أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي التقليد الأعمى ضلال


إنّ الإنسان المقلّد كالأعمى الذي يقوده طفل فيتعثّر في طريقه وقد يقع في حفرة إذا غفل عنه الطفل الذي يقوده . وقد ذمّ الله المقلّدين في كتابه المجيد ومدح العقلاء والمفكّرين الذين يستعملون عقولَهم ولا يقلّدون أحداً في الدين ، فقال تعالى في ذمّ المقلِّدين في سورة الزخرف {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} ، فقال الرسول {أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ} ، وقال تعالى في سورة البقرة {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} ، وقال تعالى في سورة المائدة {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} .

[القادة والمقلِّدين يوم القيامة]

ثمّ بيّن سبحانه بأنّ القادة تتبرّأ من مقلِّديهم يوم القيامة وتكون عداوة بين القادة والمقلِّدين ، وذلك في سورة البقرة فقال {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ} لرؤسائهم {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رجعة إلى الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا} ، وقال تعالى في سورة الأحزاب حاكياً عن المقلِّدين {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} ، وقال تعالى في سورة ص {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ} : هذا قول القادة لمقلِّديهم ، فتجيب المقلِّدين قادتَهم {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} أي قدّمتم لنا هذا المنهج الباطل منهج الإشراك وحسّنتموه لنا حتّى تمسّكنا به وأشركنا بربِّنا فصار جزاؤنا العذاب ومصيرنا إلى هذا المكان {فَبِئْسَ الْقَرَارُ} لكم ولنا {قَالُوا} أي المقلِّدون {رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ} .

أقول يجب على المسلم أن لا يقلِّد أحداً من العلماء تقليداً أعمى دون رويّة أو تفكّر ، ولا مذهباً من المذاهب الباطلة ، بل يتبع القرآن وهو قول الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ أمّا المذاهب والفرق الإسلامية فقد أصبحت ثلاثاً وسبعين فرقة ، والنبيّ (ع ) لم يأتِ إلاّ بدينٍ واحد وكتابٍ واحد وشريعةٍ واحدة ، ولكنّ أعداء الله فرّقوا بين المسلمين وجعلوهم فرقاً عديدة بقصد الرئاسة ، كما قيل في المثل (فرِّقْ تسُدْ ) ، وكلّ فرقة تقول نحن على حقّ والباقي على ضلال ، وكلّ منهم مقتدٍ بآبائه وأجداده وإن كانوا على باطل ، كما قال الله تعالى في سورة الأعراف{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} ، ويريد بالشياطين زؤساء الضلال وعلماؤهم . وقال تعالى في سورة الزخرف {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} .





أقول يا ترى هل جعلوا حكماً فيما بينهم من الأنبياء أو من الملائكة فحكم لإحدى الفرق الإسلامية بأنّها على حقّ والفرق الباقية على ضلال ، أو أنزل الله في القرآن بأنّ الفرقة الفلانية على حقّ ؟ كلاّ لا هذا ولا ذاك ، وإنّما هو تقليد أعمى ، ولكنّ الله تعالى أوضح في القرآن وبيّن في عدّة سور منه بإنّ الموحّدين على حقّ وهم مهتدون ، وأنّ المشركين على ضلال وفي النار خالدون .

وإذا قلتَ لأحدهم إنّك مشرك ، أنكر عليك وغضب وقال أنا موحّد وإنّ الله واحد لا شريك له – ولذلك إذا سئلوا يوم القيامة عن إشراكهم {قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (23) سورة الأنعام – فإنْ قلتَ له إذاً لماذا تعبد القبور وتقدّسها ؟ فيقول هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، كما قالت العرب في زمن الجاهلية الذين كانوا يعبدون الملائكة ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة يونس {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} ، وقال تعالى في سورة الزمر{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، فكذلك اليوم يقول من عبد قبور الأولياء وقدّسها .

أقول هل إنّ الفضة والذهب في قبور الأولياء تقرّبهم إلى الله زلفى أم إنّ نفوس الأولياء تفعل ذلك ؟ فإنْ قالوا الفضة والذهب فقد أخطأوا ، فقد قال الله تعالى في سورة سبأ {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} ، وإنْ قالوا نفوس الأولياء تقرّبنا إلى الله زلفى ، فأقول إنّ الأنبياء والأولياء حين مماتِهم صعدوا إلى السماء إلى الجنان ولم يبقَ على الأرض غير الأجسام البالية التي لا تضرّ ولا تنفع ، ولَمّا كان مقرّ الأنبياء والأولياء في السماوات فهم لا يسمعون من يدعوهم ولا يعلمون بمن يناجيهم ولا قدرة لَهم على قضاء حوائج الناس . فقد قال الله تعالى في سورة فاطر {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} ؛ فإنْ شئت أن تكون من الناجين فاترك عبادة البشر وتقديسهم وإنْ كانوا أنبياء واعبد ربّك وحده ولا تشرك في عبادته أحداً من المخلوقين . قال الله تعالى في آخر سورة الكهف {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} .



إظهار التوقيع
توقيع : امينة
#2

افتراضي رد: التقليد الأعمى ضلال

بارك الله فيكى حبيبتى ع الطرح

تسلم يمناكِ

كونى بود

إظهار التوقيع
توقيع : sendrela
#3

افتراضي رد: التقليد الأعمى ضلال

مشكووووووورة
#4

افتراضي رد: التقليد الأعمى ضلال

جزاكِ ربي كل خير وجعله في ميزان حسناتك
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#5

افتراضي رد: التقليد الأعمى ضلال

موضوع في غاية الأهمية
جزاكِ الله خيرا غاليتي

#6

افتراضي رد: التقليد الأعمى ضلال

موضوعك راااااااائع
بارك الله فيكى وجزاكى خير الجزاء
تسلمى

رد: التقليد الأعمى ضلال



إظهار التوقيع
توقيع : حسناء


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تعريف التقليد ودوره في تنمية لغة الابن المعاق,لتنمية لغة الابن المعاق,التعريف,النمذجة ربي رضاك والجنة ذوي الاحتياجات الخاصة
افتراضي شعر عن التقليد 2025, اشعار وعبارات عن التشبه بالاخرين , خواطر عن الغيرة والتق دوما لك الحمد المنتدي الادبي
التقليد والتفكير هبه شلبي منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
التقليد والتفكير حلم وواقع منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
تجنب الوقوع فى فخ الزواج المبنى على الحب الأعمى لولو حبيب روحي الثقافة والتوجيهات الزوجية


الساعة الآن 09:29 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل