واشنطن بوست تشيد بأداء معارضي الإنقلاب في المسيرات وثباتهم في وجه القمع الأمني -
ضربوا الطبول وعزفوا الموسيقى التي جذبت إليها جمهورا من شرفات المنازل، رفع المتظاهرون الرايات وزحفوا وهتفوا بشكل متكرر ضد القائد العسكري القوي والمرشح الرئاسي، كل هذا في فضاء خطر ومفتوح وفي ضوء النهار حيث أصبح التعبير عن المعارضة في العاصمة رديفا للسجن "تصف مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" هذا المشهد في القاهرة مضيفة أن الحكومة المدعومة من الجيش تدير حملة قمع سياسي قاسية لم تشهد مصر مثلها منذ أكثر من عقدين، ولكنها فشلت في سحق المعارضة المستمرة، الآلاف من الرجال والنساء لا يزالون يتدفقون لشوارع الأحياء الفقيرة والبلدات والقرى في كل أنحاء البلاد كل جمعة وفي أيام عديدة خلال الأسبوع، ولم يمنع خروجها تلقي أصدقاء وأقارب أحكاما بالإعدام.
وتشير لمتظاهر هتف في جمعة ماضية متهكما "صوب بندقيتك علي"، و "مهما فعلت ستكون الضحية". وتضيف "في الثمانية أشهر الأخيرة ومنذ الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا، محمد مرسي، فقد شلت الدولة بشكل عملي حركة الإخوان المسلمين القوية وصنفتها كجماعة إرهابية" ومع ذلك ثبت أنه من الصعب وقف انتشار الغضب الذي تسببت به حملة القمع ليس من المؤيدين الأشداء للإخوان المسلمين بل وشبكة متزايدة من المصريين غير الإخوان ممن أصابهم قمع الدولة والذي شاهدوه في الشوارع أو الجامعات، سواء كانوا من أصدقائهم، أو أقاربهم أو أفرادا من عائلاتهم.
وتقول الصحيفة إن الناشطين يقودون المواجهة ضد الديكتاتورية الجديدة التي يرونها في مصر، ومعظمهم من الناشطين الشباب أو أقارب المعتقلين ممن ليست لديهم خبرة سابقة في العمل السياسي.
وتنقل عن أحمد (21 عاما) والذي عمل حتى وقت سابق مصورا في مؤسسة إعلامية حكومية أن القمع ترك آثارا عكس ما كانوا يتوقعون. ويضيف أن الذين شاهدوا الطريقة التي قامت بها قوات الأمن بالهجوم على مخيم المعتصمين في رابعة قد تأثروا بشكل كبير كما أن قانون منع التظاهر ارتد لصالح المتظاهرين. ويقول أحمد "لو تم اعتقال واحد من عائلة مكونة من خمسة أفراد في تظاهرة فهذا يعني أن البقية ستنزل للشوارع" وهؤلاء الأربعة يجلبون معهم 20 أخرين.
وترى الصحيفة أن الكثير من المراقبين توقعوا تشرذم المعارضة وتحولها لجماعات متطرفة بسبب القمع الذي يمارسه النظام إلا أن هناك الكثير من الاستثناءات.
وتقول أن التظاهرات تبدأ بمجموعات قليلة ثم تكبر مع تدفق أعداد من الرجال والنساء في الأطفال الذي يخرجون للشوارع المغبرة في ظهيرة يوم الجمعة الحارة. و"لعن" البعض المشير السيسي وهو فعل جريء خاصة أن كل تظاهرة تنتهي بمواجهة مع الشرطة، وعلى أبواب المحلات قام الصبيان بكتابة الشعارات ضد قائد الانقلاب "خائن" و "قاتل". ويضيف البعض حمل صور مرسي كما فعلوا منذ الانقلاب في دعوة لإعادة الشرعية، وعندما ارتفعت الموسيقى من جهاز موضوع على شاحنة صغيرة انضم الشباب وأخذوا يغنون ويرفعون شعار رابعة "مصر إسلامية"، وحمل الجمهور رايات تحمل صور فتيان وفتيات "شهداء" قتلوا في حملة قمع الحكومة.
وفي هذه الأيام قلة من التظاهرات التي تعقد في الشوارع الرئيسية أو قرب ميدان التحرير حيث يتمركز الشرطة ويمطرون المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. فالأمكنة المختارة هي الأحياء الفقيرة والأحياء والشوارع الجانبية. ويقول محمد – عضو في الإخوان - "كنا نستخدم الفيسبوك في تحديد مكان التظاهرة" لكن الشرطة كانت تصل قبلهم. أما الآن "فنقف أمام المسجد بعد الصلاة ونمشي قليلا للتأكد من أن الوضع آمن، وإلا فنغير المكان.
وتشير الصحيفة إلى موقف نقاد مؤيدي مرسي حيث ينظرون إليهم كدعائيين وكذابين وحركة مصرة على تدمير كل شيء. وتنقل عن ضابط بارز في الشرطة "ليسوا أناسا عاديين، يريدون العنف"، وأضاف "يحاولون إظهار أنهم معتدلون وهذا ليس صحيحا". -