بدأت أصابع تتلاعب بأرقام الهاتف وإذا به يطلب أحد أرقام الهاتف وإذا بطفل
يكلمه فيقول المعاكس : الوو الو .. الووووو
الطفل : ألوو .. مين حضرتك؟
المعاكس : كم عمرك ؟
الطفل : 6 سنين
المعاكس : ماشاء الله ، رجل والله ، في حد جنبك ؟
الطفل : لا مين حضرتك
المعاكس : أنا عمك
الطفل ( بسعادة غامرة ) : اهلاعمي .. أنت اللي في السعودية ؟
المعاكس ( بملل ) : أيوه .. أيوه أنا اللي في السعودية فين اخواتك ؟
الطفل : معنديش خوات
المعاكس : طيب مين عندك ؟
الطفل : بس الخدامة ؟
المعاكس : حلوة ؟
الطفل : يع مش حلوه
المعاكس : فين أمك ؟
الطفل : في الحمام تستحم
المعاكس : يالله مع السلامة ويغلق الهاتف
بعد دقائق يعيد الاتصال
المعاكس : الووو
الطفل : اهلا عمو
المعاكس : أيوه .. فين أمك ؟
الطفل : راحت غرفة النوم
المعاكس : لابسة ايه ؟
الطفل : قميص أحمر .. كله ماي (يعني مبلول بالماء)
المعاكس : يالله مع السلامة
بعد دقائق
المعاكس: الووو
أبو الطفل : الوو نعم مين معاي ؟
المعاكس (بنبرة استهزاء) : اييه يا مسكين أكيد لسه راجع من الشغل ؟
أبو الطفل : من أنت .. وانت مالك راجع ولا طالع .. خير عاوز ايه ؟
المعاكس : إيه لاتعصب الصراحة عندك زوجة والله عرفت تختار يا ديب جسم وجمال علي كيف كيفك تصدق لسه كنت معاها حتي طلبت منها تلبس القميص الاحمر
أبو الطفل : يا نذل ياقليل الأدب ، ويغلق الهاتف بغضب ويجرى مسرعا الي الدور العلوي إلى غرفة النوم وإذا به يرى زوجته وعليها الروب الأحمر وشعرها مبلل وجالسة أمام التواليت ، فيخطفها ويضرب رأسها بالمرايا ويشبعها ركلا وضربا وهو يقول : اطلعي بره بيتي .. يا (.......)
(ويتابع الزوج شتائمه) : ....
وتنظر إليه زوجته بنظرات المغلوبه على أمرها لاتعرف ماذا تقول وما الذي حل بها فتسرع تجمع شتاتها مسرعة إلى بيت أهلها
ويجلس أبو الطفل بحيرته غاضبا لايعلم ما الذي فعل وما الذي حل به
أصبح الزوج في حيرة من أمره ما يدري إلى أين يذهب ولمن يشكي أمره ، لأنها غريبة ، استمر على الحال يومين لا يعرف طعم الراحة وخاصة أنه معتاد على أنه أول مايرجع يذكر كيف كانت حياته سعيدة وتنقلب بين يوم وليلة ؟
أما المعاكس لم يعد يقدر يذوق طعم النوم ولا عرف الراحة درب .. كل ما يحب ينام يحلم بشكل المرأة كما تخيلها بثوب أحمر وهي تنظر له وتدعي عليه وتقول فرقتنا الله يفرق بينك وبين الراحة ، ضميره صحي وراح للأطباء يريد بس ينام ولو لساعات بسيطة ، ما خلى نوع من الحبوب لكن بدون فايدة فراح إلى أحد المشايخ يشكي الحال فقال له الشيخ : والله مالك إلا أنك تعترف للزوج والزوجة لعل وعسي يرجعو لبعض وترتاح إنت
فقال المعاكس : وأنا مستعد المهم أني أنام أعصابي تلفت يا شيخ
الشيخ : خلاص روح واتصل بوالد الطفل وخذ موعد معاه وأنا مستعد أروح معاك
المعاكس :
يروح المعاكس ويتصل بالزوج وطلب موعد لرؤيته
فيسأله الزوج : من انت ؟
المعاكس : هتعرفني إذا شفتني
الزوج : نتقابل غدا بامر الله
يجلس الشيخ مع الزوج والمعاكس في مجلس بيت الزوج المنكوب فيبدأ الشيخ بكلام وبأحاديث تحث عن الإحسان والمغفرة
وبعدها يتكلم المعاكس : ويخبره بالقصة كلها فيقوم الزوج ويغلق باب المجلس ويضربه ضرب الله لايوريك ، والمعاكس يون من الضرب اللي جاه من كل اتجاه
وبعدها يقول الشيخ : يا ابن الحلال علشان خاطري خلاص
فيجلس الزوج وهو يلهث من التعب ويقول : أنا مستعد أني أسامحك لكن بشرط
أنك تقول هذا الكلام لزوجتي حتى تقدر ظرفي وسبب عصبيتي
فيقول المعاكس : والدم على وجهه أنا حاضر وكل اللى تامر بيه
ويذهبون الى بيت الزوجة ويجلسون ويجلس معهم اخوان الزوجة وبعدها يطلب الزوج حضور زوجته لسماع كلام من الشيخ والمعاكس فتحضر الزوجه.. وهي تستمع الى المعاكس فيقوم الأخوة بضربه لدهشتهم من وقاحته وأنه كان السبب في هدم بيت أسرة كاملة .. فيفرق الشيخ بينهم ويستطرد كلامه بآيات قرأنية وأحاديث لعل وعسى أن يغفروا لهذا الشاب الطائش
فترد الزوجة بعد سكوت الشيخ وانتظار وسماع قولها فتقول : يا شيخ لا يمكن ومستحيل أن أرجع الى شخص يضربني ويهددني بالطلاق بمجرد مكالمة طائشة هذا يا شيخ يعني أنه ليس بيننا ثقة ولا أستطيع العيش مع شخص لا يثق بي ، وتقوم من مجلسها وترد الى أخوتها وتقول : هذا آخر رد عندي لهم فتخرج
بعدها لم يهنأ هذا الطائش بنوم ولا هدوء ولا راحة بال واستمر الوضع على ما هو عليه حيث الزوج والزوجة مفترقان ومبتعدان والمعاكس الطائش نادم لا ينام.
(لاحول ولا قوة الا بالله )
((ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))
ارجو ان تكون عبره