رد: نهاية غير متوقعة
نهاية غير متوقعة الفصل الثالث )
للكاتبة : شهد حسين الخطيب
" الرجل الغريب "
وصلنا وبعد صراع طويل الى اطراف المدينة وانا احاول بخطواتي الصغيرة سحب والدتي بالأضافة الى اخي النائم الى جانبها من كثرة البكاء ..... وما زال في قلبي امل وجود انفاساً ما زالت حية في داخلها وكلما تذكر ان حياة والدتي بين يدي ازيد من جهدي اكثر لعلها تنجو..
ومن بعيد لمحت رجلاً يركب شاحنة و يلوح لي بيده.!..... ركضت نحوه لعلي اجد معه بعض الطعام او حتى القليل من الماء !! وعند وصولي اليه سألني قائلا : هل تواجهين مشكلة ايتها الصغيرة فأنا اراك من بعيد وانتي تجرين شيء ثقيل ؟!....قاطعت كلامه بسرعة : ارجوك ايها الرجل الغريب ساعدنا .... وصفت له كل ما حصل معنا ..........فأشفق علينا ثم قال:تعالي معي .... اتجهنا نحو والدتي واخي الصغير ثم قام بحملها على ظهره ووضعها داخل الشاحنة اما انا فامسكت بيد اخي وركبنا الى جانبها .... ثم سار بنا.
بقيت انظر الى وجه والدتي الشاحب والمغطى برمل , قبلتها على رأسها وانا قابضة على يدها بشدة ..
.نظرت الى الخارج بدهشة !وانا ارى المدينة المليئة بالالوان والحيوية وفساتين الفتيات المزركشة والمرتبة !!..... شعرت بشيء يشدني من كتفي فلتفت , لارى اخي لويس يحاول جذب انتباهي لانظر الى ما كان ينظر وقال : انظري يا ليزا الى بائع الفواكة لا شك بانها شهية جدا!! ..... ابتسمت له وانا المح عينيه الفرحتين فقط لانه راى فاكهة يحبها.. ثم مسحت دموعي بسرعة قبل ان تسقط فيفضح امري . وقلت في نفسي : لماذا ؟ لماذا نحن فقط من يعاني يا امي ومتى ستفرج كما قلتي , حقاً لقد مللت الصبر !!
توقفت الشاحنة فجأة ونزل الرجل منها مشيراً لنا بالبقاء هنا .
بقينا نراقب خطواته حتى اختفى !! ثم عاد لنا وهو يحمل حقيبة كبيرة مليئة بالفواكة الطازجة اظن انه احضرها من نفس البائع الذي كان ينظر اليه اخي؟ ثم صعد الشاحنة وقال :خذ تناول انت واختك من هذه الفاكهة قدر ما تشاؤن.... امسك اخي الحقيبة وبدء يأكل , ام انا لزمت الصمت من شدة االدهشة من ذلك التصرف النبيل ....!!؟ ثم اخذت قضمة من الذ شيء اكلته في حياتي وامسكت احد التفاحات وقدمتها له قائله: تفضل انها شهي حقاً شكرا لك .
- لالا شكرا لكن هذه الفاكهة لكم استمتعوا بها .ثم عدت الى اخي لارى مدى سعادته بتناول هذه الفاكهة ...فوجئت منه حينما رايته يضع قطعة من الفاكهة في فم والدتي ؟؟ ... ظنناً منه بأنها لا زالت حية ؟؟
وبعد بضعت لحظات وصلنا الى ذلك المبنى الضخم الذي يدعونه بالمشفى نزلنا وقد نادى سائق الشاحنة على الممرضين والحرس ليقوموا باخذ والدتي داخلاً .... وضعوها على سرير ذو عجلات وسارو بها الى الداخل وانا ولويس خلفهم .....ثم توقفنا وهم دخلو الى غرفة الفحص وبقيت احاول الامساك بيد اخي الذي يجهش بالبكاء يود الدخول ليبقى الى جانب والدتي لكنني لم ارد ان يرى ما يحدث لها ابداً ... فضممته الى صدري وجلسنا على مقاعد الانتظار.. وبعد ان غرق اخي بالنوم العميق خرج الطبيب والممرضين واشار لي بان ادخل لارى والدتي ...... ركضت مسرعة وقد تركت اخي نائم على المقعد ! وقفت امامها انظر الى حالتها التي لم تتغير منذ ان كنا في الشاحنة؟ ثم سمعت صوت الرجل الغريب خلفي يتحدث مع الطبيب قائلا : منذ متى توفيت يا دكتور ؟؟
- منذ بضع ساعات فقط .
التفت اليه بصدمة تكاد لا تحملها قدماي ومع توقعي الى هذه النتيجة اجبته قائلة :ماتت ؟ لالا ارجوك لا تقلها قل انها كذبة امي قوية لم تمت؟؟! صمت الطبيب ثم قال أسف لم نستطع انقاذها فقد احضرتموها لنا هكذا واكمل مسيرته ليقوم بعمله بعد ان اخذته الممرضة ..........ربت ذلك الرجل الطيب على كتفي واخذني خارج الغرفة واشاره الى الممرضة الواقفة في الخارج ثم سرنا نحو اخي , التفت للخلف لارى ما كان لا يريدني ان اراه ...... دخلت الممرضة الغرفة وقامت بتغطيت وجه امي بغطاء ابيض واخذتها الى ثلاجة الموتى .. كان ذلك المنظر قاسياً جدا لكن ما كان اسوء منه هو كيفية اخبار اخي بما حصل ؟؟! جلست الى جانبه وقد استيقذ مباشرة وقبل اي شيء قال :ماذا حصل لوالدتي ؟ اجبته وانا اعلم الحقيقة المرة : انها بخير هيا تعال معي لنذهب في طريقنا وسوف يحضرها هذا الرجل بعد ان تتحسن .
واسرعنا بالخروج من المشفى بدون معاودة النظر الى الخلف حتى لا ابكي امام اخي ....... كان الرجل الطيب خلفنا قلت لاخي ان ينتظرني بجانب الشاحنة وقد عدت اليه حتى اشكره على ما قدم لنا من عون, فأجابني بتواضع وشفقة : لا عليكي يا صغيرة وارجو منك اخباري بكل ما يحصل معكم حتى اساعدكم في كل شيء .
- شكرا لك سيدي ,حقا انك رجل طيب ! لكن وبالمناسبة ما هو اسمك ؟
- اسمي تشارلز
- اهلا بكم سيد تشارلز
- ما رايكم ان تاتوا الى منزلنا الليلة لنعد لكم عشاءً شهي .
- نعم بطبع شكرا جزيلا , لكن لم تخبرنا هل لديك عائلة ؟
- نحن عائلة صغيرة نعيش في نزل لعمتي مؤقتاً ثم نذهب في الصيف الى منزلنا في الريف بعد ثلاثة اشهر .
- يا الهي كم انا متشوقة لتعرف على عائلتك يا سيد .
امسكت بيد لويس وركبنا الشاحنة نفسها ومضينا قدماً الى منزل السيد تشارلز ... لم اعد اشعر باليأس كما في السابق كأن الحياة فتحت لنا باب اخر ........ وعند وصولنا رحبت بنا السيدة زوجة السيد تشارلز ودخلنا الى صالة الاستقبال وقد حضر اولاد السيد الصغار (مايك و كيون) وقد فرحة لويس كثيرا بأولاد جيله.
اما انا فلم اشعر بمثل هذه السعادة من قبل ليس من اجل المنزل الرائع ! او الناس الطيبون هنا ! بل فقط من سماع قهقهت لويس تعم الارجاء .
وفي وقت العشاء جلسنا على سفرة كبيرة وبدأ الخدم بتجهيز المائدة ... لكن الغريب في الموضوع انهم تأخرو في احضار المشروبات فقامت السيدة زوجة السيد تشارلز ونادت احد الخدم وهمست بأذنه : من المسؤول عن تحضير المشروبات يا جيكوب ؟
- انه جاك يا سيدتي .
- حسناً اذا انصرف الان .
قرعت جرس صغير كان موجوداً على حافة الطاولة وقالت بصوت مرتفع : جاك اين المشروبات ؟
اسرع المدعو جاك بادخول وهو يحمل صينية المشروبات ووضعها على الطاولة ..... لكن امفاجأة القاتلة هي عندما رفع رأسه عن الطاولة وقد نظر في عيني وقفت عن الطاولة بدهشة لأمعن النظر بأبي الواقف امامي .....!!!
( نستكمل في الفصل الرابع والاخير )
ملاحظة : ان هذه الرواية مختصرة فقط لعدم ملل القراء وقد قمت بأخذ الاحداث الرئيسية فيها .