مشغولون بلا شغل
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حدَّثنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، حدثنا حُصَيْنُ بنُ نُمَيْرٍ أَبُو مُحْصنٍ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بنُ قَيْسٍ الرَّحَبِي، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ عن ابنِ عُمَرَ، عن ابنِ مَسْعُودٍ
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
«لاَ تَزُولُ قَدَمَاَ ابنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّه حَتَّى يُسْأَلَ عن خَمْسٍ: عن عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وعن شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ»
مـشـغـول ... !
مـشـغـول ... !
مـشـغـول ... !
كثير مآ نرددهآ .. ولكن هل نحن مشغولون حقا ً ؟؟؟
تمضي الأوقآت والعمر الثمين ينسل من بين أيدينآ دون أن نشعر
وكل يوم يمضي ,، يطوي أخآهـ ورآءهـ في كرٍّ مقيت لـ الأيآم ..
ذلك أنها سوآء في الصوره والطعم واللون والرائحة والنتيجة
وأيآمنآ هي هي لا تتــغــــير .. وأيامنا هي هي لا تتغيـر ..
لم نضف جديدا ً إلى جداولنا من طاعة ..
وإذا سألنا أحد عن أحوالنا .. خرجت تلك الكلمة المعتاده
التي تخفف عنا شيئا ً كثيرا ً من عناء وألم لوم النفس ولوم الآخرين
(( أنا مشغووول ))
تتكرر منا هذه الكلمة كثيرا ً ..
لكننآ لو جلسنا مع أنفسنا .. ودوّنـا ما ننجزه في كل يوم .. سـنتفاجأ بالشيء
القليل الذي لا يذكر وربما يكون هناك من هم أكثر شغلا ً منا .. ينجزون أكثر ..
بل المصيبة تكمن في أننا نكرر هذا الشغل الوهمي كل يوم ولو حاسبنا
نفوسنا .. لوجدنا في صحيفة اليوم .. لا شيء يـُذكر ..
***-
(( نحن مشغولون ))
داء عظيم مستحكم في نفوسنا من آفات العمل الحابسة للعبد عن
التقدم إلى الأمام ..
(( نحن مشغولون ))
داء عظيم يمنعنا من الهمّ بعمل جديد نضيفه لـ أعمالنا الصالحة
(( نحن مشغولون ))
داء حرمان ينحل في جسد الطاعة ويوهن القلب عن تقدم بل يمضي
العمر في اختلاق الأعذار ..
(( نحن مشغولون ))
لحظـــة
لحــظــة .. !
أين شغلنا من المشغولين حقا ً ؟؟
أين شغلنا من شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
فـ كيف كانت حياته .. ؟؟
يجهز جيشا ً .. ويعود مريضا ً.. ويصلُ رحما ً.. ويتبع جنازه .. ويعطي
مجلسا ً من مجالس العلم ... وكان يقوم حتى تتفطر قدماه ما يقارب
الست ساعات من الليل ... وكان يصوم أيامه حتى تظن أنه يواصل
صيامه لا يفطر .. وكان يقرأ حزبه ..
أين نحن من شغل صحابة رسول الله وجـِدّهم واجتهادهم ؟؟
أين نحن من شغل الأئمة أنوار تضيء في سماء العمل ؟؟
الأئمـه ..
جاهدوا ونافحوا وردّوا على من أحدث في دين الله ..
ألـّـفوا ودوّنوا الحديث فجمع في مسنده أربعين ألف حديث
جاهدوا وجلسوا للعلم حتى حفظوا ألف ألف حديث ..
جاهدوا وعملوا فأحيوا ليله بالمذاكره مع صحبه للعلم ..
جاهدوا وعملوا وشغلوا زمانهم بالتعليم والتدريس ..
أين نحن من شغل هؤلآء ؟؟
ألا نحتاج للعوده إلى حقيقة أشغالنا ..
لعلـّـنا نقف على حقيقة الأمر ... وهي أننا .."
(( مشـغـولون بلا شـغـل ))
اللهم لاتشغــلنا إلا في طاعتك --
إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي
منقول للافادة