كشفت دراسة بريطانية حديثة أن العلاقة الزوجية لها تاثير إما ايجابي أو سلبي على الصحة العقلية والبدنية للزوجين، وأشارت الدراسة إلى أن التزام الهدوء وتجنب الشجار خلال الحياة الزوجية يحسن بشكل نسبي من الصحة البدنية للزوجين ويقلل من فرصة الوفاة المبكرة بنسبة 15%، وفقاً لنتائج الدراسة التي أجريت على سبعة دول أوروبية.
تراكم الخلافات
ويقول الباحث الأكاديمي جون جاليتشير من جامعة كارديف البريطانية والذي شارك في اعداد الدراسة أن "تراكم الخلافات بين الزوجين يوتر الحياة الزوجية، بينما الدعم والحب في العلاقة يحسنها على المدى الطويل، ويكثر من فرص استمراريتها، مؤكداً على ضرورة اهتمام الزوجين بتناول الطعام الصحي، وتكوين صداقات متعددة، والحرص على رعاية كلاً منهما للآخر من أجل ضمان حياة زوجية وصحية سليمة".
هذا، وقد اشارت نتائج البحث إلى أن الزوجان الذين كانوا أكثر عرضة لتناول طعام صحي واللذين لديهم ما يكفي من أصدقاء كانوا أكثر سعادة زوجية من باقي الأزواج اللذين يفتقدون ذلك.
وأشار جالتشير إلى أن المتزوجين عادة ما يكونون غير مدركين لفوائد العلاقات الاجتماعية السليمة على تحسين الصحة العامة للأفراد، ولكن الدراسة التي أجريت على سبعة دول أوروبية وتكلفت مليار دولار أكدت أن من 10 إلى 15% من الأزواج الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية متوازنة أقل عرضة للوفاة قبل الأوان بكثير من الأزواج المفتقدين لهذه المميزات.
هذا، وأوضحت النتائج أن الوقت الأمثل الذي تكون فيه الانثى على استعداد في تكوين علاقة اجتماعية وزوجية سليمة مع الزوج من 19 إلى 25 عاماً، بينما يبدأ نضج الزوج الاجتماعي بعد سن 25 سنة، وأكدت الدراسة أن العلاقة الاجتماعية المتوازنة بين الزوجين تحسن من الصحة البدنية لدى الرجال، بينما تحسن من الصحة النفسية لدى النساء بشكل أكبر من الصحة البدنية".
وأضاف جالتشير أن الصحة النفسية للزوجات ربما تكون ناجمة عن تأثير الأزواج على زوجاتهم بشكل إيجابي من حيث أسلوب المعاملة وحسن المعاشرة.
نسبة الوفاة تزيد
وحذر جالتشير بأن نسبة الوفاة بين الأزواج المختلفين اجتماعياً واللذين تكثر الشجارات بينهما تزيد في أواخر سن الأربعينات، موضحاً أن العلاقات الصعبة والمتوترة كانت لها بالغ التأثير السيئ على الصحة النفسية لدى الزوجين".
وأكد جالتشير أن "الرسالة الرئيسية لهذه الدراسة هو حث الأزواج على اتخاذ نمط بسيط نحو علاقة زوجية ناجحة، ألا وهو الدعم النفسي لكلا الزوجين بعضهما البعض، وإذا كانت هذه العلاقة صعبة المنال على الزوجين تجنب الاستمرار في هذه العلاقة على الاطلاق، أو تجنب حدوثها من البداية".
الجدير بالذكر أن، دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2025، كشفت أنه يمكن للزواج الناجح أن يقلل مخاطر القلق والاكتئاب التي تصيب الأفراد، أكثر من الأفراد غير المتزوجين.
مساحة الحرية
من جانبها، تقول باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد يتعارك الزوجان فى بداية الزواج بسبب رغبة كل منهما فى خلق مساحة جانبية لنفسه بعيداً عن الآخر، وفى كثير من الحالات يشتد الخلاف بينهما بعد عام واحد من الزواج بسبب رغبة الزوج فى الخروج مع أصدقائه وإلحاح الزوجة المتكرر فى الذهاب لمنزل والديها، ولكن يجب على كل منهما إدراك الأمر وتلبيته للآخر بمعنى أن الزوجة لابد أن تترك مساحة من الحرية للرجل تسمح له بالخروج مع رفاقه أو الجلوس لمشاهدة بعض برامج التلفزيون، أو الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لأن فى هذا الوقت يكون الرجل مبتعداً قليلاً عن المرأة يعيش أجواء العزوبية والتى يشتاق لها من وقت إلى آخر، وهذا البعد من شأنه يجعله يشحن رغبته تلقائيا فى العودة للمنزل والاقتراب من زوجته يبادلها الحب والمودة.
وهذا لا يجعل المرأة تظن أنها اقترفت خطأ ما أو فشلت فى سعادة زوجها ولكنها لابد أن تدرك أنه يحتاج مساحة من الوقت ليكون بمفرده أو يخرج مع أصدقائه.
وفى الوقت ذاته فالمرأة تحتاج بعض الوقت ولكنها لا تميل لحياة العزوبية كالرجل بل تشتاق لجلسات الحديث والثرثرة وزيارة أسرتها والجلوس مع شقيقاتها للتحدث فى أمور عامة وقديمة أو الذهاب للتسوق مع أحدى صديقاتها.
فعلى الزوج أن ينتبه عند حدوث ذلك، ويحتوى المرأة ولا يفكر أنها تمل الوجود معه طوال الوقت أو أنها لا تعد تحبه مثل أيام الخطوبة وبدايات الزواج تحبه، ولكن على العكس يدرك الرجل أن المرأة تحتاج دعمه لها كصديق وليس زوجا.