علي الرغم من أن لديهم جينات متشابهة وينشأون في أسرة واحدة إلا أنه غالبا ما يختلف الأشقاء في الطباع ونجد أن لكل منهم شخصيتة المستقلة والمختلفة عن أشقائه, وهذا الاختلاف في طباع وشخصية الأبناء يفرض اختلاف التعامل مع كل واحد منهم
وألا نقارن بينهم, وألا نسمح للآخرين بهذه المقارنات إن أمكن,
وألا نشجعهم علي أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين..
هكذا بدأ د.أحمد جمال ماضي أبو العزايم مستشار الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية لحل الصراعات الأسرية والاجتماعية حديثه عن كيفية التعامل مع طباع الأبناء المختلفة, فهناك- كما يقول- أطفال يصعب عليهم الحركة وأطفال لا نستطيع أن نوقفهم عنها,
كما تختلف أيضا الساعات البيولوجية الخاصة بكل طفل, وقد نري طفلا صبورا مبتسما وآخر سريع التقلب في المزاج والغضب, ويوجد من يصر علي اكتشاف الأشياء مهما كانت الإحباطات المصاحبة لهذه المحاولات وآخر ينسحب من المحاولة أو يطلب المساعدة مبكرا.
والسؤال هنا: ما الذي يجب علي الآباء عمله تجاه هذه الاختلافات في طباع أبنائهم؟ يجيب د.أبو العزايم بأننا يجب أن نتأقلم علي سمات أطفالنا التي قد تختلف عن طبيعتنا منذ ولادتهم أو مع نضوجهم, مع الانتباه إلي أن الطفل قد يكون موهوبا وقد تقتل موهبته إذا لم نحسن فهم طباعه, فالأباء يبدأون في معايشة صراع الاستقلال مع أطفالهم بداية من سن الثانية وحتي مرحلة الشباب, ولذلك فتعديل سلوكيات الطفل يحتاج إلي مهارة وفكرة خلاقة من الأبوين في استجابتهم ورؤيتهم لمطالبه, وذلك بتدعيم الطفل وليس بتحطيم مهارته.
وهنا يجب التأكيد علي أن التخلي عن العنف والقوة يعد من أولي الخطوات في التعامل مع الأبناء وأيضا التخلي عن الشجار, وذلك بإعطاء اختيارات وليس أوامر ثم نسأله بعد ذلك عن سبب هذا الاختيار حتي نتعرف علي طباعه بشكل أكثر وضوحا, حيث أن معرفة الوالدين بطباع أبنائهما ستفسر لهما الكثير من تصرفات الأبناء, وبالتالي يقل التوتر بين الطرفين, وإذا عرف الوالدان أن طباع الطفل هي صفة ولد بها لن يلوما إلا نفسهما علي كونهما لم يستخدما الوسائل التربوية المناسبة.
وينصح د.أحمد أبو العزايم الآباء أنه من الأفضل معرفة أنماط الطفل الشخصية والتعامل معها كما هي وليس محاولة تغييرها بالقوة مع تحديد نقاط الاختلاف,
وعندما يوجد في الأسرة أكثر من إبن وكل منهم له طبع مختلف, هنا تظهر أهمية امتلاك الوالدين لوسائل تربوية مختلفة, فبعضهم يحتاج أن توضع حدود لأغلب الأعمال التي يقوم بها و آخر يستطيع أن يصنع قراراته الصحيحة
بنفسه,
كما أنه من الأفضل أن يدرب الوالدين أبناءهما علي التكيف مع العالم الخارجي عن طريق معرفة طباعهم واستيعاب خصائصها واختيار ماهو مناسب لهم, مع عدم مقارنته بغيره حتي وإن كان من أشقائه أو من أحد افراد العائلة, بل فقط كأنه حالة فريدة والتعامل معها أمر ممتع, مع وضع حدودا لكل شيء والحزم في الرفض أو القبول للأشياء.
ويبقي أن نقول للوالدين إن الاختلاف في الطباع الشخصية للأشقاء أمر قد يثري شخصياتهم وليس العكس, لأن الأشقاء هم المثل العليا لبعضهم البعض.