مَن مِنَّا لا تبحث عن الجمال؟!!!!
بل مَن مِنَّا لا تتمنى أن تصبح أجمل امرأة في العالَم؟!!!!
لقد فطر الله سبحانه المرأة على حب الزينة التي تعطيها أكبر قدر تستطيعه من الجمال ، وهو أمر طبيعي لا ينبغي إنكاره، لأن ديننا هو دين الفطرة السليمة،و" الله جميل جميلٌ يحب الجمال" كما قال صلى الله عليه وسلم، و كان صلوات ربي وسلامه عليه،-وهو قدوتنا ومعلمنا- يهتم كثيرا بترجيل شعره، ودهنه، والتطيب ، مع ان عرقه –صلى الله عليه وسلم- كان أطيب من الطيب، وكان أيضاً يهتم بمظهره، فيخصص حُلة لصلاة الجمعة وأخرى لمقابلة الوفود...إلخ.
إذن من غير المقبول أن تنصتي لمن يدَّعون أن الإسلام يحرمك من حب الجمال، و اسمحي لي أن أتحفظ على قولٍ –قاله أحد خبراء التجميل- لعلك سمعتيه أيضاً، وهو :" لا توجد إمرأة جميلة وأخرى غير جميلة، ولكن توجد امرأة جميلة وأخرى لا تعرف كيف تُبرز جمالها"
وتحفُّظي على الشق الأخير من الجملة الثانية ، فللمرأة أن تسعى للجمال كما تشاء ، ولكن لا يجوز لامرأة تحب الله ورسوله أن تسعى لإبراز جمالها ومفاتنها إلا لزوجها فقط!!!
ولذلك أرى أن نقوم بتعديل العبارة السابقة إلى:" هناك امرأة جميلة ، وأخرى لا تعرف كيف تكون جميلة"
فإذا كان حظك من الجمال متواضعاً، فتفضلي أخيتي بمتابعة القراءة لتعرفي كيف.
أما إن كان حظك من الجمال موفوراً ، فلك أيضا ان تتابعي القراءة لعلك تزدادين جمالاً.
وقبل أن أبدأ في عرض الأسباب التي تزيد من الجمال-نفعك الله بها- أرجو منك أن تنظري في المرآة قبل وبعد الأخذ بهذه الأسباب لتلاحظي الفرق!!!!
أولاً: الأسباب ذات النتائج السريعة:
1- الوضوء: لعلك تعلمين أن الماء يتسبب في انتعاش البشرة، ونضارتها...خاصة إذا غسل الماء مواضع الوضوء التي اختارها خالق هذا الكون وخالق هذا الجمال، وهو أدرى وأعلم بخلقه.
2- الذكر،وتلاوة القرآن الكريم: لعلك سمعتِ عن الملائكة التي تجوب الطُرقات يلتمسون مجالس الذكر ، فيحفُّوا من يذكر الله بأجنحتهم وُيشهدهم الله أنه قد غفر للذاكرين، هذا عن الذكر بشكل عام،أما القرآن الكريم فإن الملائكة تحف قارءه أيضا لتستمع إلى القرآن... فإذا حفَّتك الملائكة وأنت تقرأين كلام الله وقد غفر الله لك ورضي، مع العلم بأن هذه الملائكة مخلوقة من نور...أفلا تزدادين نوراً وبهاءً؟
3- الدعاء بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل لي نوراً في قلبي ونوراً في قبري، ونوراً في سمعي،ونوراً في بصري،ونوراً في شعري،ونوراً في بَشَري،ونوراً في لحمي ونوراً في دمي ،ونوراً في عظامي،ونوراً في وجهي،ونوراً بين يدَيَّ ونوراً من خلفي،ونوراً عن يميني ونوراً عن شِمالي،ونوراً من فوقي، ونوراً من تحتي،اللهم اعطني نوراً و زِِدني نوراً "
4-الغُسل: إذا علمتِ أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فاغتسلي بشكل دوري، مع أهمية استحضار النية،ومراعاة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الغُسل،فإنه ذلك يطهِّر بدنك ويهدىء أعصابك، وينشِّط دورتك الدموية ، والأهم من ذلك أنك تكتسبين حب الله، فإذا أحبك الله ظهر علامات ذلك! على وجهك .
5- قيام الليل: لعلك تعلمين غاليتي أن الله تعالى يتجلى على عباده في الثُلُث الأخير من الليل فيجيب دعاءهم ويكسوهم نوراً ومن نوره وبهاءً من بهاءه، لذلك تجدين المحافظين على قيام الليل حِسان الوجوه!!!
6-الحجاب: هل جربتِ مرة أن تقارني بين صورة لصديقتك قبل أن ترتدي حجابها، وبين وجهها بعد الحجاب ؟؟؟!!!! هل تعرفين السبب ؟ إنها الآن محاطة بالملائكة لأنها امتثلت لأمر الله ،وأطاعته ، بينما هزمت هواها والشيطان ... ولعلك تعرفين أن مَن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيرا منه، وأن مِن آثار الطاعة:نور في الوجه، وأن من آثار المعصية: ظُلمة في الوجه،والعياذ بالله!!!
7- العمرة والحج: هل قارنتِ شكل وجهك- أو وجه أي أحد - قبل ذهابه لأداء العمرة أو الحج،وبعد عودته؟ هل تريدين معرفة السر؟ إن العبد إذا زار كريماً في بيته، فحقٌ على المَزور أن يُكرم زائره ...فإذا كان المَزور هو الكريم المنَّان،خالق الكرم والجود ؟ فكيف يكون عطاؤه لضيفه؟؟!!! إن الإنسان يعود بصحيفته بيضاء، كيوم ولدته أمه إلا من حقوق العباد...فكيف يزور ربه ولا يعود بَهيَّ الوجه؟؟!!!
والآن أخيتي دعيني أحدثك عن الأسباب التي تحتاج لبعض الوقت كي تظهر نتائجها :
ثانياً : الأسباب التي تحتاج نتائجها لبعض الوقت
1-الاسترخاء: إن الاسترخاء هو الجمال الحقيقي ليس في الوجه فقط وإنما في الحركات والتصرفات، والاسترخاء الحقيقي يأتي نتيجة صلاة خاشعة تستشعري فيها أنك في لقاء حقيقي مع ربك، فإذا لم تستطيعين الوصول إلى هذه الدرجة ، فلك أن تستمعي إلى درس عن الخشوع في الصلاة أو أن تقرأي كتاباً يفيدك في هذا المجال(من أفضلهم كتاب "كيف تخشعين في الصلاة ؟ للدكتورة "رقية المحارب")
ولكي تتمكني من الاسترخاء في الفترة التي لا تؤدين فيها الصلاة ، فيمكنك قراءة أحد الكتب التي تتحدث عن اليوجا لتمارسي تمرينات التنفس التي تعد خير معين على الاسترخاء، ولا تندهشي إذا اكتشفتِ أن أحد أوضاع اليوجا-ويسمى"الورقة المُنثَنية"- هو وضع السجود في صلاة المسلمين، فالقرآن والحديث هما أصل كل العلوم.
2- نقاء السريرة: وهو أمر ليس بالسهل ، ولكن إتقانه يأتي بالتمرين ،ومع الوقت...بأن تسامحي كل من أساء إليك واحداً تلو الآخر،وأنت تستحضرين ثواب العفو عند الله ، ويكفيك مدحه للعافين عن الناس في قوله تعالى:" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللهُ يحب المُحسنين"،وقوله:"وأن تعفوا أقرب للتقوى" ، وقوله:" فمَن عفا وأصلح فأجره على الله"
ولك أن تتأملي ما قاله ابن القيم –رحمه الله- في مدارج السالكين :" والجود عشرمراتب، ثم ذكرها فقال : والسابعة الجود بالعِرض، كجود أبي ضمضم من الصحابة، كان إذا أصبح قال : "اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس فمَن شتمني أو قذفني ، فهو في حِل،وقد تصدَّقتُ عليهم بِعِرضي"،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام:" مَن يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم؟؟!!"
3- الرضا: إن الشعور بالرضا يبعث في النفس الارتياح والتسليم بقضاء الله- بدون سلبية- ولا تنسي أن الرضا بقضاء الله وق! دَره أحد أركان الإيمان، فإذا حاولتِ ذلك مستحضرة ثوابه كان لك الأجر في الآخرة والسعادة، ومن ثم الجمال في الدنيا إن شاء الله.
ولعلك تعلمين أن الله سبحانه قد قسَّم عطاءه لعباده بالعدل ،لأنه هو العد ل نفسه،أليس العدل من أسماء الله الحسنى؟؟؟
فقد أعطى سبحانه لكل من عبيده نصيبه بمقدار أربعة وعشرين قيراطا، فمن أُُعطي قيراطاً من الصحة قد ينقص في المال، ومن أُعطي قيراطاً من الجمال قد ينقص في الذكاء أو التوفيق والقبول، ومن أُعطي قيراطاً من المال قد ينقص في راحة البال...وهكذا فابحثي عن النعم التي منَّ الله سبحانه بها عليك واحمديه عليها واستفيدي منها،لأنك مهما فعلتِ فلن تأخذي أكثر من القيراطات المقسومة لك بعلم وخبرة من خلقك، وتذكري أنه لا توجد سعادة كاملة في الدنيا، لأنها جنة الكافر وسجن المؤمن... وإذا كنت غير قانعة بما لديك ، فاحلمي بالجنة واسعَي إليها، ففيها ما لا عين رأت ولا أ ُذُن! ٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأنك هناك ستكونين أجمل من الحور العين!!! هل تعرفي لماذا؟
لأنك صبرتِ على طاعة الله وجاهدتِ نفسك وهواك والشيطان ، بينما خُلقت هي طائعة !!!
كما لا يجب أن تنسي أن نعيم الدنيا فانٍ ونعيم الجنة خالد بإذن الله، فأيهما تختارين؟؟؟!!!!
4- عدم القلق: فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة ، فكل أمره خير .. يقول عليه الصلاة و السلام : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم وأحمد . ويقول تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) فالقلق أخيتي يفرز سموماً في الدم تنعكس سلبياً على الصحة ، ومن ثم على الجمال.
5- إسعاد الآخرين: إن من عظمة الإسلام أن أعطى جزيل الثواب على مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم، ومن ثم إسعادهم!!! فقد قال صلى الله عليه وسلم في ذلك أحاديث كثيرة منها على سبيل المثال:" مَن مشى في حاجة أخيه حتى يقضيها له فكأنما اعتكف في مسجدي هذا شهراً"، ومنها أيضاً :" خيرُالناس أنفعهم للناس" أرأيتِ؟؟!!! ولعلك تعلمين أن إسعادك للآخرين له فضلٌ آخر غير الثواب الجزيل، وهو أن سعادتهم سوف تفيض عليك راحة ورضا وسعادة أيضاً، ومن ثم : جمالاً روحيا لا ُيوصَف!!!!
6- الثقة بالنفس: لعلك أخيتي الفاضلة تعلمين أن الثقة بالنفس جمال من نوع خاص لأنه يمتزج بالجاذبية، ومن أهم مصادر الثقة بالنفس هو يقينك بنصر الله مادمت مؤمنة، وأنه- سبحانه - معك أينما كُنتِ، وأنك على الحق بانتماءك للإسلام، ومما يعينك على ذلك أيضاً أن تكتشفي مواهبك التي منحك الله إياها وتستغلينها ف! يما يعود بالنفع عليك وعلى مَن حولك، و من خلالها تقومين بإنجازات تُشعرك بقيمة ذاتك، فيتحول ذلك في النهاية إلى انشراحٍ في الصدر، وبهاء، وتألق ٍ في الوجه،بل وقوة في البدن ايضاً.
وبعد أخيتي الجميلة: فلعلك لاحظتِ ذات يوم امرأةً متواضعة الجمال قد تزوجت من رجل غاية في الوسامة !!!! والسبب يا غاليتي يكمن في أنه يرى فيها جمالاً آخر غير جمال الوجه، لعله طباعها المُريحة، أوأخلاقها الحميدة،أو مواقفها النبيلة معه...أو غير ذلك.
ولو أنك سألتيه لقال لك:" آهٍ لو رأيتيها بعيوني"!!!!!