زيادة وزن الطفل يؤثر على قدراته العقلية
من المعروف ان زيادة وزن الاطفال يسبب العديد من المضاعفات الصحية للاطفال، فقد تؤثر زيادة وزن الطفل عن المعدل الطبيعي وتراكم الشحوم الى ضيق فى عملية التنفس،
مما يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم، وفي نهاية المطاف تؤدي إلى فشل وتعطل الجهاز التنفسي. ولعل من أهم وأول مؤشرات زيادة الوزن هو الشخير, وصعوبة التنفس أثناء النوم وانقطاعه مما يؤدي إلى كثرة النوم أثناء النهار والكسل والخمول والذي قد يؤدي بدوره الى كسب المزيد من الوزن.
- تأثير زيادة وزن الاطفال على قدراتهم العقلية :
اثبتت بعض الدراسات الحديثة ان زيادة وزن الاطفال تؤثر في قدراتهم العقلية والتحصيل العلمي، فقد اكدت دراسة علمية امريكية ان توقف التنفس اثناء النوم كان مصاحبا لنقص القدرة الذهنية عند الاطفال الذى تم عليهم الاختبار وكان عددهم 351 طفلا ومتوسط اعمارهم 7,9 سنوات ويرى الباحثون أن كلا المشكلتين (زيادة الوزن وتوقف التنفس أثناء النوم) قد يؤثران على مخ الطفل في مرحلة النمو. ولأن السمنة لدى الأطفال اصبحت ظاهرة خطيرة في مجتمعنا كان لابد ان نقدم من الحلول الجذرية لعلاج السمنة عند الاطفال وهي:
- الخطوة الاولى لعلاج سمنة الاطفال: اولا يجب ان تتغير نظرتنا الخاطئة بأن الطفل السمين هو طفل قوى سليم البنية، ويتمتع بصحة وعافية. علينا أن نؤمن بأن سمنة الأطفال مرض، نعم مرض يهدد صحة أطفالنا، مثله مثل مرض السكر، والأزمات الصدرية. يجب ان تفهم الأم أن زيادة وزن طفلها عن الطبيعي هي بداية الطريق لأمراض كثيرة، عليها أن تفهم جيدا أن بدانة طفلها ليست علامة للصحة والقوة، فاذا أيقنا هذا جيدا فنحن على بداية الطريق السليم لعلاج أطفالنا من السمنة ومشكلاتها الخطيرة.
الخطوة الثانية لعلاج السمنة عند الاطفال: الادراك ان السمنة عنيدة، وتحتاج إلى وقت طويل لعلاجها، ولذا فهي تحتاج إلى صبر طويل، ومساعدة قوية من الوالدين لكي نتخلص منها. وهذه السمنة لن نستطيع أن نتخلص منها في أسبوع أو شهر، بل قد يتطلب علاجها شهورا عديدة، وقد يلزمها نظام غذائي ونشاط حركي مدى حياة الطفل. فلا يأس ولا ملل في علاج هذه السمنة، بل عزيمة وارادة وصبر.
- الخطوة الثالثة لعلاج السمنة عند الاطفال: أن يفهم الطفل أن سمنته هي مشكلته هو، وهو المسئول عنها، وعن علاجها، ومن ثم يجتهد في التخلص منها، فعدم شعور الطفل بمسؤليته عن زيادة وزنه فإنه لن يجتهد فى التخلص منها وسوف ينتظر من يخلصه منها، ولن يكون إيجابيا فى التعامل معها. لذلك على الطفل السمين أن يدرك أيضا أخطار ومشكلات زيادة وزنه حتى يكون متحمسا وإيجابيا في التعامل معها على مدار سنوات حياته.
لذلك يقع على عاتق اولياء الامور الكثير من المسؤلية لوقايه اطفالهم من السمنة، لذلك يجب الاتي:
- يجب على الامهات وقاية الاطفال من السمنة: وهم داخل الرحم، فزيادة الخلايا الدهنية فى جسم الطفل تبدأ مع الشهور الأخيرة للحمل. ولذا على الأمهات الحد من زيادة أوزانهن في شهور الحمل الأخيرة فيقللن بقدر المستطاع من الأطعمة الدسمة، والحلوى، ويكثرن من المشي لحرق الدهون وكذلك لتسهيل عملية الولادة. ومنذ مولد الطفل، علينا البدء في برنامج وقايته من السمنة وتراكم الدهون في جسمه وخير ما تفعله الأم هو أن ترضع طفلها من ثديها، فقد اجمعت الاراء على أن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه، أقل استعدادا للإصابة بالسمنة من الطفل الذي يرضع من الزجاجة وفي حالة وجود مشكلة تحول دون الرضاعة من ثدي الأم، علينا اختيار الألبان الصناعية متوسطة أو قليلة الدسم مع تجنب الإفراط في إمداد الطفل بالسكر فى الرضعة.
- يجب على الأمهات التمهل في فطام الطفل: وإمداده بالأطعمة الصلبة، ومن المفيد أن يكون ذلك بعد نهاية (الشهر الثالث أو الرابع )، بل هناك من ينصح أن يكون ذلك بعد (الشهر السادس). وعند إمداده بهذه الأطعمة، علينا تخير الأنواع قليلة الدسم والسعرات، مثل الفواكه والخضراوات والبقوليات، مع تقليل الحلوى والشوكولاتات والدهون.
- حقائق مهمة عن سمنه الاطفال:
لواستطاع الطفل أن يتقي تراكم الدهون داخل جسمه في الأعوام الأولى من حياته، وقبل بلوغه مرحلة البلوغ، لاستطاع بذلك أن يكسب نصف المعركة ضد السمنة ..وكلما تأخر في ذلك، وزادت الخلايا الدهنية في جسمه على الطبيعي، ازدادت الصعوبة في علاج سمنته والتخلص من الدهون الزائدة.