغميق لون الندب والشامات.
ويعود فرط التصبغ إلى ازدياد مستويات البروجسترون والاستروجين وهما هرمونان من شأنهما تحفيز إنتاج مادة الميلانين فى الجلد وكذلك الكلف (melasma) والذى يصيب الوجه ويعرف أيضا بقناع الحمل ويظهر على شكل بقع سمراء إلى بنية اللون مبقعة ومنتشرة بشكل متناظر وأكثر أماكن ظهوره الجبهة والذقن وهو يصيب حوالى 50 % من النساء الحوامل من المستخدمات لأقراص منع الحمل، كما أن أشعة الشمس أيضا وهى من العوامل المعروفة المسببة للكلف من شأنها أيضا لأن تزيد من فرط التصبغ، تختفى عادة بقع الكلف بعد الولادة ببضعة شهور وقد تمتد إلى سنة أو أكثر.
ومن التغيرات الجلدية أيضا "التشققات الجلدية" وهى من أكثر التغيرات حدوثا، حيث تصيب 90 % من الحوامل وعادة ما تظهر الإصابة بها فى أواخر الثلث الثانى من الحمل، حيث تظهر على شكل خطوط زهرية إلى بنفسجية اللون ومن أكثر مناطق الجسم لإصابة بها البطن، الصدر، الرداف، الأذرع، الأفخاذ ويجهل سبب الإصابة بخطوط الحمل رغم أنه يبدو بأن الاستعداد الوراثى والهرمونات واكتساب الوزن خلال الحمل هى مسببات تكونها لا يوجد علاج لخطوط الحمل لكنها تميل لتصبح تقريبا بلون الجلد بعد الولادة دون اختفاء مظهرها.
وكذلك تغيرات بالأوعية الدموية وهى تحدث بسبب زيادة هرمون الاستروجين ومنها زيادة فى الشعيرات الدموية وتظهر عند 50 % من الحوامل، كذلك إحمرار باطن الكفين وهو مرض يصيب ثلثى النساء البيض وثلث السمراوات وعادة يتلاشى بعد الولادة بأسبوع أو أسبوعين. إما الإصابة بالدوالى varicosities فهى أمر شائع يحدث عند نسبة كبيرة من الحوامل، وتعزى الإصابة به لازدياد الضغط على أوردة الحوض والفخذ ويمكن أن يتفاقم وضع الإصابة بالدوالى ليتحول إلى الإصابة بتجلط عند 10 % من الحوامل.
كما أوضح د.لطفى الساعى إلى أن هناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى التغيرات الجلدية كالتغير فى نسبة ومستوى إفراز الهرمونات أثناء فترة الحمل: وهذا يؤدى إلى تغير لون الجلد أو لأسباب وراثية أو تمدد جدار البطن. وهذا يؤدى إلى التعاريج البيضاء كما أن تمدد الأوعية الدموية السطحية القريبة من الجلد يؤدى إلى الوحمة العنكبوتية وتورم الجفون والشفتين واليدين وكذلك كبر حجم الرحم وهذا يؤدى إلى دوالى الشرج.
ومن الأسباب المعروفة أيضا للتغيرات الجلدية الفطريات والخمائر وزيادة الإفرازات المهبلية وهذا يؤدى إلى حكة بالأعضاء التناسلية وزيادة هرمون البروجسترون وهذا يؤدى إلى تساقط شعر الرأس والسمنة التى تسبق الحمل.