أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي كربلاء ومقتل الحسين

بسم الله الرحمن الرحيم












ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ
ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ
ﺳﻔﻴﺎﻥ(رضي الله عنه)
ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ
41 ﻫـ،
ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ
ﺗﻨﺎﺯﻝ
ﻟﻪ
ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺑﻦ
ﻋﻠﻰ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ ﻫﻮ ﻭﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻭﺗﺒﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ
ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻒ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺤﺴﻦ،
ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻠﺢ " ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ" ، ﻭﺣﻘﻖ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻌﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻗﻮﻟﺘﻪ : "ﺍﺑﻨﻲ
ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺪ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻓﺌﺘﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺘﺮﺩﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻴﻜﺮﻣﻬﻤﺎ ﻭﻳﺤﺴﻦ ﻭﻓﺎﺩﺗﻬﻤﺎ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﺪﺭﻫﻤﺎ
ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻇﻞ ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻔﺪ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ
ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ؛ ﻓﻴﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺍﻣﻪ، ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻓﻴًّﺎ
ﻟﺒﻴﻌﺘﻪ، ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻧﻘﻀًﺎ ﻟﺒﻴﻌﺘﻪ ﻟﻪ، ﻭﻟﻢ
ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻪ " ﻳﺰﻳﺪ" ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ 49ﻫـ .
ﻓﺎﺟﺄ "ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ" ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺘﺮﺷﻴﺢ ﺍﺑﻨﻪ "ﻳﺰﻳﺪ"
ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺃﺧﺬ
ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻭﺗﺮﻛﺰﺕ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ .
ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺳﻨﺔ 60 ﻫـ، ﻭﺧﻠﻔﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﺰﻳﺪ؛
ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻳﻊ
" ﻳﺰﻳﺪ" ، ﻛﻤﺎ ﺭﻓﺾ -ﻣﻦ ﻗﺒﻞ - ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﻟﻴًّﺎ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﺃﺑﻴﻪ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﺮًّﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻋﺘﺼﻢ ﺑﻬﺎ، ﻣﻨﺘﻈﺮًﺍ ﻣﺎ ﺗﺴﻔﺮ
ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .
ﺗﺤﻔﻴﺰ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ
ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻧﺖ ﻷﻥْ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺑﺨﺮﻭﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ؛ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ "ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺮﺩ" ، ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻮﺍ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻳﺤﺜﻮﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻴﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻳﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻌﺖ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﻏﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﺣﺘﻰ
ﺑﻠﻐﺖ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ .
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ، ﻭﻭﻋﻮﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ، ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ، ﻭﻋﺰﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻭﻋﻮﺩﻫﻢ؛ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ " ﻣﺴﻠﻢ
ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ" ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ . ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺑﺎﻟﻎ ﻭﺣﻔﺎﻭﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻧﺰﻝ ﺩﺍﺭ "ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ" ﻭﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﻣﻘﺮًّﺍ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ، ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ " ﻣﺴﻠﻢ" ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺠﻴﺒﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﻥ ﻟﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺻﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ؛ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ،
ﻭﻗﺎﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺧﻄﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺆﺛﺮًﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ : "ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﺟﻴﺒﻨﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﺗﻢ، ﻷﻗﺎﺗﻠﻦ ﻣﻌﻜﻢ ﻋﺪﻭﻛﻢ،
ﻭﻷﺿﺮﺑﻦ ﺑﺴﻴﻔﻲ ﺩﻭﻧﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ." ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻡ " ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ" ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺑﻴﻌﺘﻬﺎ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻳﻄﻤﺌﻨﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : " ﺑﺎﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ
ﻓﺄﻗﺪﻡ، ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻚ، ﻭﻻ ﺭﺃﻱ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺁﻝ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ."
ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ "ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ" ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻋﺰﻝ ﻭﺍﻟﻴﻬﺎ
" ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ" ﻟﺘﺴﺎﻫﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺗﻐﺎﺿﻴﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻭﻟّﻰ
ﻣﻜﺎﻧﻪ " ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ" ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﻭﻻﺀ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﺬﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ،
ﻓﺎﻧﻔﻀﺖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ) ﻣﺴﻠﻢ( ﻭﺗﺮﻛﻮﻩ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ "ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ" ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻓﻤﺎﺕ، ﺛﻢ
ﺻﻠﺒﻪ؛ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﺘﻴﻞ ﺻُﻠﺒﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ 8 ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ 60 ﻫـ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺑﻠﻎ "ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻴﺔ" ﻋﻠﻢ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺗﺨﺎﺫﻝ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ
ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ، ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻟﻜﻦ ﺇﺧﻮﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺻﺮّﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ
ﻗﺪﻣًﺎ ﻟﻸﺧﺬ ﺑﺜﺄﺭﻩ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﺪًﺍ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻭﻋﺘﻬﻢ، ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ





ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻲ )2 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ( ، ﻭﻭﺟﺪ
ﺟﻴﺸًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻳﻘﻮﺩﻩ "ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ" ﻓﻲ ﺣﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﻧﻔﺴًﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻔﺮﻕ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ
ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻤﻦ ﺗﺒﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻋﺴﻜﺮﺕ ﺍﻟﻘﻮﺗﺎﻥ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺠﺪِ
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺗﺨﺎﺫﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
ﻭﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺑﻠﻎ ﺗﺨﺎﺫﻟﻬﻢ
ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ،
ﻓﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻠﻮﻝ : ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺛﻐﺮ ﻣﻦ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ
ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻴﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺧﻄﻮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ،
ﻭﺣﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ؛ ﻓﺒﻌﺚ ﺑﻬﺎ "ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ" ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﻪ "ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺯﻳﺎﺩ" ﻓﺮﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ، ﻭﺃﺑﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﺃﺳﻴﺮًﺍ، ﻭﻳﺮﺳﻠﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﺳﺨﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ
ﺣﻴﻦ ﺃﺑﺪﻯ ﻋﻄﻔًﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ : "ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻌﺜﻚ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﺘﻜﻒ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻟﺘﻤﻨِّﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻭﺍﻧﻈﺮْ ﻓﺈﻥ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ، ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻲَّ، ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻮﺍ ﻓﺎﺯﺣﻒ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﺗﻤﺜِّﻞ ﺑﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ."
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﺟﻤﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻬﻢ : " ﻟﻘﺪ ﺑﺮﺭﺗﻢ ﻭﻋﺎﻭﻧﺘﻢ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻏﻴﺮﻱ، ﻭﻟﻮ ﻗﺘﻠﻮﻧﻲ ﻟﻢ
ﻳﺒﺘﻐﻮﺍ ﻏﻴﺮﻱ ﺃﺣﺪًﺍ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻨّﻜﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺘﻔﺮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﺩﻩ ﻭﺍﻧﺠﻮﺍ
ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ." ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ - ﻭﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ
ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ - ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ " : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ! ﺑﻞ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﻭﻧﻤﻮﺕ ﻣﻌﻚ ."
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﺠﺄ ﺟﻴﺶ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﻓﻠﺒﺜﻮﺍ ﺃﻳﺎﻣًﺎ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻄﺶ، ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻛﺮﺍﻩ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺗﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻓﺎﺭﺳًﺎ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ
ﺭﺍﺟﻼً، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺟﻴﺶ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ، ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺭﺍﻛﺒﻮ ﺍﻹﺑﻞ، ﻭﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺻﻨﻮﻓًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺿﺮﻭﺑًﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ، ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﻮﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻢ ﻣﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ،
ﻭﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺗﻌﺪﻯ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋِﺘﺮﺗﻪ ﻭﺁﻝ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﻫﻮ، ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﺃﺛﺨﻨﻮﻩ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺡ؛ ﻓﺴﻘﻂ ﻗﺘﻴﻼً، ﺛﻢ ﻗﻄﻌﻮﺍ
ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﻻ
" ﻋﻠﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ، ﻓﺤﻔﻆ ﻧﺴﻞ ﺃﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ، ﻣﺄﺳﺎﺓً
ﻣﺮﻭِّﻋﺔ ﺃﺩﻣﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،
ﻭﺣﺮﻛﺖ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﺿﺪ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﻘﻮﻃﻬﻢ، ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺿﻬﺎ[1] .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ؟
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻦ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺿﺪ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺝ - ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺭﺿﻲ ﺑﺬﻟﻚ - ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﻗُﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻨﺎ ﻭﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ؛
ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺿﻴﻨﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻼﺏ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻄﻮﻥ
ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ؟!
ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻠﻘﻤﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺫﺑﺢ ﺍﻟﺒﺴﺎﺳﻴﺮﻱ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺍﻵﻥ ﺗُﻬﺪَّﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻳُﻘﺘﻞ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺗُﺒﻘﺮ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ ﻭﺗﺤﺮَّﻕ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻭﻳُﺨﺘﻄﻒ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗُﻐﺘﺼﺐ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ . ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﺭﺿﻲ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻧﺎﺻﺒﻮﺍ
ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺇﻟﻐﺎﺀ
ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺣِّﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺰُّﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌُﺒّﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﻭﻳﺘﻮﺍﻃﺌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﻨﻌﺎﺀ؟!
ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗُﺤﺎﺭﺏ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﺟﻞ ﻛﺬﺑﺔ ﺃﻋﺠﻤﻴﺔ ﺻﻔﻮﻳﺔ
ﻣﻠﻔّﻘﺔ ﻛﺎﺫﺑﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺗﻜﻔِّﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ
ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺪﺭٍ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ
ﺑﺘﺰﻛﻴﺘﻬﻢ ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ ﻋﻨﻬﻢ؟!
ﻣﺘﻰ ﺗُﻜﻒّ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﻮﻥ ﺿﺪ ﻛﻞ
ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻣﺆﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ؟
ﻧﺤﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺤﺴﻴﻦ ﺩﻳﻨًﺎ ﻭﻣﻠَّﺔ، ﻭﻧﺴﺒًﺎ ﻭﺻﻬﺮًﺍ، ﻭﺣﺒًّﺎ ﻭﻭﻻﺀً، ﻭﺃﺭﺿًﺎ
ﻭﺑﻴﺘًﺎ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺨًﺎ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﺍﺭﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ، ﻭﺃﻏﻤﺪﻭﺍ ﻋﻨّﺎ
ﺧﻨﺠﺮ ﺍﻟﻐﺪﺭ؛ ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﻮﻳﻨﺎ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺃُﺻﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺪﺍﺀ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺼﺮﻉ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ :
ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺮﺃﺳﻚ ﻳﺎﺑﻦ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤـﺪ ***- ﻣﺘـﺰﻣِّـﻼً ﺑﺪﻣـﺎﺋﻪ ﺗﺰﻣﻴــﻼ
ﻭﻳﻜﺒِّـﺮﻭﻥ ﺑـﺄﻥ ﻗﺘﻠـﺖ ﻭﺇﻧﻤﺎ ***- ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑـﻚ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴـﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴـﻼ
ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ : "ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ."! ﻭﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﺘﺒﺮﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻭﻟﺒﺘﺮﻧﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺤﺒﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺴُّﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻻ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﻭﺍﻟﺴﺒﺌﻲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠّﺔ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ :
ﻣﺮﺣﺒًﺎ ﻳﺎ ﻋـﺮﺍﻕ ﺟﺌﺖ ﺃﻏﻨﻴﻚ ***- ﻭﺑﻌﺾٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨـﺎﺀ ﺑﻜـﺎﺀ
ﻓﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺣﻲ ***- ﻭﺑﺼﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻰ ﻛﺮﺑﻼﺀ
ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺂﺗﻢ ﻭﻭﻻﺋﻢ، ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺰﺍﺋﻢ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺒﻄﻴﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴًّﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ[2]



#2

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

لا إله إلا الله محمد رسول الله
نبرأ إلى الله من قتل الحسين أو أى شخص من آل البيت
بل و من مقتل كل مسلم دون وجه حق و من القتلة
عليهم من الله ما يستحقون
" إنا لله و إنا إليه راجعون "

رد: كربلاء ومقتل الحسين

إظهار التوقيع
توقيع : و عجلت إليك ربى
#3

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

جزاك الله خيرا (:
#4

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

[IMG]https://up.**- /uploads/msha3ry133236393910.gif[/IMG]
إظهار التوقيع
توقيع : fatma7072
#5

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

واياكي يا حبيبتي (:
#6

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

جــــزاكي الله خيــــــرا
#7

افتراضي رد: كربلاء ومقتل الحسين

جزاكى الله خيرا


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موسوعة معارك اسلامية(3) ريموووو شخصيات وأحداث تاريخية
حكم واقوال للامام الحسين عليه السلام/اقوال مأثورة للامام الحسين/اقوال الامام الحسين ع أنٌثًى ٱسًتُثًنٌٱئيّة حكم واقـوال
استقبال شهر رمضان 2025 : حي الحسين متعة القاهرة في رمضان زاهرة الياياسمين عدلات في رمضان
سكينه بنت الحسين معلومات عن سكينه بنت الحسين هبه شلبي قصص الانبياء والرسل والصحابه
مع الحسين بن علي في كربلاء ريموووو قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 09:53 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل