أثارت تصريحات زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، غضب عدد من السياسيين والمسؤولين في القاهرة، والتي قال فيها إن بلاده على استعداد لاستقبال عناصر «الإخوان» المصريين في حال طلبهم اللجوء السياسي إلى تونس. وأفادت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» بأنها لن ترد على الغنوشي «لأنه لا يمثل تونس»، وليست له صفة رسمية في الدولة التونسية.
بدوره، علق وزير الخارجية المصري السابق، السفير محمد العرابي، رئيس حزب المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا إن تصريحات الغنوشي «غير مستغربة»، كونه أحد فروع جماعة الإخوان. وأضاف أن مثل هؤلاء الناس أصبحوا «خارج إطار الزمن». وتابع قائلا «تصريحات الغنوشي بعيدة عن السياسة ولا تنم عن أن هذه الجماعة تستطيع أن تقوم بعمل سياسي أو تحكم دولة».
في غضون ذلك، قال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إن الرئيس سيحسم قريبا أمر الانتخابات، وأي منها يجري أولا، الرئاسية أو البرلمانية، وذلك وفقا للمصلحة العامة. وأضاف في حوار مع «الشرق الأوسط»: «أظن سوف يحسم الأمر قريبا» لأنه «لا يوجد وقت كثير»، مشيرا إلى أن «المائة يوم القادمة هي الحاسمة» بالنسبة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأضاف المسلماني أنه «إذا قال الرئيس إن الانتخابات الرئاسية أولا فهذا معناه أنه في غضون عشرة أيام أو أسبوعين بالكثير سيكون الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قد حسم موقفه» بشأن الترشح للرئاسة من عدمه. وأوضح «أما إذا كانت الانتخابات البرلمانية أولا فسيكون أمامنا ثلاثة أشهر للفريق أول السيسي لكي يحسم موقفه».
وأكد المسلماني أن أغلب اتجاهات الجلسات الأربع، التي عقدها الرئيس منصور مع القوى المختلفة، كانت مع الانتخابات «الرئاسية أولا»، لكنه أوضح أن «هذه اللقاءات كانت استرشادية وليست ملزمة». وأضاف أن الذين يطالبون بالرئاسية أولا لهم منطق يقول إن «الرئيس هو رأس الدولة، وبالتالي يؤدي إلى وضوح في شكل الدولة المصرية»، مشيرا إلى حجة أخرى تقوم على أن ثورة 30 يونيو (حزيران) قامت أساسا لإجراء انتخابات مبكرة.