السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دمية سالي
سالي طفلة جميلة مرحة ضحوكة ذكية تكمن براءة الأطفال في محياها
قد كانت لسالي دمية جميلة وكانت سالي لا تبرح مكانها
دون أن تأخذها معها أينما ذهبت
حتى أصبحت هذه الدمية حديث الجيران والحي
من كبار وصغار من فتيات وفتيان
وكان كل من حولها يتعجبون ويتساءلون عن تعلق سالي بهذه الدمية
وفي يوم من الأيام استيقظت سالي على صوت أمها وهي تنادي من بعيد :
سالي .... سالي ... تعالي إلي ..... تعالي يا ابنتي تعالي لأضمك
تعالي فقد اشتقت إليك كثيرا
نهضت سالي من سريرها خائفة مرتجفة
ونظرت إلى السرير بلهفة فلم تجد دميتها
فركضت مسرعة تبحث عن دميتها وبينما هي تركض توقفت فجأة
لتصطدم بوجه قد أملئها رعبا وضحكة خبيثة ملأتها حزن
فنظرت إلى الأرض فوجدت أوصال دميتها مقطعة ومرمية
اشتعلت النار بداخلها وملأت الرجفة صوتها
فجلست على الأرض وبصوت مرتعش نادت دميتها :
أمي ...؟! لما أنت ممزقة هكذا؟
لما غادرت الغرفة بدوني ...؟
أمي ........ لما لا تردين علي ..... أمي ..... أمي ......
وبصوت مكروه مليء بالحقد تخاطبها زوجة أبيها
أمك قد ماتت أيتها الحمقاء وهذه مجرد دمية سخيفة مثلك
ارحلي من وجهي كي لا أمزقك كدميتك ..... ارحلي
تغرغرت الدمعة في عينا سالي ....... ونظرت إلى زوجة أبيها نظرة كره وحقد
وبألم وحرقة لملمت أوصال دميتها لصدرها وبدأت تسير نحو غرفتها
ورأسها نحو الأرض وهي تجر أذيال الخيبة والألم
والدمعة تتوهج في عيناها والقهر يملأ أرجاء صدرها
و حديث زوجة أبيها لا يفارق سمعها وكأن الزمن توقف عند تلك الكلمات
وصلت سالي غرفتها وأغلقت الباب
وما كادت أن استلقت على السرير حتى فاضت ينابيع الدمع من عيناها
لتسيل بحرقة على وجنتيها والرجفة تحرك شفتاها وصوت شهيقها يملأ أرجاء الغرفة
ضمت سالي أشلاء دميتها إلى صدرها وهمست أمي افتحي لي ذراعيك فأنا قادمة إليك
ابتسمت سالي ابتسامة غريبة واستسلمت إلى سبات نوم طويل ..
رحلت سالي إلى أمها ليكتشف الجميع سر دمية سالي
فكل الفتيات التي بعمر سالي يعاملن الدمى على أنهن بناتهن
أما سالي فقد كانت ترى أمها الراحلة تتجسد في دميتها .