سياسيون يهاجمون "كيرى" عقب حديثه عن الانتخابات بمصر.. مساعد "الخارجية" الأسبق: 30 يونيو أربكت العم السام.. والإسلامبولى: يناقض الثوابت الأمريكية.. و"المصريين الأحرار": يعبر عن صدمة لفشل مخططهم
شن عدد من السياسيين والخبراء الاستراتيجيين والقانونين، هجوماً حاداً على وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، عقب بيانه الذى وصف التجربة المصرية بـ"المضطربة فى الديمقراطية" خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً أن "التصويت فى الانتخابات ليس المحدد الوحيد للديمقراطية"، مشيراً إلى أن الأهم الخطوات التى تتبع عملية التصويت.
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجى، إن لم تكن الانتخابات والاستفتاءات ممارسات للديمقراطية فماذا تكون! مضيفاً أن الموقف الأمريكى غير مفهوم وكان الأجدر أن يُهنئ كيرى المصريين بالإرادة الشعبية والدستور، مشيراً إلى أن ملاحظاته وتصريحاته السلبية ليست مقبولة، خاصة على المستوى الرسمى.
وأضاف اليزل، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه يتعشم أن تتعلم أمريكا الدرس وأن ينتبهوا إلى طبيعة الشعب وألا ينحازوا إلى فصيل بعينه، مشيراً إلى أن التدخل السافر فى الإرادة المصرية لن يقبل به أى شخص وطنى، وعليهم أن يتفهموا أنه لن يسيطر أحد على إرادة المصريين، معبراً عن تعجبه من أن أمريكا التى كانت دائماً تستشهد بالانتخابات وتصويت الشعوب، تستنكر ذلك اليوم! متسائلاً: "ماذا تكون الديمقراطية بدون انتخابات؟".
واستنكر السفير رؤوف سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تصريحات جون كيرى، مضيفاً أنها تعبر عن تخبط الإدارة الأمريكية، فبعدما يظهرون تمسكهم الواضح بالصناديق والانتخابات الحرة، يغيرون تصريحاتهم بأن الصناديق لا تكفى.
وأكد "سعد"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاستفتاء حقق شرعية ثورية ودستورية، وهذا ما ينبغى أن تتفهمه الإدارة الأمريكية جيداً، مشيراً إلى أن 30 يونيو أربكت حسابات أمريكا، موضحاً: "كانوا يعتمدون على حكم الإخوان، والثورة أطاحت بكل حساباتهم وآمالهم، وهم يبحثون الآن عن ثغرة ليواصلوا ضغطهم".
وطالب مساعد الوزير الأسبق، السلطات المصرية ألا تعطى لتصريحات الخارج أهمية، مشدداً على أن الشعب وحده صاحب القرار والسيادة، وعلينا أن نستثمر إقرار دستورنا ونستكمل بناء المؤسسات الدستورية بإقرار خارطة الطريق.
وأكد عصام الإسلامبولى، الفقيه القانونى، أن الانتخابات الديمقراطية ليست "صندوق" فقط، مشدداً على أن الصندوق إحدى آليات الديمقراطية، معلقاً على تصريحات كيرى قائلاً: "يناقض كل الثوابت الأمريكية".
وأضاف الإسلامبولى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الشعب لم يعد يقبل بمثل هذه التدخلات الأمريكية فى السياسية المصرية، لأنه صاحب القرار، متسائلاً "لماذا يتدخل كيرى فى الشأن الداخلى؟".
وقال عمرو على، عضو اللجنة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن أمريكا ما زالت تعانى من حالة انعدام الوزن بعد ما حدث فى ثورة 30 يونيو، مضيفاً أن تصريحات كيرى تؤكد أن صانع القرار الأمريكى ما زال يحتاج لفترة من الوقت لتغيير إستراتيجيته نحو مصر والدولة الجديدة.
وأضاف "على"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن مخططات أمريكا بصعود جماعة الإخوان وضِعَت منذ سنوات عديدة، وصرفت عليها الإدارات المتعاقبة مليارات الدولارات، مشيراً إلى أنهم لا يمكن أن ينسوا فجأة هذه الخطة، قائلاً "حتى الكونجرس الأمريكى يحاسب أوباما عليها فى جلسة علنية، وسألوه عن المليارات المدفوعة لوصول الجماعة للحكم فى مصر، ووقتها قال أوباما وإدارته إن الإخوان لم يدفعوا ضرائبهم حتى الآن".
وأشار "على"، الى أن التصريحات الرسمية الأمريكية تعانى من صدمة فشل مخططهم، وهو ما يناقض كل الثوابت الديمقراطية التى تسوقها عبر العالم، مؤكداً أن هذه التصريحات لتجميل وجه إدارة أوباما أمام الشعب الأمريكى والكونجرس.
وأكد اللواء عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة الأسبق، الخبير الإستراتيجى، أن تفتيت الشرق الأوسط هدف رئيسى للولايات المتحدة الأمريكية، وأنها صرفت حتى الآن ما يقرب من 8 مليارات دولار من أجل ذلك.
وأضاف "سعيد"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن أمريكا لا تحيد عن هدفها الأساسى وهو تفتيت الشرق الأوسط، ولكنهم يناورا حسب الموقف وليسوا مقتنعين حتى الآن بثورة 30 يونيو وإرادة الشعب المصرى.
وذكر "سعيد"، أنه لم يخرج من قبل 20 مليون مصرى لإقرار دستور، مشدداً على أن أمريكا تهدف لتفتيت دول المنطقة، وجعل إسرائيل هى المسيطرة فى الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن ذلك لن يحدث بفضل وجود مصر بالمنطقة، مشيراً إلى أنهم لن يستطيعوا تفتيت مصر.