دعوها نائمةً.... لاتوقظوها
سادرةً في أحلامهاوغيها, وذاهبةً في سبات عميق
.......
دعوها نائمةً
كما نام أصحابُ الكهف ثلاثمائةٍ سنينَ وازدادوا تسعاً
.......
بل تبقى نائمةً أبد الآباد ومدى الدهوروالأزمان
.......
دعوها نائمةً
لأنها متى استيقظت فإننا سوف نرى الدماءَ تسيل , والأشلاءَ متناثرة, والعيونَ تبكي , والقلوبَ تتفطرحزناً وأسىً
.......
لا توقظوها ففي نومها أمانٌ للعباد , وطمأنينة للنفس , وراحة للبال ,
وحبور يرتسم على الشفاه والوجوه
.......
دعوها نائمةً
لأن من يوقظها فسوف تحل عليه لعنةُ الله في السماء ,
ولعنة العباد على الأرض ,
ولعن الملائكة والناس أجمعين .
دعوها نائمةً
لأنها متى استيقظت فلاتستطيع أن تستسلم جفونُها للكرى بسهولة ويسر,
بل تتقلب على فراشها ذات اليمين وذات الشمال ,
وكلبُ حقدها باسط ذراعيه هنا وهناك في الأذى وترويع الناس وسفك الدماء !
فلا يغمض لها جفنٌ, ولاتنام من جديد إلا إذا أغمضت للأبرياء أجفاناً لا تُفتَح إلى يوم القيامة!!
دعوها نائمةً
حتى ننام آمنين فيسربنا, معافَين في أجسادنا, ننعم بنعم الله علينا
.......
ولعلكم أخواني وأخواتي الآن تتساءلون :
من هذه الحمقاء القبيحة التي تريدنا أن ندعها نائمة؟!
ولم كل هذا التحذير من استيقاظها؟
ولعلك تبالغين في وصفها بكل هذه النعوت والأوصاف.......؟
فأقـــــــــــــــول:
إن هذه القبيحةَ هي
.......((الفتنــــــــــــــــــة)).......
النائمة التي لعن الله من أيقظها.......
هي الفتنة
التي إذا سرت فإنها تسري بين الناس كما تسري النار في الهشيم
بلا أدنى هوادة ,
ولا أقل تؤدة .......
هي الفتنة
التي لا تفرق بين إنسان وآخرَ, فتخبط خبط عشواءَ , وتدقُّ عطرَ مَنْشَمِ,
حتى يصل الناس إلى حالة لا يدري القاتلُ فيم قَتَلَ ولا المقتولُ فيم قُتِل ؟
هي الفتنة
يا صاحبي التي لها دعاةٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها .......
إنها الفتنة
التي لها قوم كلما رُدوا إلى الفتنة أُركسوا فيها,
والتي وصفها الله جل ذكره أيضاً بأنها أشدُّ من القتل.......
إنها الفتنة
التي تحدث الله عن أصحابها بقوله :لقد ابغوا الفتنة مونقبل وقلبوا لك الأمور
حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون.......
وقال الله عنهم ((ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم ل
محيطة بالكافرين)).
هي الفتنة
الهوجاء التي تذر الحليمَ حيرانَ, والعاقل متأملاً, وترى الناس سكارى وماهم بسكارى , ولكن أمر الفتنة عظيم , وخطبها ومصابها جلل.......
وأخيـــــــــــــــــــــــراً:
إن الفتنة العمياء هي التي تخلف دموعَ باكيةٍ, ونوحَ ثكلى, وعويلَ محزونٍ,
وشقاء يتيم, ونحيب أرملة .......
اللهم قنا فتنة المحيا والممات,
وقنا من مضلات الفتن ما أحييتنا,
إنك سميع قريب , ,’’