الكوابيس حالة عرضية أم مرضية
تعرف الكوابيس وبحسب خبراء النوم، بأنها أحلام سيئة تتسبب في استيقاظ النائم في حالة من الذعر والخوف , ولا تعد رؤية حلم مزعج ( كابوس ) بين الحين والآخر أمرا يدعو للقلق، غير أن هناك نسبة كبيرة ممن يرونها بشكل متكرر وبمعدل مرة واحدة أسبوعيا على الأقل فيما يُعرف بالاصابة بالكوابيس المزمنة.
تتسبب الكوابيس المتكررة والمثيرة للخوف الشديد وغيره من المشاعر السلبية في كثير من الأحيان إلى الحد من حصول الشخص على نوم مريح ومنعش ويصبح النوم تجربة سيئة تكاد تجنب الشخص النوم واصابته بالإرهاق , القلق والاكتئآب وغيرهما من المشاكل النفسية .
أما عن موضوع الكوابيس ومحتواها، فإن الخبراء يشيرون إلى أنها قد تكون عن أي شيء من دون استثناء، إلا أنها تتشابه بتسببها بالمشاعر السلبية، والتي تتضمن الحزن والخوف والغضب , ويذكر أن الكوابيس عادة ما تحدث في الجزء الأخير من الليل , وعلى الرغم من شيوعها بين الأطفال في مراحل المراهقة المبكرة ، إلا أنها قد تؤثر في الأشخاص على اختلاف أعمارهم .
تجدر الإشارة إلى أن الكوابيس المزمنة مرتبطة عادة بوجود سبب نفسي مستبطن , فعلى سبيل المثال تشيع الكوابيس بين الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ومن يُعانون نت اضطرابات القلق الشديدة المرافقة للتعرض أو مشاهدة المواقف العنيفة كالحروب , الحوادث والكوارث الطبيعية .
وتتضمن الأسباب الأخرى التي قد تسبب الكوابيس ادمان الكحول , سوء استخدام االعقاقير الدوائية , تناول بعض الادوية التي تؤثر على سلامة النوم والإصابة باضطرابات النوم كانقطاع النفس أثناء النوم .
وبالرغم من وجود أعداد ﻻ بأس بها من المصابين بالكوابيس المزمنة والمتكررة , الا أنه من النادر لجوئهم للعلاج اما لافتراضهم عدم وجود علاج أو خجلهم من الافصاح عن مشكلتهم .
تتضمن الأساليب العلاجية المستخدمة لحالات الكوابيس المزمنة :
● العلاج الدينامي النفسي الذي يتم من خلال لقاء الطبيب أو الاختصاصي النفسي المعالج بالمصاب بشكل متكرر ومنتظم للبحث في الأسباب المؤدية للكوابيس والسعي لحلها .
● العلاج الدوائي باستخدام البرازوسين وهو عقار دوائي يُوصى به لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه قد أظهر أيضا ومن خلال العديد من الدراسات فعاليته في التخفيف من نوبات الكوابيس المزمنة وخاصة عند الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة ما حيث يؤخذ ليلاً وتحت اشراف الطبيب
● العلاج التخيلي الاسترجاعي ويمثل أسلوب علاجي ظهر من خلال أبحاث أجريت في تسعينيات القرن الماضي وتزايد استخدامه منذ عام 2001، وذلك بعد أن أظهرت فعاليته التي تصل الى 70 – 80 % من الحالات .
يُعد هذا الأسلوب سهل التعلم والتطبيق . اذ أن آلياته الرئيسية يمكن تعلمها خلال ساعات معدودة ويصبح بالإمكان تطبيقها خلال دقائق معدودة ، الا أنه و بالرغم من أن الشخص قد يقوم بتطبيق هذا الأسلوب بنفسه، إلا أنه من الضروري أن يتم تحت إشراف الطبيب أو الاختصاصي إن كان الشخص مصابا باضطراب ما بعد الصدمة. وينصح أيضا بالاستعانة بالطبيب أو الاختصاصي في حال فقدان القدرة على تذكر الصور الذهنية المرافقة للكوابيس
يتم تطبيق هذا الاسلوب باتباع الخطوات التالية :
- قم بتدوين وصف بسيط لكابوس رأيته مؤخرا, أما إن كان أحدث كابوس رأيته مزعجا للغاية، فقم باختيار آخر.
- قم بإجراء تعدلات على مسار الكابوس وتغيير الأحداث المخيفة أو السيئة فيه , حيث أكد الباحثون على ضرورة عدم إخبار الشخص بالتغييرات التي يجب أن يقوم بها، بل ينصح بالاكتفاء بتشجيعه على الثقة بقدراته على اختيار التغييرات المناسبة.
- اقتطع بضعة دقائق يوميا لتخيل النسخة الجديدة من الكابوس، والذي أصبح الآن حلما، وذلك برسم صورة ذهنية له.
ولا تنسوا ذكر الله وقراءة القرآن...