فاليتاعند أقصى أرخبيل الساحل الشمال- الشرقي لمالطا تمتد فاليتا، عاصمة مالطا، على شكل مستطيل، معانقةً البحر الأبيض المتوسط الذي يزنّرها شمالاً وشرقًا وجنوبًا.
"مدينة بناها النبلاء لأجل النبلاء"، هكذا قال عنها الأديب الإسكوتلندي السير والتر سكوت.
بناها جان باريسوت دو لا فاليت الذي دافع عن الجزيرة بمواجهة هجمات الأتراك المتكرّرة عليها.
ها هي اليوم مدينة جميلة تتيح لزائرها معرفة خباياها خلال ساعات، فيجول وسط قلاع القرن السادس عشر التي لا تزال تقف ببهاء سيرتها الأولى.الولوج إلى فاليتا يكون عبر بوّابتها الرئيسية، فتأخذ الساحات المحاطة بالقصور والكاتدرائيات الرائعة الزائر إلى وسط المدينة حيث يقف أبهى المباني أوبيرج دو كاستيل Auberge de Castille قصر اللغتين الإسبانية والبرتغالية الذي يضم مكتب أول رئيس وزراء لمالطا.تشتهر فاليتا أيضًا بحدائقها الغنّاء لا سيما Upper Barrakka Gardens ، وهي مجموعة حدائق خاصة للفرسان الإيطاليين.
هنا في هذه الحدائق يجد زائر المكان نفسه وسط عالم جميل تسرّب على غفلة من العصر الحديث ليحتفظ بروائعه التي تتهامس مع نسائم المتوسط الآتية من مرفأ كوتونيرا Cottonera فيستمتع بمشهد عز نظيره في العالم. وروائع فاليتا المعمارية لا تنتهي، فخلف غموض واجهة مهيبة تقف كاتدرائية- متحف القديس يوحنا تحفة فنية من روائع الفن المعماري الباروكي. ويضم المتحف أيضًا مجموعة من النجود الفلمنكية ولوحتين من كارافاج.
أما بلاط الأسياد الكبار فيدهش الزائر بزخرفة النجود والمنمنمات والنقوش مستحضرة الحصار التركي الكبير.
ويعدّ هذا البلاط أحد أكبر متاحف المدينة، ولكنه أيضًا يستقبل الجلسات البرلمانية والرئاسية.
وعند شمال شرق المدينة يخوض الزائر مغامرة عودة الزمن إلى الوراء، ليجد نفسه مرميًا في عالم العصور الوسطى في قلعة سانت إلمو حيث يرافقه مرشدون يحملون صولجانات ويرتدون ملابس الفرسان ويقدّمون عرضًا حيًا للمعارك التاريخية.
المدينة MDINA أو Citta Notabileجاثمة على لسان صخري يبعد 15 كيلومترًا غرب فاليتا، ومغتبطة بمشهد رائع لجزيرة فيها الكثير ليحكى، تقع مدينة النبلاء La Citta Notabile التي نالت اسمها بسبب العائلات الأرستقراطية التي سكنتها ولا تزال تسكنها.
يعود تاريخ هذه المدينة التي كانت مركز مالطا السياسي إلى 3000 سنة.
يحيط شوارعها الضيّقة والمرصوفة عدد من المعالم النورماندية والباروكية.
ولعل قصر فالزون Palazzo Falzon من أروع قصور القروسطية الذي لا يزال يحتفظ ببهاء فن العمارة النورماندية منذ عام 1495، وعند الساحة المركزية تقف كاتدرائية سيكولو-نورماند siculo-normande أحد المعالم النادرة التي نجت من الزلزال الذي ضرب مالطا عام 1693، وتضم الكاتدرائية متحفًا يعرض منحوتات من الخشب لدورر.
غوزو Gozoهنا في جزيرة غوزو لا تزال أسطورة كاليبسو تهمس في الأرجاء، فبحسب الأسطورة أن عوليس بطل طروادة وجدته كاليبسو على الشاطئ بعدما نجا من الغرق، ووقعت في غرامه وأبقته في الجزيرة سبع سنوات علّها تفوز بقلبه الذي كان مشغولاً بزوجته بينولوبيه، إلى أن خضعت كاليبسو وساعدته للعودة إلى زوجته وكلها أمل أن يعود إليها.
في غوزو يجد محبو ملحمة الأوديسه أنفسهم يتبعون خطى عوليس إلى أن يصلوا إلى مغارة كاليبسو المحفورة في جرف جرف صخري يبدو كأنه يطفو فوق خليج راملا، على الشاطئ الشمالي الشرقي للجزيرة. ولعلّ سحر الأسطورة جعل غوزو جزيرة هادئة، تترك نسائم البحر تصل إلى ريفها الأخضر الوادع الكثير الأودية، فيكاد الزمن فيها يخشى الإنزلاق في إيقاع الحياة السريع ليجد زائر الجزيرة نفسه خاضعًا لبطء الساعات وهو يجول وسط كنوز الفن المعماري ما قبل التاريخ والعصور الوسطى.
وتعتبر فيكتوريا المدينة الرئيسية في الجزيرة، ومع ذلك فهي مدينة لم يجتحها صخب المدن العصرية، بل لا تزال تعيش زمن القرن السابع عشر المتجسد في أبنية تاريخية متناثرة هنا وهناك. وتوفر قلعة غوزو مشهدًا عزّ نظيره لجزيرة لم تتخلَ عن أساطيرها وروايات العاشقين فيها.
مطبخ مالطارغم أن مطبخ مالطا تغلب عليه النكهة الصيقلية فإنه متأثر بالمطبخ الإنكليزي. ومن الأطباق المحلية الشهيرة ضلع الخروف المشوي، والنقانق والبوريه واللحم المشوي إلى جانب ثلاثة أنواع من الخضار.
ومن بين الأطباق المحلّية الخاصة ذات النكهة المتوسطية باستيزي، وهو عبارة عن معجنات مالحة بالجبن، وتيمبانا وهو غراتان المعكرونة بالبيض، وفنيك وهو الأرنب المقلي.