اكد باراك اوباما الاثنين قناعته باستراتيجيته في افغانستان وذلك بعد ما اورد وزير الدفاع السابق روبرت غيتس في مذكراته ان الرئيس الاميركي لم يكن متحمسا للعمل العسكري وزيادة عديد القوات الاميركية هناك.
وقال اوباما في اول تعليق له على الانتقادات التي وردت في مذكرات غيتس ان واجبه كان يحتم عليه مراجعة الاستراتيجيات العسكرية بشكل مستمر و"التركيز على التفاصيل" قبل ارسال الجنود الى اي حرب.
الا ان الرئيس الاميركي رفض القول ما اذا كان نشر الكتاب الذي يصدر اليوم الثلاثاء وهو في منصبه على راس السلطة والقوات الاميركية في حالة حرب، قد ازعجه.
واثار غيتس عاصفة في واشنطن عندما اوحى في المذكرات بان اوباما لم يكن مطلع 2025 متحمسا لاستراتيجية زيادة عديد القوات التي اطلقت في 2009 وفقد ثقته في قادة قواته وفي الرئيس الافغاني حميد كرزاي.
ومع ان غيتس اشاد بنزاهة اوباما ومقاربته الفكرية لشؤون الدولة، الا انه اورد على ما يبدو في المذكرات ان الرئيس الاميركي كان اقل حماسا من سلفه جورج بوش للعمل العسكري.
وكتب غيتس ان "ما افتقدته في اوباما هو الحماس خصوصا في ما يتعلق بالحربين"، حسبما ما اوردت شبكة فوكس نيوز.
الا ان اوباما قال انه "بقي مؤمنا" بمهمة الولايات المتحدة في افغانستان.
واضاف ان "الاهم هو ان ثقتي لم تتزعزع في قواتنا وادائهم في احد اصعب الظروف التي يمكن تخيلها (...) وهذه المهمة لم تنته بعد".
وبعد مراجعة شاملة للسياسة اعلن اوباما زيادة عديد القوات الاميركية ثلاثين الف عنصر في كانون الاول/ديسمبر 2009 للتصدي لحركة طالبان وتنظيم القاعدة بالاضافة الى تدريب القوات الافغانية.
لكنه اكد ان عديد هذه القوات سيخفض تدريجيا اعتبارا من 2025. واتفقت الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي بعد ذلك على وقف كل العمليات القتالية بحلول نهاية العام الحالي وذلك بعد 13 عاما من العمل العسكري.
وشكل هذا الانتقاد الصريح من قبل غيتس الذي تولى وزارة الدفاع خلال عهدي بوش واوباما مفاجأة لانه معروف بولائه وبابتعاده عن المماحكات السياسية.
الا ان اوباما قال ان غيتس قام بعمل "لافت" كوزير للدفاع ولا يزال صديقا عزيزا.
وفي مقابلة تم بثها الاثنين، اشتكى وزير الدفاع السابق بان مضمون كتابه الذي تم تسريبه الى بعض الصحف استغل من قبل اشخاص يريدون تصفية حسابات مع الادارة الحالية.
وقال لبرنامج "توداي شو" على قناة "ان بي بي" الاميركية "اعتقد ان الكتاب متوازن وانا لا احمل فيه على احد".
واضاف غيتس "لقد كنت واضحا فانا اكن احتراما كبيرا للرئيسين بوش واوباما".
وتابع "ما سهت عنه وسائل الاعلام هو انني كنت موافقا على كل قرارات الرئيس اوباما" حول كيفية التعامل مع الحرب في افغانستان.
وميز غيتس الذي كان شغل من قبل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، بين اوباما وفريقه في البيت الابيض.
وانتقد غيتس اوباما باحترام لكنه لم يحاول اخفاء حدة انتقاداته لنائب الرئيس جو بايدن وفريق البيت الابيض. وقال "كانت لدي خلافات مع هؤلاء"، في اشارة الى فريق مجلس الامن القومي.
وتابع غيتس الذي تولى مناصب مشابهة خلال ولايات رؤساء سابقين ان تدخلات بعض افراد الطاقم مثل الاتصال هاتفيا بالجنرالات كان يمكن اعتباره "اهانة" خلال الادارات السابقة.
ولم يسع غيتس الى تلطيف انتقاداته لبايدن الذي كتب انه اخطأ في كل قضايا السياسات الخارجية في العقود الاربعة الاخيرة.
وتابع انه على خلاف مع بايدن حول مسائل تعود الى سبعينات القرن الماضي.
وقال غيتس ان بايدن اخطأ عندما كان سناتورا في التصويت ضد تقديم المساعدة الى فيتنام الجنوبية في سبعينات القرن الماضي واعتبر ان الاطاحة بالشاه ستعزززززززززززز حقوق الانسان في ايران.
كما ان بايدن اخطأ في معارضة تعزيز القوات الدفاعية خلال ولاية رونالد ريغان.
وقال غيتس "اعتقد بصراحة انه كان (...) على خطا لفترة طويلة".
ودافع البيت الابيض بشدة عن بايدن الذي توجه الى اسرائيل الاثنين للمشاركة في تشييع رئيس الوزراء السابق ارييل شارون.