أعادت الأمطار التي تساقطت أمس الأمل للمزارعين المغاربة بعد أن يئسوا من إمكانية إنقاذ الموسم الزراعي بسبب تأخر الأمطار. وقال بوستة بوصوف، رئيس الغرفة الفلاحية في الدار البيضاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمطار الأخيرة رغم تأخرها الكبير سيكون لها أثر إيجابي جدا على المحاصيل. وأضاف: «الأساسي أن الفلاحين حرثوا الأرض، وكانوا ينتظرون ويأملون قدوم الأمطار. والسنابل قد خرجت من الأرض، ورغم التأخر الكبير للأمطار إلا أن كل شيء معد، ونتوقع موسما ممتازا إذا ما استمر تساقط الأمطار بنفس الوتيرة خلال الأيام المقبلة».
ويضيف بوستة أن مناطق أخرى من المغرب ما زالت متضررة، خصوصا منطقة الرحامنة والمناطق الجنوبية. غير أنه يضيف: «منطقة الشاوية كانت دائما تعتبر سلة المغرب، وهي تنتج نحو 60 في المائة من محاصيل الحبوب في المغرب. لذلك فإن التساقطات الأخيرة التي عمت منطقة الشاوية سيكون لها وقع كبير على مستوى الإنتاج الزراعي في المغرب وبالتالي على معدل النمو الاقتصادي للبلاد».
وفي غضون ذلك تضرر قطاع تربية المواشي بشكل كبير من شح الأمطار الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أثمان الأعلاف. ويقول عبد الله أضرضور، صاحب ضيعة لتربية الأبقار والأغنام: «الأعلاف ارتفعت بنسب تتراوح بين 45 في المائة و60 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي». وأضاف أضرضور: «عندما تأتي الأمطار في وقت مبكر، خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، فإننا نعتمد على المراعي، أي أن تسمين الأبقار والأغنام لا يكلفنا شيئا تقريبا. أما عندما تتأخر الأمطار فإننا نضطر إلى الاعتماد على الأعلاف التي نشتريها من السوق. ولإنقاذ رأسمالنا فإن إطعام قطعان الأغنام يكتسي نفس الأهمية التي نوليها لإطعام أبنائنا وأسرنا».
وحسب إحصائيات إدارة المياه لدى وزارة الزراعة المغربية فإن نسبة امتلاء السدود نزلت إلى 64.4 في المائة أول من أمس مقابل 73.9 في المائة خلال نفس اليوم من العام الماضي. ويتوفر المغرب على 55 سدا لتخزين المياه، تصل طاقتها الاستيعابية 15.8 مليون متر مكعب من الماء. وحسب آخر الإحصائيات فإن هذه السدود تحتوي حاليا على 11.7 مليون متر مكعب، ويرتقب أن ترتفع هذه النسبة نتيجة الأمطار الأخيرة. ويضيف أضرضور: «إذا استمرت هذه الأمطار واتسعت رقعتها فإن الوضع سينفرج قريبا».
وتطبق الحكومة برنامجا لدعم صغار المزارعين ومساعدتهم على إدخال تقنيات الري بالتنقيط عبر تمويل جزء من تكلفة الاستثمار، وذلك بهدف تقليص ارتباط نشاطهم بالأمطار، وتمكينهم من تنويع مزروعاتهم. كما يجري توسيع برنامج التأمين على المخاطر في القطاع الزراعي لفائدة صغار المزارعين.