نماذج من بعض الآيات التي تخاطب الناس بـقولها: (يا أيها الناس):
· قال تعالى: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))[16].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ))[17].
· قال تعالى: ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ))[18].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))[19].
· قال تعالى: ((يأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ))[20].
· قال تعالى: ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ))[21].
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))[22].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ))[23].
نماذج من خطاب الله للمؤمنين بـقوله: (يا أيها الذين آمنوا):
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))[24].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[25].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))[26].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا))[27].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))[28].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ))[29].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))[30].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))[31].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))[32].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))[33].
· قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))[34].
· قال تعالى : ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا))[35].
فهل هذه الآيات كلها بأجمعها غير واضحة؟ ! مع العلم بأن غالبيتها تشتمل على مبادئ إسلامية واضحة ونحن مطالبين بها؟! لاحظوا هنا بأنني لا أتكلم عن الآيات من وجهة نظر فقهية حتى يقال بأن هذا الأمر يحتاج لعلماء لتحديد أحكامها، وإنما أتكلم من ناحية تدبرية عامة.
ماذا عن الآيات المتشابهات؟ !
هناك بعض الآيات القرآنية من المتشابهات، وهذه حقيقة تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ))[36].
وهذا النوع من الآيات يحتاج للرجوع للمختصين من العلماء للبت فيها، لأنها تترتب عليها بعض الآثار الشرعية التي لا بد لمعرفتها من الرجوع لرأي العلماء والمتخصصين وأخذ رأيهم، وهنا بالتأكيد ينبغي الإستعانة بالعلماء والاعتماد عليهم وأخذ آرائهم وتوجيهاتهم. أما في ما عداها فمن الممكن التدبر، ولا يصح ترك التدبر في القرآن الكريم لهذه الحجة (وهي أن بعض آياته من المتشابهات) فهذا غير صحيح، لأن القرآن الكريم ليس كل آياته من هذا القبيل، فهناك الكثير بل الأكثر من آياته تتناول مبادئ إسلامية وقضايا عقائدية وفكرية وإجتماعية وثقافية وتاريخية وتوجيهات أخلاقية، وهذا الأمر بطبيعته يستطيع الإنسان بنفسه بالتأمل والتدبر أن يفهمها ويستوعبها.
ولا يفهم من كلامي هذا بأنني ضد الرجوع لأقوال العلماء في غير هذه الحالة، كلا بل ما أريد قوله: بأنه لا ينبغي ترك التدبر والإعتماد على آراء العلماء فقط حتى في الآيات الواضحات التي من الممكن التدبر فيها.
3- عرض القرآن على الروايات بدلاً من العكس:
من الأسباب التي تجعل البعض لا يتدبر من القرآن الكريم أن البعض وللأسف الشديد وبدلاً من عرض الروايات على القرآن، كما في بعض الروايات -((اعرضوا كلامنا على كتاب الله فإن وافقه فخذوا به وإلا فاضربوا به عرض الحائط))، و((ان اعرضوا ما وصلكم من كلامنا على كتاب الله فما وافقه فنحن قلناه وما خالفه فزخرف)) وغيرها- نراه يعمل العكس، بحيث يعرض القرآن على الروايات، وربما يرد آية برواية ضعيفة أو مرسلة أو غير موثوقة، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك، ولكن ليس هاهنا محل الحديث عنها.
مهما يكن الأمر، فهذه هي بعض الأسباب التي تحول بيننا وبين التدبر في القرآن الكريم، وإن كانت هناك أسباب أخرى كالكسل وعدم الثقة بالنفس وبالتفكير والالتزام بالعادة التي يعتاد عليها الإنسان –(فهناك عادة التدبر وهناك في مقابلها عادة عدم التدبر، وكلاهما عادات يعتاد عليها الإنسان)- وغيرها من الأسباب، ومن المؤسف حقاً أننا لا نزال نناقش هذا السؤال: (لماذا لا نتدبر في القرآن الكريم؟) بدلاً من مناقشة سؤال: (كيف نتدبر في القرآن الكريم) ؟!
[1] سورة الحجر الآية 9.
[2] سورة محمد الآية 24.
[3] سورة ص الآية 29.
[4] راجع الكتاب السابق ص 136.
[5] راجع كتاب أسطورة الأدب الرفيع للدكتور علي الوردي ص 140.
[6] سورة النحل الآية 89.
[7] سورة الأنعام الآية 38.
[8] سورة محمد الآية 24.
[9] راجع كتاب بحار الأنوار 92/15.
[10] راجع كتاب البيان للسيد الخوئي ص 268.
[11] راجع الكتاب السابق ص 269.
[IMG]https://www.**- /fwasl/images/khtam7.gif[/IMG]