رد: فى رحاب آية.....
جاء وعد الله لمن اتبع هداه أنه لا يضله ولا يشقيه بل يفتح عليه من الخير الشيء الكثير والذي لا يعلمه إلا الله ، قال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (النور:55)
وقال تعالى : { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } (الحج: 40- 41 ) .
ومما جاء من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ما رواه الترمذي عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : (( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك الأقلام وجفت الصحف ))قال هذا حديث حسن صحيح .
وفي رواية فقال : (( يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك – أي احفظ أوامر الله تعالى عليك وانتهي بنهيه يحفظك سبحانه -احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ))
وقد بيَّن لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث مثال بعض من حفظهم الله تعالى بحفظه بعد أن بادروا هم بحفظ أوامر الله تعالى لهم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي
قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد ثلثه )) رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فائتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبه ويقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبها ثم زجججججججججججج موضعها ثم أتى بها البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك فسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا
يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لاهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة
ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي جئت فيه
قال هل كنت بعثت إلي بشيء
قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه
قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا
رواه البخاري معلقا مجزوما والنسائي وغيره مسندا