تظاهر أكثر من عشرة آلاف مهاجر إفريقي أمام البرلمان الاسرائيلي يوم الأربعاء في رابع يوم للاحتجاجات لنيل الاعتراف بهم كلاجئين ومنحهم حرية العمل بشكل قانوني دون خوف من الاحتجاز والسجن.
وأثار وجودهم جدالا سياسيا بشأن ما إذا كان ينبغي السماح لهم بالبقاء لدوافع إنسانية.
وقال رجل من اريتريا (25 عاما) طويل القامة نحيف الجسم اكتفى بتعريف نفسه باسم مولوجيتا لرويترز "أريد أن اقول لهم لا تخافوا منا نحن بشر مثلكم."
ودخل إسرائيل نحو 60 ألف مهاجر غالبيتهم من إريتريا والسودان دون تصريح عبر حدود مصر منذ عام 2006. ويأمل كثيرون منهم منحهم حق اللجوء ويقولون إنهم لا يستطيعون العودة الى بلادهم دون المخاطرة بأرواحهم.
وتقول اسرائيل إن معظم هؤلاء مهاجرون بصورة غير مشروعة يبحثون عن عمل. ووافق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قبل نحو ثلاثة اسابيع على قانون يتيح للسلطات احتجاز المهاجرين الذين لا يحملون تأشيرة دخول سارية إلى اجل غير محدد ريثما تبذل جهودا لإقناعهم بالرحيل أو اقناع دول أخرى بقبولهم.
وقال مولوجيتا إنه فر من اريتريا قبل ست سنوات خوفا على حياته بعد انتقاد حكام البلاد.
وكتب المحتجون على واحدة من اللافتات التي رفعوها في ساحة مواجهة للبرلمان "نحن نطلب المأوى.. ولا نستحق السجن" خلال مظاهرة الاحتجاج على رفض اسرائيل منحهم اللجوء.
وقالت لافتة أخرى "أن تكون أسود البشرة ليست جريمة".
ويعيش كثير من المهاجرين في أحياء فقيرة بمدينة تل ابيب المركز التجاري في إسرائيل ويعملون في أعمال النظافة وغسل الأطباق. كما أضربوا عن العمل في المطاعم ضمن حملتهم الاحتجاجية التي شملت أيضا مظاهرة حاشدة يوم الأحد في المدينة المطلة على البحر المتوسط.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إنه يعتبر تدفق الأفارقة خطرا يتهدد النسيج الاجتماعي اليهودي لإسرائيل. وكان سياج أقامته إسرائيل على الحدود مع مصر قد أدى إلى وقف تدفق هؤلاء المهاجرين.
وقالت ميري ريجيف عضو حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو ان الوقت حان لترحيل المهاجرين الذين وصفتهم "بالمتسللين".
وانتقدت ريجيف في تصريح للإذاعة الاسرائيلية نشطاء إسرائيليين يسعون لمساعدة الأفارقة وخاطبتهم بالقول "كفوا عن أن تكونوا ضعاف القلوب".
ويحتج الأفارقة لليوم الرابع على التوالي بعد أن نظموا مسيرات يوم الاثنين الى السفارات الأجنبية في تل ابيب للمطالبة بتدخل دولي.
ويقول ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان إن عشرات تلقوا أمر استدعاء للاحتجاز في مركز بني خصيصا في صحراء النقب الاسرائيلية حيث يسمح لهم بالمغادرة لفترات وجيزة خلال النهار لكن عليهم العودة مع حلول الليل.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان سياسة الاحتجاز الاسرائيلية بخصوص المهاجرين تسبب "آلاما ومعاناة" ولا تتسق مع المعاهدة الدولية لمعاملة اللاجئين لعام 1951.
وخارج البرلمان ألقى عدد من النواب اليساريين كلمات أمام الحشد. واعتذر اريل مارجاليت من حزب العمل المعارض للمحتجين بعد أن رفض رئيس الكنيست يولي ادلشتاين السماح لوفد منهم بالدخول للقاء النواب.
وقال الكاتب المعروف بميوله اليسارية ديفيد جروسمان للمحتجين ان تعامل اسرائيل مع المهاجرين مخز.
واضاف جروسمان "انظر اليكم الآن وأشعر بالحرج والخزي... إسرائيل لم تخلق هذه المشكلة لكن هناك مشكلة الآن ويتعين علينا التعامل معها وحلها بأكثر السبل إنسانية."
من أوري لويس
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)