رئيس قطاع الأخبار صفاء حجازى: نتعامل بحيادية تامة مع كل مرشحى الرئاسة.. ورؤساء القنوات الخاصة يرفضون الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى لأنه "هيضرهم"
رئيس قطاع الأخبار صفاء حجازى
• فترة الأبهة انتهت وكل من يتولى منصبا يجد نفسه فى مهمة انتحارية
• التليفزيون المصرى سيظل منارة الإعلام وباقى لعشاقه وأعترف أنه يمر بمحنة والبعض يتعامل بمنطق "بيت أبوك بيتهد الحق خد منه حيطة" ولا أطمح فى منصب وزيرة الإعلام
الكثير من التحديات تواجه الإعلامية صفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، فبخلاف متطلبات العمل اليومية والحرص على تطوير القطاع، هناك الكثير من الأزمات الداخلية بين العاملين، وحالة من التربص بها، كما تواجه تحديات حول منافسة القنوات الفضائية الخاصة سواء على الجانب التقنى أو الكوادر البشرية.
شاركت فى اجتماع رئيس الوزراء إبراهيم محلب مع قيادات التليفزيون لمناقشة مقترح عمل ميثاق شرف إعلامى.. فما تفاصيل ذلك الاجتماع خصوصا أن الفضائيات تتهمه بأنه سيكون رادعا لهم؟
- مقترح ميثاق الشرف الذى أرسلته دكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، لإبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، خطوة كان يجب اتخاذها منذ فترة لنوجه رسالة للعالم، وهى أن الإعلام المصرى بخير وإعلام موحد هدفه لم الشمل، وبالفعل تقدمت الوزيرة بالمقترح ولاقى ترحيبا كبيرا من رئيس الوزراء، وعلى أساسه تم الاجتماع برؤساء القنوات الخاصة لشرح ميثاق الشرف، ولكى نؤكد لهم أنه ليس سيفا على رقابهم كما يتوهمون، ولا يفرض القيود على الإعلام المصرى وليس هناك تضييق على الحريات كما يردد البعض، ولكن ميثاق الشرف يعتبر خطوة أولى ودعوة جادة لتنظيم الإعلام فى مصر.
ما رأيك فيما تردد عن نية القنوات الخاصة عمل ميثاق شرف موازٍ خاص بهم؟
- «يعنى إيه ميثاق شرف موازى» «هو إحنا بلدين»، وقبل أن يقرروا عمل ميثاق شرف آخر يجب أن يطلعوا على ما اقترحناه ويبدوا آراءهم فى بنود ميثاق الشرف، وعلى رؤساء القنوات الخاصة أن يبادروا بالجلوس مع الحكومة على مائدة واحدة لمناقشة هذا الميثاق،
فهدفنا من ميثاق الشرف هو تنظيم «بيتنا» وهو الإعلام المصرى ككل ،سواء كان عاما أم خاصا، فلماذا إذن يريدون عمل فرقة وكأننا نعيش فى بلدين؟!
ما البنود التى اعترض عليها رؤساء القنوات، وهل السبب أنه جاء من مبادرة لوزيرة الإعلام فى الوقت الذى لن تكون هناك وزارة للإعلام قريبًا حسبما ينص الدستور؟
- الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام فى مرحلة انتقالية، ودورها هو تشكيل مجلس وطنى للإعلام فى الفترة الحالية ليكون بديلا لوزارة الإعلام بعد ذلك، والمجلس سيتكون من أهل الإعلام فى مصر، لذلك فأنا أرى أن ما فعلته شرف الدين هو دورها الواجب عليها، خلال هذه الفترة.
فى الفترة الأخيرة زادت حالة هروب كوادر التليفزيون المصرى للعمل بالقنوات الفضائية.. ما تفسيرك؟
- يظل التليفزيون المصرى ركيزة صناعة الإعلام فى مصر والوطن العربى ككل، وهذا يعتبر فخرا لى أنا شخصيا، فالإعلام الخاص ينافس الإعلام الحكومى أو التليفزيون المصرى، بعناصر وكوادر التليفزيون المصرى، لذلك فهو فخر لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما أنه لا توجد قناة ناطقة بالعربية سواء فى مصر أو خارجها مثل «سكاى نيوز» وغيرها إلا ويوجد بها إعلامى مصرى من التليفزيون، لذلك فأنا أرى أن القنوات الفضائية ترى أن هناك ضررا سيقع عليها فى حالة تنظيم العملية الإعلامية بين الإعلام الحكومى والخاص وأعتقد أن هذا سبب رفضهم لأى ميثاق يطرح حاليا.
إلى أى مدى ترين تأثير الإعلام الرسمى والخاص على الحالة السياسية التى تعيشها البلاد خاصة عقب 30 يونيو؟
- بالتأكيد الإعلام أسهم ومازال يسهم فى الحركة السياسية التى نعيشها، ولكن لا أستطيع أن أقول إن الإعلام هو الذى أسقط «مرسى» ولكنها عدة عوامل مرتبطة ببعضها ولا أستطيع أيضا أن أنكر دور المواطن البسيط الذى يحلم بـ«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، لذلك فالجموع الغفيرة التى نزلت فى 30 يونيو هى التى حركت الإعلام والجيش وليس العكس.
ننتقل للحديث عن خطة قطاع الأخبار لتغطية انتخابات الرئاسة القادمة، وهل سنشاهد تغطية مختلفة عن أى انتخابات أخرى مضت؟
- قطاع الأخبار كان مشهودا له فى التغطيات السابقة للاستفتاء على الدستور وتغطية احتفالات ذكرى ثورة يناير وغيرها، ولكن التحدى فى انتخابات الرئاسة ليست شكل التغطية ولكن فى التزام «الحياد» مع جميع المرشحين، وأعطينا كل مرشح للرئاسة فترة هواء على التليفزيون المصرى ليلقى كلمته على الشعب.
وكيف سنزيل الصورة الذهنية لدى المواطن عن أن التليفزيون المصرى أو المؤسسات الحكومية ككل ليست حيادية؟
- هذا ليس صحيحا، وأنا لست مسؤولة عن النوايا، والدليل أننى أثبت خلال الفترة الماضية عكس ذلك بإعطاء فرصة لكل مرشح يعلن فيها ترشحه، ومع ذلك هذا لم يعجب البعض خاصة بعد عرض فيلم تسجيلى للمرشح المحتمل حمدين صباحى، فأنا لا أستطيع أن أفرض سياستى على أى قطاع، لذلك لا أقبل بأى أحد أن يفرض سياسته على كقطاع أخبار، فأنا ملزمة بالحياد ومضطرة لذلك، أما القطاع الخاص فله حساباته وسياساته الخاصة.
كان هناك توجيه من وزيرة الإعلام بضرورة أن يكون لمراسلى التليفزيون السبق فى تغطية أى حدث يقع ومع ذلك لم يحدث ذلك وفى بعض الأحيان ينقل التليفزيون عن القنوات الفضائية ما تعليقك؟
- تغطية الأحداث الموجودة فى الشارع متروكة لمهنية كل واحد وأيضا لظروف الطريق، وعلى سبيل المثال «اليوم السابع» انفردت بنقل التفجير الأول أمام جامعة القاهرة ونقله عنه وكالات الأنباء العالمية والفضائيات المختلفة، فـ«اليوم السابع» كان له السبق فى تغطية التفجير الأول بحكم وجود المراسل هناك أمام الجامعة، ولكن غطى التليفزيون التفجيرات التالية وتمت إذاعتها على «النيل للأخبار»، أما تغطية جنازة العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة فكان من الصعب الانتقال بوحدة البث، لكن القنوات الخاصة تمتلك جهازا صغير الحجم اسمه «تى فى يو» ويومها نقلنا عن سى بى سى وهذا ليس عيبا، ويومها أيضا السى بى سى نقلت عن التليفزيون بعض اللقطات.
فى ظل أحداث العنف التى نعيشها حاليا هل هناك خطة لقطاع الأخبار لتأمين المراسلين أثناء وجودهم فى مكان الحدث خاصة بعد وقوع ضحايا من الصحفيين مؤخرا؟
- بالتأكيد.. والقطاع الحكومى يختلف عن القطاع الخاص، فالتليفزيون يوفر للعاملين به تأمينا صحيا وعلاجا على نفقة التليفزيون، أما وجود تأمين مثل عمل وثيقة تأمين تصرف لأسر المراسلين فى حال حدوث وفاة يتم عملها فى أضيق الحدود، وأتذكر أن التليفزيون قام بها أثناء حفر «الباطن» فى التسعينيات.
يعتبر قطاع الأخبار «العمود الفقرى» للتليفزيون المصرى، ما مدى الدعم الذى يلقاه القطاع من وزيرة الإعلام ليظهر فى صورة مشرفة؟
- الدكتورة درية شرف الدين سيدة تعلم قيمة الخبر، وعندما أرسلت لها شكوى تتعلق بقلة الكاميرات وأجهزة البث المباشر داخل القطاع، على الفور أمدتنا بـ3 معدات حديثة، وهو ما كان يعيقنا فى السابق عن تغطية الأحداث وأمدتنا أيضا بعدد من الكاميرات صغيرة الحجم يسهل حملها، كما أنها دائما تستفسر عن كل صغيرة وكبيرة داخل القطاع، وهذا أيضا ما يفعله رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير الذى دائما ما يقول إن قطاع الأخبار منارة التليفزيون المصرى، ونعترف أنه يمر بمرحلة صعبة نظرا للظروف ال
محيطة ولكن ليس معنى هذا أنه ينطبق عليه المثل القائل: «بيت أبوك بيتهد الحق خد منه حيطة».
حدثينا عن أزمة أحمد موسى وكواليسها؟
- البعض يظن أن وقف برنامج أحمد موسى على راديو مصر يأتى بسبب هجومه على التليفزيون المصرى فى برنامجه «على صدى البلد»، ولكن الأزمة بدأت قبل ذلك بأسبوع، فدائما كان يهاجم القيادات سواء رئيس الوزراء أو أى وزير بلهجة غير مقبولة وبصورة سيئة، وأُرسل لنا عدد من الشكاوى من المستمعين أيضا، إلى أن جاء اليوم وأعلن فيها عن برنامجه «على مسؤوليتى» أثناء تقديمه للحلقة على راديو مصر وكأنه إعلان، وهذا غير مقبول.
وكيف تم اختيار جمال عنايت ليقدم برنامجا على راديو مصر؟
- كانت هناك عدة أسماء مطروحة ولكن جاء اختيار جمال عنايت لأننا نحتاج لنبرة هادئة وليست نبرة بها حدة، لأن الحدة لم ولن تكون يوما أسلوبا للإعلام.
يعانى قطاع الأخبار فى الفترة الأخيرة من عدة أزمات ومشاكل للعاملين من الممكن أن تكون فردية ولكن يجب الالتفات لها ومنها مشكلة خالد سعد نائب رئيس الإدارة المركزية.. لماذا؟
- لا توجد بينى وبين أحد مشكلة شخصية، فمشكلة خالد سعد أنه يريد أن يكون رئيسا للبرامج الإخبارية، وأنا لا أرى أنه يقدر على هذه المسؤولية فى الوقت الحالى، كما أن المنصب يحتاج لرجل ذى خبرة فى البرامج الإخبارية، وهو ما لمسته فى جورج صادق، رئيس البرامج الإخبارية حاليا، كما أن خالد سعد كان فى الأساس مراسلا وخبرته 3 سنوات فقط.
ولكن يتردد أن ما تتخذينه من قرارات ضد رغبة العاملين نابع من قربك من وزيرة الإعلام وعلاقة الصداقة بينكما فما تعليقك؟
- هذا يأتى ضمن الحملة غير الأخلاقية التى يتبعها البعض لعدم ترقيتهم أو ما شابه، كما أن الوزيرة بالفعل تدعمنى ولكنها تدعمنى فى العمل وليس على المستوى الشخصى.
أخيرا.. ما تعليقك على ترويجك لفكرة أنك وزيرة الإعلام القادمة، وأنك الأنسب للمنصب وهل تطمحين بالفعل فى المنصب؟
- إطلاقا وهذا غير صحيح.. وفترة «الأبهة» انتهت، وكل من يقبل منصبا حاليا فهو فى مهمة انتحارية، إلى جانب ذلك فإن الدكتورة درية شرف الدين هى وزيرة الإعلام الأخيرة.
اليوم السابع