الحلقة الرابعة من اعترافات جواسيس عوفاديا..الضابط الإسرائيلى أعطى الجاسوس 20 ألف دولار لشراء 5 صواريخ مضادة للطائرات من إرهابيين فى الصالحية
بالمستندات.. تحقيقات شبكة «عوفاديا» الإسرائيلية للتجسس على مصر تكشف تورط إسرائيل فى العمليات الإرهابية بسيناء
ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية «ديفيد يعقوب» أعطى الجاسوس المصرى 10 آلاف دولار لشراء سيارة «ربع نقل» لاستخدامها فى عمليات إرهابية فى منطقة «القسيمة» برفح
مفاجأة: ضابط المخابرات العسكرية «أبوفادى» أعطى الجاسوس 20 ألف دولار لشراء 5 صواريخ مضادة للطائرات من جهاديين بمنطقة الصالحية بمحافظة الإسماعيلية عبر وسيط أسلحة يدعى خميس عويمر
تعدت شبكة تجسس «عوفاديا» الإسرائيلية كونها شبكة تخابر تفضح الجانب الإسرائيلى، وتظهره على حقيقته فى استمرار ممارسته الأعمال المخابراتية على الأراضى المصرية رغم معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، إلى شبكة تكشف للمرة الأولى بالحقائق والمستندات عن أصابع إسرائيل فى سيناء، ودلائل قوية نحو تورط المخابرات الإسرائيلية فى تدبير أعمال قذرة على أرض سيناء بغرض نشر الفتنة والإرهاب والفوضى.
مشهدان أساسيان تضمنتهما أوراق التحقيقات فى شبكة «عوفاديا» الإسرائيلية، يعكسان نماذج للأعمال القذرة الإسرائيلية على الأراضى المصرية، أولهما مشهد السيارة «الربع نقل» التى طلب ضباط المخابرات الإسرائيلية العسكرية من الجاسوس المصرى عودة إبراهيم شراءها، والتوجه بها إلى منطقة «القسيمة» فى رفح وتركها، ووضع المفتاح أسفل العجلة الأمامية اليمنى.
هذه الواقعة فسرها المتهم بنفسه فى تحقيقات النيابة بأن السيارة كانت ستستخدم بالأساس فى عمل إرهابى، سواء فى التفجير أو استهداف أى من المواطنين، حيث كان سيستقل السيارة شخص آخر ويفجرها فى أى مكان ليصيب سيناء بالشلل فترة طويلة، ويزيد الرعب فيها، إضافة إلى حالة القلق والتوتر الأمنى، فضلا على أن تلك السيارة لا تحمل أى لوحات معدنية بحسب تكليفات ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وذلك لكى لا يتم تتبعها أو رصدها من قبل الأجهزة الأمنية المصرية.
المشهد الثانى من مشاهد تنفيذ إسرائيل الأعمال القذرة هو تورط إسرائيل فى عمليات تهريب، ونشر السلاح غير الشرعى بسيناء، وتحديدا السلاح الثقيل، مثل الصواريخ والآر بى جى، والدال على ذلك من أوراق التحقيقات هو واقعة صواريخ الإسماعيلية التى طلب ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية من الجاسوس المصرى أن يلتقط صورًا وفيديوهات لها، ويرسلها إلى تل أبيب، وهى الصواريخ نفسها التى تبين أنها مضادة للطائرات بعد ذلك، فضلًا على قيام ضباط المخابرات العسكرية الإسرائيلية ببئر سبع بعرض نماذج للصواريخ على الجاسوس المصرى لكى يحدد ما إذا كانت موجودة فى سيناء لشرائها.
اليوم فى الحلقة الرابعة من تحقيقات شبكة تجسس «عوفاديا» الإسرائيلية، تقدم «اليوم السابع» الجزء الثانى من النص الكامل لاعترافات المتهم الأول، الجاسوس عودة طلب إبراهيم، وهو جزء ملىء بالأحداث الدرامية عن تفاصيل مراقبة إسرائيل منطقتى رفح والشريط الحدودى بالأقمار الصناعية، وتفاصيل واقعة شراء الجاسوس صاروخًا حديث الصنع من منطقة الصالحية لصالح المخابرات الإسرائيلية، وتفاصيل آلاف الدولارات داخل كيس بلاستيك أسود تحت حجر بجوار شجرة بمنطقة الماسورة، تركتها المخابرات الإسرائيلية للجاسوس.
هذا الجزء ملىء بالتفاصيل، وندعوك لقراءة النص الكامل لاعترافات المتهم الأول لتكتشف بنفسك، ولكن قبل أن تبدأ، نذكرك بأن الحلقة السابقة تضمنت معلومات جديدة عن امتلاك المخابرات العامة المصرية تسجيلًا صوتيًا لرئيس شبكة التجسس دانى عوفاديا، الضابط بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وأن إسرائيل كانت تعرف الجهادى شادى المنيعى، القيادى بأنصار بيت المقدس، المتورط فى العمليات الإرهابية بسيناء، وكلفت الجاسوس المصرى بجمع معلومات تفصيلية فى 2009، وأن الجاسوس بدأ نشاطه الجاسوسى كعميل مزدوج للمخابرات المصرية والإسرائيلية طيلة 8 أشهر فى 2009، ثم عمل لصالح إسرائيل فقط سنتين متواصلتين.
الحلقة السابقة توقفت عند مشادة كلامية بين الجاسوس المصرى عودة، وضابط المخابرات الإسرائيلى أهارون دانون، الشهير بـ«أبومنير» لخلاف مالى، وترتب عليها نشأة علاقة عمل بين الجاسوس المصرى وضابط مخابرات إسرائيلى جديد يدعى ديفيد يعقوب، ويشتهر بـ«أبورائد»، ومن هنا تبدأ الحلقة الرابعة مع أسئلة جديدة وجهتها نيابة أمن الدولة العليا إلى الجاسوس المصرى نصها كالآتى:
س: كيف تم التواصل فيما بينك وبين ضابط المخابرات الإسرائيلى الجديد أبورائد؟
ج: فى بداية الأمر سلامة شريكى اتصل به فى حضورى، وأعطانى التليفون، وكلمت أبورائد، وبعد كده أبلغته برقم خط الأورانج بتاعى، واتفقنا على العمل سويا، وإمداده بالمعلومات التى يطلبها مقابل مكافآت مالية.
س: ما هى الفترة الزمنية لتواصلك مع ضابط المخابرات الإسرائيلى أبورائد؟
ج: خلال الفترة من شهر سبتمبر 2025 حتى أكتوبر 2025، عندما قابلته فى إسرائيل أى بمعدل 10 شهور متواصلة.
س: حدد لنا المعلومات التى قدمتها له خلال تلك الفترة؟
ج: هو فى بداية الأمر قالى إنه سيرسل مبالغ مالية لى أنا وسلامة كبداية تعامل، ولم يسأل عن معلومات منى لكن بعد كده كلفنى بشراء سيارة.
س: ما سبب رغبته فى إرسال مبالغ مالية لكما دون تقديم معلومات إليه؟
ج: علشان أنا كنت اشتكيت له من أبومنير وبلغته إن سبب انقطاع التواصل بينى وبين أبومنير هو عدم إرساله فلوس لى مقابل المعلومات، ولهذا السبب أبورائد قال لى إنه سيرسل مبلغ 2200 دولار بالنصف بينى وبين سلامة، وبعد كده يطلب المعلومات، لكن اللى حصل إنه كلفنى بشراء سيارة.
سر السيارة الغامضة التى تستخدمها إسرائيل فى سيناء
س: وهل أرسل الإسرائيلى أبورائد مبلغ الـ 2200 دولار؟
ج: نعم، لكن هو قبل ما استلم الفلوس اتصل بى أنا وسلامة أبوجراد وكلفنا بشراء سيارة، وإن مبلغ الـ2200 دولار يكون مقدم شراء السيارة، وبعد كده هو سيرسل ثمن السيارة بالكامل ويخصم منه مبلغ الـ2200 دولار الخاصين بى أنا وسلامة أبوجراد.
س: متى صدر تكليف ضابط المخابرات الإسرائيلى أبورائد لكما بشراء السيارة؟
ج: فى شهر سبتمبر 2025.
س: ما هى أوصاف السيارة التى كلفكما بشرائها؟
ج: هوه قال إنها تكون سيارة ربع نقل.
س: وهل أفصح عن الغرض من شرائها؟
ج: هو قال إنه عاوزها فى موضوع مستقبلى، لكن محددش إيه هو الموضوع؟
س: ومتى أرسل مبلغ الـ 2200 دولار؟
ج: فى شهر سبتمبر 2025.
س: كيف؟
ج: من خلال شخص فى العريش أنا مش فاكر اسمه، لكن هوه صاحب محل ملابس وشغال فى تجارة العملة، وأبورائد قال لنا نتوجه إليه ونأخذ منه الفلوس من غير ما نتكلم معاه كلام كتير، وهو ده اللى حصل.
س: ماذا كان تصرفك والمتهم سلامة أبوجراد تنفيذًا لتكليفات ضابط المخابرات الإسرائيلى أبورائد؟
ج: اللى حصل إنه لما أخذنا مبلغ الـ2200 دولار توجهنا إلى ميكانيكى فى الماسورة اسمه محمد قطيشت، واتفقنا على شراء سيارة ربع نقل قطم بمبلغ 22 ألف جنيه ودفعنا له مبلغ 13 ألف جنيه بما يعادل قيمة تحويل الـ2200 دولار واستلمنا السيارة، واتصلنا بأبورائد وعرفناه باللى حصل، وأبغلناه إن السيارة ثمنها 10 آلاف دولار علشان ناخد فرق الثمن لينا.
س: وما هى أوصاف السيارة التى تم شراؤها؟
ج: هى سيارة ربع نقل بيضاء مشارك متسوبيشى، وهى كانت قطم، يعنى كانت أجزاء قطع وملحومة مع بعض وبدون لوحات، ولا يمكن ترخيصها.
س: وماذا كان تصرف ضابط المخابرات الإسرائيلى أبورائد بعد إبلاغه بتمام تنفيذ تكليفه؟
ج: هو طلب منى الاحتفاظ بالسيارة حتى يكلفنا بشىء جدى، وقال لنا إنه سيرسل مبلغ الـ 10 آلاف دولار ثمن السيارة.
س: وهل بالفعل أرسل ذلك المبلغ؟
ج: نعم.
س: كيف؟
ج: هو بالفعل بعد أسبوع تقريبًا فى منتصف شهر سبتمبر 2025 اتصل بى وأبلغنى أن مبلغ الـ 10 آلاف دولار موجودين فى منطقة الصرصورية برفح، ووصفا لينا المكان بالظبط، وتوجهت أنا وسلامة أبوجراد إلى المكان، وبالفعل لقينا الفلوس فى كيس داخل علبة بويه تحت طوبة كبيرة وقسمنا الفلوس مع بعض.
س: ومن الشخص الذى وضع المبلغ المالى فى ذلك المكان بتلك الكيفية؟
ج: معرفش، وإحنا كلمنا أبورائد على التليفون لما وصلنا المكان، وهوه وصف لنا المكان والشجرة التى تحتها الفلوس.
اليوم السابع