وتوعد عبد الرزاق الشباهي المتحدث باسم وزارة الدفاع بتدمير أي سفينة ترسو في المرافئ المغلقة. وقال إن هناك تعليمات واضحة للحفاظ على سيادة الدولة.
وأخفقت المفاوضات الرامية لإنهاء الحصار مع تهديد المحتجين في الشرق بتصدير النفط بشكل مستقل. وقالوا يوم الثلاثاء إنهم سيضمنون أمن السفن التي ترسو في الموانئ التي يسيطرون عليها.
وتشكل المواجهة حول النفط أحد التحديات أمام الحكومة الهشة بعد عامين من الإطاحة بمعمر القذافي. ويلجأ محاربون سابقون وميليشيات ورجال قبائل إلى القوة لفرض مطالب سياسية في الدولة التي تكافح للانتقال إلى الحكم الديمقراطي.
غير أن التحدي الرئيسي لطرابلس مازال في المنطقة الشرقية حيث يسيطر المحتجون المسلحون المرتبطون بحركة في برقة تطالب بالحكم الذاتي على ثلاثة مرافئ رئيسية هي راس لانوف والسدر والزويتينة التي كانت تصدر 600 ألف برميل يوميا.
وقالت الحركة في خطاب وزعته على تجار النفط يوم الثلاثاء إنها ستحمي الناقلات التي تستخدم مرفأ السدر الرئيسي لتصدير النفط.
وقال الخطاب إن مسؤولية تأمين الناقلات ستبدأ فور دخولها المياه الإقليمية الليبية حتى خروجها منها.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي حكومة برقة التي أعلنت نفسها من جانب واحد.
وظهرت مخاطر التصعيد واضحة في مطلع الأسبوع حينما قالت البحرية الليبية إنها فتحت النار على سفينة حاولت الاقتراب من السدر قبل أن تعود الناقلة باكو إلى مالطا.
وقالت بالمالي وهي الشركة المالكة للناقلة باكو إن سفينتها كانت تبحر في المياه الدولية ونفت مشاركتها في محاولة لتهريب النفط الخام من ليبيا.
وأضافت بالمالي أن سفينة تابعة للبحرية الليبية أطلقت أعيرة تحذيرية بعدما أرسلت الشركة تأكيدا مكتوبا للمؤسسة الوطنية للنفط بأنها لم تعد تحاول الإبحار إلى ميناء السدر.
وقالت الشركة في بيان "واصلت سفينة البحرية الليبية الدوران حول سفينتنا بشكل ينطوي على تهديد بل وأطلقت عيارين ناريين."
وتابع البيان يقول "من المؤكد أن تلك الأحداث المؤسفة وقعت في المياه الدولية في ظل عدم احترام كامل وواضح من السلطات الليبية للقانون الدولي."
وأخفقت محاولات زعماء القبائل في التوسط لإنهاء إغلاق الموانئ الشرقية وهو ما دفع الحكومة إلى التحذير من أنها لن تستطيع دفع أجور موظفي الحكومة مع تقلص إيرادات النفط التي تشكل المصدر الرئيسي للموارد بالميزانية.
وأجرت الحكومة مفاوضات أفضت إلى إنهاء احتجاج لرجال القبائل في حقل الشرارة في مطلع الأسبوع وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إن إنتاج الحقل ارتفع إلى 277 ألف برميل يوميا يوم الثلاثاء ومن المتوقع أن يصل إلى طاقته القصوى البالغة 340 ألف برميل يوميا يوم الأربعاء.
وقال المتحدث محمد الحراري "إذا استمر ذلك المعدل فسنصل إلى الطاقة القصوى بحلول الغد."
وتمثل إعادة تشغيل حقل الشرارة في جنوب ليبيا - وهو أحد أكبر حقول البلاد - وخط أنابيب الوفاء الذي يغذي مرفأ مليتة أنباء سارة للحكومة المركزية في طرابلس بعدما تسبب إغلاق المرافئ في الشرق في تقليص إنتاج البلاد منذ يوليو تموز.
وتتجه إمدادات حقل الشرارة إلى مرفأ الزاوية لتصدير الخام في غرب البلاد وتغذي أيضا مصفاة الزاوية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يوميا.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إنها أعادت تشغيل خط الأنابيب الذي ينقل المكثفات - وهي خام خفيف جدا - من حقل الوفاء إلى مرفأ مليتة الذي تشارك إيني الإيطالية في تشغيله في غرب البلاد بعد أن أغلقه محتجون لفترة قصيرة. وأضافت أن التدفقات تبلغ الآن نحو 30 ألف برميل يوميا.
ويمثل اسئتناف تشغيل حقل الشرارة الجنوبي خطوة مهمة للحكومة وقد يعزززززززززززز إجمالي الإنتاج الليبي إلى 600 ألف برميل يوميا. وكانت موجة الاحتجاجات والإضرابات التي تشهدها البلاد قد خفضت إنتاجها إلى 250 ألف برميل يوميا من 1.4 مليون برميل يوميا في يوليو تموز.
من غيث شنيب وجوليا بين
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)