رد: تلخيص كتاب ( صناعة الحياه ) .. للاستاذ الراشد,نبدة من كتاب صناعه الحياه
التقعيد الجامع
• كانت الحياة الإسلامية زمن النبي صلى الله عليه وسلم تعتمد على طبقات من الإتباع مثلما تعتمد على وزراء النبي صلى الله عليه وسلم وبقية العشرة المبشرين وقادة السرايا وفقهاء الصحابة. ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة : مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا اجلس عليهن ).
وفي الصحيح أيضا ( أن رجلاً اسود وامرأة سوداء كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: مات. فقال : أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره أو قال : قبرها ، فأتى قبرها فصلى عليها).
فالسوداء الضعيفة جزء من الحياة الإسلامية.
فصانع الحياة يتميز بقدرته على توظيف طاقات أخرى معه أيضا.
* هي خصائص النفس منذ الآف السنين:
قابلية النفس الإنسانية على التأثر بالمسموع والمنظور ، مما جعل أهل التأثير في محاولات دائبة مستمرة لتجويد كلامهم وتكلف إبداء مناظر ذات مدلول خاص يلتقي مع العقيدة التي يروجون لها.
وكل صناع الحياة يستطيعون الانطلاق من حقائق الظاهرة التربوية لتكثيف وتقوية أثار بصماتهم الخاصة في الحياة العامة.
فالبلاغة وسيلة شاعرنا ، والعدسة بين يدي مصورينا.
* لمعةٌ..... ليس لها مثال:
الشرط اللازم لصانع الحياة في كل ذلك هو أن يبدع ويكون مجتهداً ويأتي بالنادر الطريف، ليس بالذي ينسج على منوال الآخرين، ويقلد فيمله السامع والناظر، ويزهدان بما يعرض.
* الدعوة قوية بفرسانها والتربية القيادية هي التي تجعلهم فرساناً.
* كل ميسر لما خلق له.
* اقتحم ..... أنت لها:
وفي مثل هذا يجفل الراهب ويقول : تريدون مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي. وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط. فمن أين يأتي الإبداع وقد قال صلى الله عليه وسلم ( الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ).
فنقول: نعم ، نريدك ونطلب ونتمنى ونظن ونجزم ، ولا وجه لاستضعافك نفسك ، واستصغارك صحبك ، وقد أعطاك الله ذكاء ونسباً فلم لا تتعلم السهر وتطلب الفصاحة .
والجزم مستمد من براهين ثلاثة لدينا :
.النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : الدعاة كابل مائة ، وإنما قال : ( الناس ) كابل مائة . ونحن لسنا (الناس) بل نحن الرواحل كلنا ، ونحن صفوة الناس ونخبة المجتمع وزبدة البشر وخلاصة المسلمين ، فكيف نساوي أنفسنا بالعامة واللاهين؟.
2- أن الحريات تُربي وتطلق الطاقات ، وبالأموال تساعد وتتيح ما لا يتاح للفقير.
3. أن نظرية صناعة الحياة لا تريد كل الدعاة فلاسفة أو شعراء ، وإنما هي مائة صناعة ومهنة وفن وتخصص.
ويعقوب ما يزال يوصي أبناءه : يابني ادخلوا من أبواب متفرقة.
* نحن الأمل . . . . . .:
ثم آن لنا أن نثق بإخواننا ، وان نترك التبديع واتهام النيات ، وموعظة احتقار النفس وهواجس تهمة الرياء .
والله يتولى حفظ الجماعة من ذي سوء يخادعها، ليست حراستنا ولا أنظمتنا، ولنتذكر دائماً أن الجماعة أقوى من الفرد مهما تفاصح وتمسكن.
• الهيمنة المحورية العابرة:
حسن النتائج منوط بشروط ثلاثة:
. وجود سيطرة تدير وتنسق حركة صناعة الحياة ، وترسم الأدوار ، وتذكر بعضهم أن ينطق بمعنى ، فتكون حزمة الأذان الدعوي مثل حزمة أشعة الليزر حين تركز. ويصطف الطبيب جنب التاجر ، جنب الفلكي ، جنب الخطاط ، جنب الفيلسوف ، جنب الشاعر ، ليؤذنوا ويقولوا معاً: تخسأ الجاهلية ، تخسأ العلمانية ، بالإسلام حل عقد الأمة . يومها ستزلزل الجبال .
2. ارتباط الجميع بقضية محورية حية ، وينبغي أن يكون لكل صانع من صناع الحياة خيط يربطه بهذه القضية.
3. تطبيق نظرية جسر العبور بمهارة من خلال الإحصاء واستعمال الكمبيوتر فمن لم يستطع الوصول له مباشرة نصل إليه بواسطة ابنه أو جاره أو صديقه أو رئيسه الإداري أو سكرتيره.
• كل الطرق تؤدي إلى مركز الحياة:
صرنا نفهم انه لكي نعيش مع الناس فان عليهم أن يطيعونا . . وبهذا الطلب للطاعة ولد عندنا التقوقع والانكفاء على النفس والعيش في المجتمع الخاص . وهذا حلم بعيد.
إن طلب طاعة جميع الناس باطل اخترعته أوهامنا ولكنه الولاء ، والذي تكفل بدوران الإلكترون حول البروتون ، والمريخ حول الشمس ، سبحانه هو الذي يتكفل بدوران الأخيار حول النواة الدعوية.
من جد : وجد ، أما إنا أو الفاسق ، فان الفاسق يصنع الحياة أيضا على هذه الطريقة ، وإذا لم يكن كتف المسلم قوياً : ضربه كتف آخر فترنح هذه سنة الحياة.
الحياة يبنيها صناع ، كل منهم يؤثر في جانب منها.
صانع الحياة يدوس الألقاب برجله ويحطمها ، ويمضي يصنع الحياة من موضع التخصص والفن والإبداع.
هو مليء النفس ولا يحتاج أحدا لملئها.
وفي المسلمين اليوم إحباط وتراجع وانسحابية ونفسية انهزامية لا يعالجها إلا وجود قدوات يتركون الخنادق والمعتزلات وينزلون إلى مخالطة الناس.
لقد منحنا الله الحواس لنستخدمها لا لنعطلها ، وقد آن لنا أن ندق على صدورنا ونقول: نحن نصلح للحياة
يتبـــــع