لويزة حنون السيدة الوحيدة المرشحة فى أصعب انتخابات تشهدها الجزائر.. "المرأة الحديدية" فى تحدٍ لبوتفليقة: لم يولد بعد من يستطع إسكاتى.. وسأحتل المرتبة الثانية فى حال عدم تزوير النتائج
رئيسة حزب العمال الجزائرى لويزة حنون
تظهر من بين المرشحين الستة الذين يتنافسون فى الانتخابات الرئاسية الجزائرية التى تجرى اليوم الخميس، فى الجزائر، رئيسة حزب العمال الجزائرى لويزة حنون، التى بدورها تخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة، بعد أن كانت فى 2004 أول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة فى المنطقة العربية، وهى المرأة الوحيدة التى تشارك فى هذا الاستحقاق الانتخابى.
"حنون" التى احتفلت بعيد ميلادها الستين فى السابع من إبريل، انتخبت نائبا بالمجلس الشعبى الوطنى أربع مرات، وهى من أبرز المناضلات من أجل المساواة بين الجنسين، فهى مؤسسة الجمعية من أجل المساواة أمام القانون بين النساء والرجال فى سنة 1989، وتنحدر من عائلة فلاحين من بلدية الشقفة بولاية جيجل (شرق البلاد)، وهى حاصلة على شهادة البكالوريوس فى الحقوق.
التحقت "حنون" التى عرفت بنضالها النقابى بالمنظمة الاشتراكية للعمال (سرية) ليتم توقيفها فى 1983 ثم مرة أخرى فى 1988. وفى 1989 وبعد الاعتراف بالتعددية الحزبية فى البلاد، انتخبتها قيادة المنظمة الاشتراكية للعمال ناطقة رسمية، وهى المهمة التى أقرها المؤتمر التأسيسى لحزب العمال فى مايو 1990، وقد شغلت هذا المنصب حتى انعقاد المؤتمر الخامس فى 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة لحزب العمال.
وتمكنت "حنون"، الملقبة لدى أنصارها بـ"السيدة الحديدية" والمرأة الوحيدة المترشحة لانتخابات 17 إبريل، من جذب اهتمام الجماهير خلال الحملة الانتخابية من خلال خطاباتها النارية التى تجمع بين التنديد بالإمبريالية والتحذير من "الانتقاميين" و"المغامرين" الساعين إلى زعزعة استقرار البلاد.
فمنذ أول يوم من الحملة، كشفت "حنون" عن مواقفها وبرنامجها رافعة شعار "الجرأة لتأسيس الجمهورية الثانية"، وذلك من أجل "إحداث قطيعة حقيقية مع بقايا نظام الحزب الواحد ومؤسساته البالية"، وكذا "إرجاع الكلمة للشعب" من خلال "فتح نقاش عميق" من أجل "بعث ديناميكية تنموية جديدة".
وركزت "حنون" حملتها على فكرة واحدة، وهى أن الجزائر مهددة من أطراف خارجية تريد احتلالها من جديد، واستغلال ثرواتها الطبيعية الهائلة.
وفى ندوة صحفية عقدتها فى بداية هذا الأسبوع، توقعت "حنون" احتلالها المرتبة الثانية بعد بوتفليقة، فى حال لم يتم تزوير نتائج الانتخابات، مبررة هذا الترتيب بالعدد الكبير من المناصرين الذين حضروا مهرجاناتها الانتخابية عبر التراب الوطنى حسب تعبيرها.
وفى مواجهة مناوءيها وخصومها الذين يسعون، حسب تعبيرها إلى زعزعة ونزع مصداقيتها أمام الرأى العام الوطنى، قالت زعيمة حزب العمال "لم يولد بعد من يستطيع إسكاتى لأننى أمثل صوت العمال والنساء والشباب وكل الطبقات الكادحة".
من جهة أخرى لم تتوان هذه المرأة فى اللعب على وتر الوطنية، حيث وعدت الجزائريين - فى حال تزكيتهم لها- بتحقيق المصالحة مع تاريخهم بكل إيجابياته وسلبياته من خلال ترسيم تواريخ كل من 8 مايو 1945 و 5 أكتوبر 1988 وكذا يناير الموافق لـ12 جانفى من كل سنة كأعياد وطنية وعطل مدفوعة الأجر.
وتقتضى هذه المصالحة أيضا -حسبها- "إنشاء كتابة دولة مخصصة لترقية وتعميم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانية، واستعمالها فى البحث العلمى والمراسلات الإدارية"، مضيفة أن الأمر يتعلق هنا "بتصحيح ظلم تاريخى".
الجدير بالذكر، أن هذا الموعد الانتخابى يأتى وسط استنفار كبير لقوات الأمن والدرك الوطنى والدفاع المدنى التى بدأت انتشارها منذ يومين، على الأقل، وحتى مساء الجمعة، بهدف تأمين ما تصفه الجزائر بـ"أخطر وأصعب" انتخابات تشهدها البلاد منذ الاستقلال فى 1962.
اليوم السابع