أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم











ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺣﻔﻈﺖ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻗﺪﺭﻩ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺟﻤﻴﻌًﺎ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺮﺁﻧﻪ : } ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺮَّﻣْﻨَﺎ ﺑَﻨِﻲ ﺁَﺩَﻡَ
ﻭَﺣَﻤَﻠْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺮِّ ﻭَﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ ﻭَﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻄَّﻴِّﺒَﺎﺕِ ﻭَﻓَﻀَّﻠْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰ
ﻛَﺜِﻴﺮٍ ﻣِﻤَّﻦْ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺗَﻔْﻀِﻴﻠًﺎ { ) ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 70( ؛ ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﺸﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺑﻤﺪﻯ
ﺗﻘﻮﺍﻫﻢ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺣﺴﻦ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ، ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺹ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻪ
ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ!
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » :ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺗُﺨﻠِّﻔﻜﻢ« ، ﻓﻤﺮﺕ ﺑﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﺟﻨﺎﺯﺓ، ﻓﻘﺎﻡ، ﻓﻘﻴﻞ
ﻟﻪ : ﺇﻧﻬﺎ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻳﻬﻮﺩﻱ، ﻓﻘﺎﻝ » : ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻧﻔﺴًﺎ .«) [1](
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ
ﻣﺮﺿﻪ، ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻟﻤﺎ ﻣﺮﺽ .)[2](
ﻭﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻓﻘﺎﻝ : » ﺧﻴﺮ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﻟﺠﺎﺭﻩ«)[3]( ،
ﻓﺸﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﻞ ﺟﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺴﻠﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
ﻳﺘﺒﻌﻮﻩ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺘﺴﺎﻣﺢ ﻧﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ :
ﻻ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ :
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ
ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ
ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﻏﻤًﺎ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ : } ﻟَﺎ ﺇِﻛْﺮَﺍﻩَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻗَﺪْ ﺗَﺒَﻴَّﻦَ
ﺍﻟﺮُّﺷْﺪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﻲِّ { ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 256( .
ﻓﻼ ﺇﺭﻏﺎﻡ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤُﺮﻏِﻢ ﺃﺑًﺎ ﻳﺮﻳﺪ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤُﺮﻏَﻢُ ﺍﺑﻨًﺎ ﻻ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﺷﻔﻘﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﺣﺘﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : } ﻭَﻟَﻮْ ﺷَﺎﺀَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟَﺂَﻣَﻦَ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ
ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻛُﻠُّﻬُﻢْ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺃَﻓَﺄَﻧْﺖَ ﺗُﻜْﺮِﻩُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ { )ﻳﻮﻧﺲ :
99( .
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﺑﻞ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻬﻢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺷﻌﺎﺋﺮﻫﻢ، ﻭﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻬﻢ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﺍﻣﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﺪﺍﺭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻐﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺟﻴﺪًﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺧﻠﻔﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ؛
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﺻﻮﻥ ﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻻ
ﺑﺎﻟﻬﺪﻡ ﻭﻻ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼﺀ، ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻓﻖ
ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻛﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻧﺤﻮﻩ .




ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ :
ﺃﻣﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻣﺴﻠﻤﻬﻢ
ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ، ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗُﺆَﺩُّﻭﺍ
ﺍﻟْﺄَﻣَﺎﻧَﺎﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺣَﻜَﻤْﺘُﻢْ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺃَﻥْ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ {
)ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 58( .
ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﺗﻢ ﻗﻴﺎﻡ،
ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ ﺃﻭ
ﺃﺟﻨﺎﺳﻬﻢ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺣﺴﺒﻬﻢ؛ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺤﻖ ﻇﺎﻟﻤًﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺣﻘﻪ . ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺇﻥ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻳُﺤَﻜِّﻤﻮﻧﻪ ﺑﻴﻨﻬﻢ } ﻭَﺇِﻥْ ﺣَﻜَﻤْﺖَ ﻓَﺎﺣْﻜُﻢْ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺑِﺎﻟْﻘِﺴْﻂِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ
ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ { ) ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ
ﻭﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻳﺸﺪِّﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤُﻌﺎﻫَﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﻌﺎﻫﺪﺓ،
ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ » :ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴًﺎ ﻣﻌﺎﻫﺪًﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﺡ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ
ﻟﻴﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣًﺎ .«) [4](
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ : »ﺃﻻ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻣﻌﺎﻫﺪًﺍ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻘﺼﻪ ﺣﻘﻪ، ﺃﻭ ﻛﻠﻔﻪ ﻓﻮﻕ
ﻃﺎﻗﺘﻪ، ﺃﻭ ﺃﺧﺬ ﻟﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻘﻪ، ﻓﺄﻧﺎ ﺣﺠﻴﺠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .«)[5](
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » :ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻌﺎﻫﺪًﺍ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﻨﻬﻪ، ﺣﺮﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ .«)[6](
ﻭﻧﻬﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺃﻱ ﻧﻔﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻁ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻓﻘﺎﻝ : » ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳُﻌﺬِّﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .«)[7](
ﻟﻘﺪ ﺣﻔﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺿﻤﻦ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ، ﻓﻼ
ﻳُﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﻮﺀ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻣﺎ ﺩﺍﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ
ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ :
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺒﺪﺃً ﻣﻬﻤّﺎً ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : »ﺇﻧﻤﺎ ﺑُﻌﺜﺖ ﻷﺗﻤﻢ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﺻﺎﻟﺢ (
ﺍﻷﺧﻼﻕ«) [8]( ، ﻭﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻮﺍﺀ، ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻣﺮ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﺘﻰ ﻭﺟﻮﻫﻪ، ﺗﻘﻮﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ :
} ﻟَﺎ ﻳَﻨْﻬَﺎﻛُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻦِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻢْ ﻳُﻘَﺎﺗِﻠُﻮﻛُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺨْﺮِﺟُﻮﻛُﻢْ ﻣِﻦْ
ﺩِﻳَﺎﺭِﻛُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﺒَﺮُّﻭﻫُﻢْ ﻭَﺗُﻘْﺴِﻄُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻘْﺴِﻄِﻴﻦَ {
) ﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ : 8( ، ﻭﻓﺴﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺒِﺮّ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ :
» ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﻀﻌﻴﻔﻬﻢ، ﻭﺳﺪ ﺧَﻠَّﺔ ﻓﻘﻴﺮﻫﻢ، ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺟﺎﺋﻌﻬﻢ، ﻭﻛﺴﺎﺀ
ﻋﺎﺭﻳﻬﻢ، ﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ - ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻠﻄﻒ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ - ﻻ ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ - ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﺫﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ - ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ - ﻟﻄﻔًﺎ ﺑﻬﻢ ﻻ ﺧﻮﻓًﺎ ﻭﻻ ﻃﻤﻌًﺎ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺃﻥ
ﻳُﺠﻌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻧﺼﻴﺤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ، ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ
ﻭﺩﻧﻴﺎﻫﻢ، ﻭﺣﻔﻆ ﻏﻴﺒﺘﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﻷﺫﻳﺘﻬﻢ .«...)[9](
ﻭﺗﺘﺄﻛﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻟﺖ : ﻗﺪﻣﺖ
ﻋﻠﻲَّ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺶ؛ ﺇﺫ ﻋﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﺃﻣﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻭﻫﻲ
ﺭﺍﻏﺒﺔ ﺃَﻓَﺄَﺻِﻠُﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : »ﻧﻌﻢ ﺻِﻠِﻲ ﺃﻣﻚ .«) [10](
ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﻭﻓﺪ ﻧﺠﺮﺍﻥ - ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ - ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺻﻼﺗﻬﻢ،
ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » : ﺩﻋﻮﻫﻢ« ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺻﻼﺗﻬﻢ .
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﺗﻮﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭﺩﺭﻋﻪ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﻋﻨﺪ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺑﺜﻼﺛﻴﻦ ﺻﺎﻋًﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻴﺮ)[11]( ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﻧﻔﻘﺔ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻛﻨﺎﻓﻬﻢ، ﻓﻤﻦ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﻨﻔﻘﺔ
ﺗﻜﻔﻠﻮﺍ ﺑﻪ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ،
ﻓﺘﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻤﻦ ﻳﻌﻮﻟﻮﻧﻪ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﻋﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ » : ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭﻛﻞ ﺭﺍﻉ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ«)[12]( .
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻣﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﻣﺠﺬﻭﻣﻴﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳُﻌْﻄَﻮْﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ، ﻭﺃﻥ ﻳُﺠﺮَﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ .
ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ :
ﻭﺿﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻮﺍﺛﻴﻘﻪ ﺃﻥ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﺓ،
ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺴﻮﺍﺀ، ﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ، ﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎ .
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎ، ﻭﺑﻴﻌﻬﻢ ﻭﺷﺮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺨﻨﺰﻳﺮ، ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺮ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻤﺎ ﻧﻬﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻨﻪ؛ ﻓﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ؛ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺃﻭ
ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ .
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻠّﻚ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤِﺮَﻑ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ



#2

افتراضي رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

بارك الله فيك

إظهار التوقيع
توقيع : nesrine
#3

افتراضي رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي
#4

افتراضي رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#5

افتراضي رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
إظهار التوقيع
توقيع : ام الاء وبيان2
#6

افتراضي رد: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

جزاكم الله الجنة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصة النبي محمد صلى الله عليه و سلم قمر قمورة صور x صور
مخافة أبي بكر الصديق إن ترك السنة أن يزيغ اماني 2011 قصص الانبياء والرسل والصحابه
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين ЙǑŏƒ المنتدي الاسلامي العام
زواج النبي صل الله عليه وسلم،امهات المؤمنين الحوراء25 قصص الانبياء والرسل والصحابه
قصة مؤثرة عن النبى داليا اللقانى قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 07:24 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل