هناك مشاكل تواجه الاسرة خطيرة جداً ممايعجز كثيراً من الأباء والأمهات لحلها مثل مشكلة اذا تعرض الطفل للاغتصاب , سواء تعرض ابنك للاغتصاب من قبل آخرين، أو أنه قد مارس الجنس طواعية في سن مبكرة فهذا ما يعرف في كلتا الحالتين بالخبرات الجنسية الصادمة والمبكرة، والتي تحتاج لعلاج تحت إشراف أخصائي نفسي وبمساعدة الأسرة، فيما لا يجدي التعنيف والتقريع في علاج مثل هذه الحالات، فالطفل يبقى كائناً قليل الخبرات، ويحتاج لوقفتنا بجواره...
إليكم عدة طرق للعلاج مع الدكتور يوسف عوض الله، أخصائي الطب النفسي، والذي أشرف على علاج حالات عديدة من هذا النوع، فقال إن العلاج يتمثل في عدة خطوات علينا أن نختارها كلها، أو أيسرها وهي كالتالي:
- التمثيل المسرحي:
أو الدراما المسرحية النفسية «السيكودراما»، نقصد بها نوعاً من أنواع العلاج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس، وهو يعتبر أسلوباً عملياً تكمن فعاليته في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته، من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التي يعايشها حاضراً، أو عايشها في الماضي، أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل، ومدة كل جلسة تمتد إلى ساعة ونصف، والهدف منها هو إيجاد حلول للمشاكل عن طريق مساعدة الشخص في فهم مشاعره، عبر تجسيد الواقع وحياته الحقيقية بشكل تمثيلي، وإخراجه من عزلته النفسية، بدلاً من الأساليب الشفهية المتبعة في العلاج النفسي التقليدي.
فمثلاً الطفل الذي كان ضحية لرجل في العشرينات من عمره يبتزه جنسياً نقوم بتلقين وتعليم الطفل الضحية ردود «عبارات وجمل» على شخصية وهمية من خلال التمثيل النفسي، فيصبح بذلك مزوداً ومشحوناً مسبقاً بـ«ماذا تفعل لو؟»، كما ويمكن نقل خبراته الأليمة من خلال التمثيل المسرحي؛ ليتم تحقيق ما يسمى «التنفيس الانفعالي»؛ حيث يفصح عما يخفيه، ويتم القضاء على مخاوف الضحية وآلامه وصراعاته، وتعلم أساليب جديدة في سبيل مواجهة المواقف المسببة للألم النفسي.
- مسرح الدّمى:
هو فن شعبي قديم جداً، يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة، وهي طريقة علاجية وتربوية، تساهم في خلق توازن بين النواحي الحسية والعقلية، وتعميق التواصل مع الذات ومع الآخرين. يعتمد هذا الأسلوب من العلاج على استعمال آليات من عالم المسرح مثل: التمثيل، تبادل الأدوار، وتقوم هذه الطريقة على أن أختبئ أنا كطبيب نفسي «المخرج» تحت طاولة، وأظهر وأقوم أنا شخصياً أو أطلب من أشخاص يحركون الدّمى بخيوط ممدودة تحت الطاولة التي تحمل الدمى، أو يُدخلون أيديهم في الدمى، ويحركونها بأصابعهم فوق لوح الخشب، ويتكلم عن لسانها بأصوات مختلفة حيث يضع في فمه جهازاً يُغير الصوت.
- العلاج الجماعي:
(جروب ثيرابي Group Therapy) حيث يصبح المرضى مفيدين جداً لبعضهم البعض، ويساعدون بعضهم البعض فهم يشتركون في نفس المشاكل، ويقدمون لبعضهم الدعم والاطمئنان والاقتراحات، كما ويساعد بإزالة الشعور بالعزلة، ويشعر المرضى بارتياح كبير عندما يكتشفون أنهم ليسوا وحدهم، وأن بعض مشاكلهم هي مشاكل «عالمية»، وأن غيرهم من أعضاء المجموعة يشاركون نفس المعضلات، لكن هنالك ملاحظة فمجتمعنا العربي لا يشجع هذا النهج من العلاج لما يترتب عليه من فضيحة.
- العلاج بالرسم:
حيث يتم تشخيص حالة الطفل عبر الرسم من حيث نوع الرسم والدلالات والرموز الفنية والخطية، وعن طريق أنواع الخطوط والزوايا والألوان والأشكال الهندسية، والتي يستخدمها للتعبير عن نفسه وعن مشكلته، ومن خلالها يمكن وضع خطة علاج بمساعدة الأم.
- أما النقطة المتعلقة بكون المعالج أنثى فإن هذا مفيد في بداية العلاج؛ لأن الطفل يكون أكثر تقبلاً خصوصاً إذا كان موضوع التحرش في أيامه الأولى.
- علاج الأعراض الجسمانية قبل أن تتفاقم وقبل أن يدخل الطفل في دوامة المرض الجسدي الذي يزيد الأمر تعقيداً، فيجب علاجه مثلاً من حالة التبول والتبرز اللاإرادي.