على عكازين، وبمساعدة أحد عناصر الجيش الذين يؤمنون الاستفتاء على الدستور في مصر، صعدت السيدة حلمية عطيات بضع درجات لتصل إلى غرفة التصويت.
عطيات المتقدمة في السن جاءت لتدلي بصوتها في إحدى لجان الوافدين في مدينة نصر في القاهرة، فهي من محافظة الشرقية، وهذه المعلومة أصرت أن تكررها أكثر من مرة.
لكن انتماء عطيات إلى محافظة الرئيس السابق محمد مرسي لم يكن سببا لرفضها الدستور الجديد، فقد قالت إنها أرادت المشاركة لأن "هذا الدستور أحسن من سابقه، وعلشان السيسي يمسك البلد"، في إشارة إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الذي تراه الأقدر على تولي حكم مصر.
ويربط كثير من المصريين الذين يشاركون في الاستفتاء بين التصويت على الدستور واستلام السيسي أو ترشحه للرئاسة، حتى إن صوره والشعارات المؤيدة له لا تغيب عن أن أي مقر انتخابي.
وكان الناخبون بدأوا الثلاثاء بالتصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، على أن تغلق الصناديق الأربعاء، وكانت نسبة الإقبال متفاوتة بين اللجان، إلا أن أكثر ما لفت الأنظار طوابير النساء التي كانت أطول في أغلب اللجان.
حتى إن رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أثنى على الإقبال النسائي على التصويت، وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى أن النساء شاركن بنسبة أعلى من الرجال.
وعن الأسباب التي جعلت إقبال المرأة على التصويت كبيرا قال الصحفي المصري، عماد الدين حسين، لـ"سكاي نيوز عربية": "المرأة همشت في فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين وهمشت تاريخيا، فأرادت أن تعوض ذلك بالعودة إلى صناديق الاقتراع، كما أنها تريد أن تشعر بدور في حل أزمات البلاد الاقتصادية".
الوضع الاقتصادي كان الشيء الوحيد الذي ركزت عليه السيدة فايقة إسماعيل، وهي ربة منزل من حي السيدة زينب الشعبي.
وظهرت إسماعيل بمظهر المهتمة بالدستور وتفاصيل مواده، فاحتفظت بنسخة منه في حقيبتها ولونت مواد محددة بالأصفر قالت إنها "تكفل كبار السن وتؤمن لهم رعاية صحية واجتماعية، وتؤمن عملا لابنتي".
وفي الأحياء الراقية من القاهرة لم يتغير المشهد، ففي الزمالك دخلت إيناس العفيفي إلى لجنة الانتخابات في كلية التربية للبنات، أدلت بصوتها وخرجت على عجل.
"أنا لا أربط بين التصويت بنعم وتسلم السيسي للرئاسة، لكني أرى أن الجيش هو الأقدر على حماية أمن البلد" حسبما قالت العفيفي.
وتساءلت: "ما المانع أن يكون الجيش هو من يقود البلاد، الجيش المصري هو ابني وابنك وأخي وأخوك".
وأضافت أن هذا الدستور "هو الكفيل لتخليص مصر من سرطان حل بها والكفيل للوصول إلى مرحلة أخرى من الاستقرار".
وفي مدينة نصر وفي اللجنة المخصصة للوافدين، تنافست النساء في طابورهن بإطلاق الزغاريد، وإنشاد الأغاني الوطنية.
لم تكن الزغاريد مقتصرة على الأحياء البسيطة، بل كانت حاضرة أيضا في مناطقها الراقية كالزمالك ومصر الجديدة.
وفي إحدى اللجان خرجت سيدة أخرى مسنة من غرفة التصويت، وهي ترقص بينما يصفق لها الآخرون واستمرت على ذلك حتى غادرت المكان.