أعلن المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة سياسية في ليبيا، السبت، حالة الطوارئ بعد مواجهات في جنوب البلاد وتردد شائعات بشأن ضلوع أنصار لنظام معمر القذافي في أعمال العنف.
وقال رئيس الحكومة علي زيدان إن المؤتمر العام اتخذ هذا القرار خلال جلسة استثنائية خصصت للوضع في مدينة سبها جنوب ليبيا التي شهدت مواجهات قبلية قبل أيام عدة.
وشهدت سبها مواجهات جديدة، السبت، إثر سيطرة مجموعة مسلحة على قاعدة عسكرية بعد أيام من الهدوء النسبي، بحسب الحكومة.
والأسبوع الماضي، أسفرت معارك بين قبائل محلية عن سقوط حوالى 30 قتيلا.
وتؤكد مصادر محلية أن المجموعة المسلحة تتألف من أنصار لنظام الزعيم الليبي الراحل حاولوا الاستفادة من هشاشة الوضع الأمني في المدينة.
وسرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام مسيرات لمؤيدي القذافي في بعض المدن غرب العاصمة طرابلس خصوصا في ورشفانة والعجيلات، وتم نشر بعض الصور على موقع "فيسبوك" من دون التثبت من صحتها.
من جانبه، حذر علي زيدان من انتشار هذه الشائعات الرامية على حد تعبيره إلى التسبب بأزمة في البلاد.
وأكد أن الوضع في سبها "تحت السيطرة" معلنا في الوقت عينه إرسال عدد من الثوار السابقين إلى المدينة كتعزيزات.
وفي غياب جيش قوي، غالبا ما تلجأ السلطات إلى هؤلاء الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام القذافي الذي سقط في أكتوبر 2025، لإعادة الأمن إلى البلاد.
وغالبا ما يشهد جنوب ليبيا مواجهات دامية بين القبائل العربية وقبائل التبو، إذ دارت أكثر المعارك دموية في العام 2025 وأدت إلى سقوط حوالى 150 قتيلا قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ويعيش أفراد قبائل التبو المتحدرون من دول جنوب الصحراء، في المناطق الممتدة بين ليبيا وتشاد والنيجر، وينددون دائما بما يعتبرونه تهميشا لهم في المجتمع الليبي.
كذلك يتم اتهامهم من جانب القبائل الأخرى بأنهم يضمون في صفوفهم مقاتلين أجانب يأتون خصوصا من تشاد.