ابتداء من العام الاول، نلاحظ ان العديد
من الأطفال يلجؤون إلى العنف من
وقت إلى آخر، وقد تكون العدوانية
وظيفية عندما يرغب الطفل في شيء
ما بشدة، فيصرخ أو يدفع أو يعتدي
على أي إنسان أو شيء يقف في
طريقه . وقد تكون العدوانية متعمَّدة
عندما يضرب الطفل طفلاً آخر بهدف
الأذى.
عند حوالي عمر أربع سنوات، تخف
العدوانية الوظيفية بشكل ملحوظ مع
تطور القدرات الفكرية والنطق عند
الطفل، بينما تزداد العدوانية المتعمّدة
بين أربع وسبع سنوات، علماً بأنّ نسبة
حدوث العدوانية خلال احتكاكات
الأطفال قليلة مقارنة بنسبة المبادرات
الايجابية التي تحصل بينهم.
علاج الطفل العدواني
يرى علماء النفس أنه يمكن معالجة العدوانية أو التخفيف من حدّتها عند الأطفال من خلال ما يلي :
* إعطاء الطفل فرصة للتعرّف على ما حوله تحت إشراف الآباء والمعلمين، بحيث لا يضر الطفل بنفسه أو غيره. فقد يكون السبب في العدوانية عند الطفل هو عدم إشباع بعض الحاجات الأساسية له، كتلبية رغبة الطفل في اللعب بالماء – تحت رقابتنا – وعدم منعه من ذلك بسبب ما ينتج عنه من بلله لملابسه .
وكذلك تقديم ورق أو جرائد قديمة أو قطعة من القماش مع مقص ليتعلّم الطفل كيف يقص مع مراعاة ألا يجرّب وحده فيما نحرص على عدم إتلافه، وبحيث لا يضر بنفسه فيجرح أصابعه، كما يجب أن تقفل الأدراج التي لا نريده أن يعبث بها ، وكذلك إبعاد الأشياء الثمينة بعيداً عنه مع إمداده دائماً بألعاب الفك والتركيب كالمكعبات.
* عدم مقارنة الطفل بغيره وعدم تعييره بذنب ارتكبه أو خطأ وقع فيه أو تأخره الدراسي أو غير ذلك.
* اختلاط الطفل مع أقرانه في مثل سنه يفيد كثيراً في العلاج أو تفادي العدوانية.
* إشعار الطفل بذاته وتقديره وإكسابه الثقة بنفسه، وإشعاره بالمسؤولية تجاه إخوته ، وإعطاؤه أشياء ليهديها لهم بدل أن يأخذ منهم، وتعويده مشاركتهم في لعبهم مع توجيهه بعدم تسلطه عليهم .
* السماح للطفل بأن يسأل ولا يكبت ، وأن يُجاب عن أسئلته بموضوعية تناسب سنه وعقله، ولا يُعاقب أمام أحد لا سيما إخوته وأصدقاؤه.
* لحماية الأولاد من التأثير السلبي للتلفزيون لابد من الإشراف على محتوى البرامج التي يشاهدها الطفل ، وتشجيعه على مشاهدة برامج ذات مضمون إيجابي ، بدلاً من البرامج التي تتميّز بالعنف حتى وإن كانت رسوما متحرّكة .
فمن الواجب عدم عرض نماذج عدوانية أمام الأطفال، أو تعريضهم لمواقف عدوانية من خلال الوالدين أو الكبار المحيطين بهم، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي تعرض أفلام العنف والرياضة العنيفة كالمصارعة والملاكمة وغيرها
نصائح لآباء والمربين تجاه العدوان عند الأطفال
احترام ممتلكات الطفل الخاصة من اللعب والأدوات ولا تأخذ منها شيئا دون إذنه وردها إليه حين يطلبها منك ولا تماطل في الاستجابة برد هذه اللعب.
إذا وجدت ان الطفل يرتكب مخالفة ما كأن يحاول الوصول إلى إحدى الخزانات المرتفعة بالتسلق على الكراسي أو المناضد أو الجدران فوجهه برفق وأفهمه ما يعرض نفسه له من أخطار وما قد ينتج عن محاولته من إضرار بالتحف أو الأثاث.
لا تترك الفرصة لطفل ليشعر بأنك تسلك بطريقة عدوانية إزاءه فلا تترك الغضب يستند بك إزاء تصرفاته فلا تسبه ولا تمتد يدك إليه بالعقاب البدني ولا تأخذ ما بيده غصبا حتى لو كان شيئا يخصك.
تسامح مع طفلك واستجب لطلباته التي لا تكلفك الكثير فقد يسألك هل أنت بحاجة إلى ورقة معينة أو قلم أوممحاة أو صندوق ولسوف يفرح الطفل كثيرا عندما يجد منك التسامح
اعدل بين الأخوة في المعاملة ولا تترك فرصة لكي يشعر أحدهم بأنه يعامل معاملة أدنى من غيره وإذا اختصصت أحدهم بعطية فأعط الآخرين مثلها أو ما يوازيها حتى لا تترك الفرصة لتولد المشاعر العدوانية لديهم.
تجنب إثارة أو مناقشة الخلافات العائلية أمام طفلك وناقش تلك الأمور بهدوء مع الطرف الآخر بعيدا عن مسمع ومرأى الأطفال.
وفر لطفلك الفرصة للتنفيس عن مشاعره العدوانية المكبوتة من اشراكه في الأنشطة الرياضية الجماعية ولا تقف عقبة دائما في منعة من ممارسة نشاطه العضلي الحر.