كتب د. سلمان العودة مرة عن تلك المشكلة في مقالة أسماها طفلي
الخجول وكيفية علاج حالته فقرة طريفة لا زلت أذكرها، قال فيها:
على حين يستبشر بعض الآباء بحمرة وجه الطفل، وإطراقه إلى
الأرض، وقلة حديثه -خاصة مع الغرباء-، وسكوته عند أدنى
سؤال؛ يفزع آخرون من ذلك، وقد يعتبرونه مرضاً يهرعون على
أثره لطبيب نفسي، وأحياناً عضوي.
حتى إن شركة "لوندبك" أعلنت
عن أقراص لعلاج مثل هذه الحالات، والتغلب عليها تدريجياً، وهذه
الحالة عند الأطفال هي ما يطلق عليه اسم "الخجل"، وقد بات
الخجل سمة ظاهرة عند شريحة كبيرة من الأطفال، سواء في
الشرق أو في الغرب.
ومن الطريف أن "إبراهام لينكون" كان رجلاً
خجولاً بل شديد الخجل، وكذلك كان غاندي.
وثمة فرق بين الخجل
والحياء، فالحياء خلق فاضل في النفس، يبعثها على الانقباض
من كل ما يعيبها، ومن التقصير في حق من له حق، أما الخجل فهو
حالة انكسار ودهشة وتحيّر، تتلبس بالنفس، فلا يُدرى معها كيف
المخرج، فينكمش صاحبها عن كل شيء.
بداية عليك أن تعلمي أن الخجل ليس خطئًا وإنما هو سمة شخصية
ولا يجب الضغط على الابن فيه إلا إن كان يعوقه عن المتعة
والفائدة كطفل، وأما مجرد الخجل في بداية التعرف على الآخرين
فلا مشكلة فيه.وأحيانًا ما يكون الخجل نوع من التأني وعمق
التفكير والحذر في بناء العلاقة مع الآخرين بينما قد يكون الشخص
الاجتماعي متسرعًا في بناء علاقاته مع الآخرين غير المناسبين
لشخصيته أو صداقته مثلًا.
وفي كل الأحوال عليك الحرص الشديد على معالجة الأمر بروية
وحكمة، ولا تنتقدي الطفل أو تضغطي عليه.
الأعراض
• السكوت، أو قلة الكلام، وعدم النظر لمن يتحدث معه، وربما دفن وجهه في صدرك
• رفض أي عمل يوكل إليه فيه حديث مع الغرباء حتى في الهاتف.
• التعرق الشديد وزيادة نبض القلب، وربما ظهور بعض اضطرابات المعدة والشعور بجفاف الفم والحلق
• الحرص على البعد عن الأضواء، خاصة الجلسات الجماعية والحفلات والمشاركات الخيرية والطلابية والرحلات بل حتى صعوبة تكوين صداقات
الأسباب
• قسوة الوالدين في التعامل، أو تدليلهما الشديد، أو الخوف المرضي عليه.
• الخلافات الزوجية
• معاناته من أي عيوب خلقية
• انتقاده المستمر ورغبة الأبوين في أن يكون مثاليًا
• عدم احتواء معلم المدرسة له خاصة في الحضانة وسنوات تعليمه الأولى
• موت أحد الوالدين
• الغربة واختلافه عن أقرانه في اللغة أو الشكل أو الملبس
• اختلاف المستوى الاجتماعي عن أقرانه
• مقارنته بأخيه أو أخته الأكبر عمرًا والذي قد يكون اجتماعيًا
الحلول
مبدئيًا فيما يتعلق بك وبأبيه، إن كان هناك مشكلة بينك وبين زوجك، فقوما بحلها ولا تتشاجرا أو تقيما النقاشات أمامه، وإن كنت أمًا مطلقة فتجاوزي الخلاف مع الأب من أجل مصلحة الابن.
وفيما يلي يقدم لك د. خالد سعد النجار أحد الإخصائيين الاجتماعيين والتربويين 18 نصيحة عن كيفية التعامل مع الأمر.
• لا تعتذري عنه أمامه بقول "آسفة إنه خجول" فهي تشعره أنه يعاني نقص ما
• لا تكرري أمامه كلمة خجول ولا تصفيه بها ولا تنتقديه بكلمات سلبية مثل يا خجول، يا بليد، ولا تقارنيه بإخوته أو أصدقائه
• تعاطفي مع خجله ولا تتكلمي عن ذلك أمام الآخرين ولا تنتقديه
• انتبهي لحاجاته النفسية والعاطفية وهدئي مخاوفه
• عند وجود ضيوف، قدمي بنفسك نموذج الثقة أمام الآخرين ودعيه يشاهد أفعالك وسيقلدها بالتدريج. إن صارحك بالمشكلة فقدمي له النصائح واجعليه يتدرب أمامك.
• عند وجود ضيوف، اطلبي منه أن يخرج لهم وقولي له أن الجميع يسألون عنه ويريدون رؤيته لأنهم يحبونه لكن لا تضغطي عليه ولا تطلبي منه أكثر من مرة ولا تأخذيه قسرًا
• علميه بعض النصائح الاجتماعية كطريقة التحية والسلام ولا توجهيه أمام الآخرين بل دربيه على السلام والتواصل والابتسامة بينكما. ارسمي سيناريو مسرحية بينك وبين أبيه ودربيه على ذلك. حاولي أن تمثلي مع أولادك مسرحية تعلم الإيتيكيت وعلميهم كيفية التعامل مع الضيف.
• علميه التعامل مع مشكلة الخجل واطرحي أفكارًا تمكنه من الراحة والاسترخاء
• علميه كيفية كسب الأصدقاء وأن يظل واثقًا في نفسه.
• دربيه على مواجهة الزملاء المتنمرين وعلميه سبل الدفاع عن نفسه وشجعيه على تعلم رياضة يدافع بها عن نفسه لكن احرصي على ألا يصبح عنيفًا
• لا تتدخلي لتدافعي عنه في كل موقف
• ليس مهمًا عدد الأصدقاء وأنما الأهم الأصدقاء الجيدين لذا لا تضغطي عليه لكسب مزيد من الأصدقاء.
امدحي صفاته الحسنة، واطلبي رأيه في الشيء وامدحيه عليه
• انتبهي لمن يشاركونك التربية مثل الجدين والأعمام والعمات والأخوال والخالات
• كوني عادلة بين الولد والبنت، وبين الأبناء بعضهم البعض
• شجعيه على تنمية موهبته أيًا كانت
• كوني مستمعة جيدة وإن حكى لك موقفًا جيدًا امدحيه وإن كان خاطئًا لا تقاطعيه ولا تنتقديه بعنف وإنما اشرحي له رأيك بهدوء
• لا تنتقديه هو وانتقدي السلوك فلا تقولي أنت مخطئ، بل هذا خطأ، ولا تقولي أنت سيء الأدب مع أخيك، ولكن لقد أسأت إلى أخيك.
منقول للافادة