"اليوم السابع" بمقرات حملتى السيسى وصباحى.. حراسة خاصة حول مقر حملة المشير بالتجمع الخامس.. والتجول داخل مقر حملة حمدين فى الدقى مسألة سهلة.. محمود بدر: لن نسمح باختراقنا.. وحامد جبر:اسم مرشحنا يكفينا
مقر حمله السيسى
المقرات الانتخابية ليست فقط مكانا لإعداد منشورات الدعاية وتحديد خريطتها، لكنها أيضا عنوانًا لإمكانيات كل مرشح، وواحدة من أدوات رسم دائرة المقربين منه، حيث إنهم بالتأكيد أكثر وجودا فى تلك المقرات.
فى الانتخابات الرئاسية المرتقبة تبدو خريطة المنافسة واضحة حتى الآن بين كل من وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسى، ومؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى، وبين حملتيهما تدور حروب نفسية ومساجلات كلامية، تصل إلى ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعى، ويتوقع أن تعكس نفسها خلال الفترة المقبلة على الجدران والشوارع من خلال الدعاية الانتخابية لكل منهما، والتى تتحدد فى مقر كل حملة، وفى محاولة للاقتراب من «مطبخ» إعداد ما هو قادم من أدوات الدعاية للمرشحين، زارت «اليوم السابع» المقر الرئيسى لحملة المرشح عبدالفتاح السيسى بالتجمع الخامس، وخمسا من مقراته الفرعية بمناطق مختلفة من القاهرة هى طلعت حرب، ومقران بميدان التحرير ورابع بالدقى، وخامس بميدان لبنان بالمهندسين، كما زارت المقر الرئيسى لحملة المرشح حمدين صباحى وبعض فروعه فى مناطق أخرى بالجمهورية.
فى مقرات السيسى
فى فيلا مكونة من دورين يتوسطهما صورة لشعار حملة المشير السيسى «تحيا مصر»، يقع المقر الرئيسى لحملة السيسى، وأمام المقر تراصت قوات أمن خاصة ترتدى ملابس تحمل شعار شركة «فالكون» للحراسات، وكلاب حراسة، ودوريات تمشط المناطق المحيطة بشكل متواصل، وذلك خوفا من تعرض المشير السيسى وأفراد حملته لأى اعتداء من جانب أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.
الدخول إلى مقر حملة السيسى وسط حالة التأمين السابق يتطلب إذنا مسبقا قبل الدخول، فيما قال «أ. س» أحد العاملين فى فيلا مجاورة لمقر الحملة إن قوات الأمن تتعامل بهدوء واحترام شديدين مع الجميع، ولكن بقواعد صارمة، وتابع بأن مقر الحملة كانت «فيلا مهجورة»، ومع بداية حضور المشير السيسى إلى المكان تم تحويلها إلى مقر حملته.
الفرع شبيه الرئيسى
لا تختلف المقرات الفرعية لحملة السيسى عن المقر الرئيسى، فيما رفض مسؤول المقر الكائن بشارع محمود بسيونى بوسط البلد، الإدلاء بأى تصريحات قائلا: «هذه أوامر عليا.. ممنوع التحدث عن أى تفاصيل ولو معاك توكيلات اتفضل قدمها».
والأمر نفسه متشابه فى المقر الكائن بميدان التحرير من حيث التأمين ومنع التصوير، لكنه مختلف بعض الشىء فى مقر ميدان لبنان، حيث رصت لافتات تشرح بدقة كيفية تلقى التوكيلات ومواعيد العمل التى أعلنوا عنها من 10 صباحا حتى 10 مساء، وسط صمت من جميع الموجودين، مؤكدين أنهم غير مخولين بالحديث مع أى شخص فكل شىء مكتوب على اللافتة.
كذلك كان مقر الدقى يجمع توكيلاته عن طريق وسطاء، يرتدون بدلا زرقاء ويسلمون التوكيلات التى جُمعت خلال النهار.
صراع جمع التوكيلات
55 حملة هى عدد الحملات الداعمة للمشير عبدالفتاح السيسى، ومن بينها حملة «تمرد.. ومستقبل وطن.. وكمل جميلك»، بالإضافة لكل من حملة «بأمر الشعب» وحملة «مؤيدى السيسى»، وكل منها كان يتصارع طوال الفترة الماضية على جمع أكبر عدد ممكن من التوكيلات لصالح السيسى، وتؤكد مصادر مطلعة أن هناك جبهتين تتصارعان للسيطرة على المشهد داخل حملة السيسى، هما جبهة عمرو موسى وحملته السابقة، وجبهة السفير محمود كارم، فيما يقول محمد بدران رئيس اتحاد الطلبة وعضو المكتب السياسى لحملة عبدالفتاح السيسى إن كل الصراعات الدائرة هى اجتهادات شخصية من حملات مؤيدة ترغب فى تصدر المشهد وتحرير أكبر عدد من توكيلات الترشح للرئاسة لصالح المشير، موضحا أن حملة «مستقبل وطن» تتعاون مع الجميع، ويتم التنسيق بينها وبين كل الحملات، مؤكدا أن التعاون بين الحملات هو الحل الوحيد لضمان عدم تصدر الفلول لمشهد جمع توكيلات السيسى لما يمثله ظهورهم من خطر على مستقبل الحملة الرئاسية للمشير.
وتابع بدران أن الشباب هم الوقود الحقيقى لحملة المشير لما يملكونه من قدرة على التحرك بسرعة فى الشارع المصرى.
وعن المعوقات التى قابلت الحملة يقول بدران: كل ما عانيناه هو الروتين فى المؤسسات الحكومية أثناء إجراء التوكيلات من موظفى الشهر العقارى، مضيفا أن كل ما يقال عن تجاوزات حملات دعم السيسى ضد خصوم مرشحى الرئاسة الآخرين هو محض افتراء، «وعلى من يملك دليلا ضد أى منا عليه أن يتوجه به إلى النائب العام».
محمود بدر مؤسس حملة تمرد يؤكد بدوره أن الشباب فى حملة عبدالفتاح السيسى يحاولون التكاتف ومواجهة أى صراع تظهر بوادره، لتفويت الفرصة على أى كيانات أخرى تريد اختراق الحملة، محذرا من أن هناك محاولات لتشويه حملة المشير يقودها البعض لأهداف خفية، مشددا على أن الرد سيكون بالعمل، ومنهيا بالقول: كل تجاوز من حملة أخرى ضد حملة المشير سيكون دافعا لنرد عليهم بالأفعال فى صالح شعب مصر وخدمته.
حمدين بلا تأمين
فى شقة من دور فى مبنى من عدة طوابق بالدقى تقع حملة «حمدين صباحى».. حارس العقار لا يزيد سؤاله للزائر على وجهته، ليصبح التجول بعدها داخل حملة حمدين مهمة سهلة، خاصة أنه لا توجد مخاوف لأن يتعرض أى من أعضاء ومسؤولى اللجان لمخاطر كما هو الحال مع حملة السيسى.
مقر حملة حمدين مكون من ثلاث غرف وصالة كبيرة، وفيه استقبلنا حسام مؤنس، مدير الحملة الانتخابية، قائلا: «هناك ميثاق شرف وضعناه لتنظيم العلاقة بيننا وبين المنافسين، وسيتم الإعلان عنه فى مؤتمر صحفى مع انتهاء موعد التوكيلات، ومعه الإعلان عن مشروع البرنامج، وبه أربعة بنود، الأول يتعلق بالحملة وخطابها، والحدود الملزمة لنا، والثانى ما نقترحه لضمان حياد وسائل الإعلام، أما الثالث فيخص نزاهة العملية السياسية فى الانتخابات، وخاصة فيما يتعلق بدور مؤسسات الدولة، فيما يركز الجزء الأخير على مطالبة الجميع بالالتزام بتنفيذ أهداف ثورة يناير، والسعى لتشكيل لجنة وطنية عامة يكون بها منسقون من كل الحملات، وسيشمل ذلك الحملات المنافسة وسنكون أول الملتزمين به.
وتابع مؤنس: هناك حالة استقطاب بل «فاشية»، بسبب ممارسات الإخوان الذين كانوا يكفرون مخالفيهم، والآن الأمر يسير على نفس النهج، ولكن بمعيار الوطنية، وهناك من يتبنى منهج أن من يخالفنا خائن، وهذه الطريقة تحتاج إلى ضوابط لحكم هذه المسألة والميثاق ينظم ذلك، مشيرا إلى أداء ونظام حملته، قائلا لدينا خبرة أعلى وسيتجسد هذا فى نتائج ستؤدى حتما إلى كسب السباق، وإلا ما كنا لنخوضه، وسننتزع النصر انتزاعا بأصوات المصريين، وإذا صارت العملية الانتخابية بشكل نزيه - الكلام لمؤنس - فسيكون حمدين رئيس مصر القادم.
مؤنس يؤكد أنه لا توجد صراعات بين الحملات المؤيدة لحمدين على تولى مسؤولية الحملة الرسمية، ويقول: ربما هناك اختلافات فى وجهات النظر، وهذا أمر طبيعى، ولكن ما يجمع مؤيدى حمدين أكثر مما يفرقهم.
عمرو بدر منسق اللجنة الإعلامية بحملة حمدين يمسك بأطراف الحديث متحدثا عن تمويل الحملة، ويقول: حتى الآن نعتمد على أنفسنا، لكننا ننظم حملة «جنيه من كل مصرى وهدفنا تجميع 15 مليونا، بعد أن نجحنا فى الانتخابات السابقة فى جمع 5 ملايين.
ويقول فادى إسكندر مقرر لجنة العمل الجماهيرى بالحملة: نحن نعمل الآن على حملة «الشارع لنا»، وموجودون بالشارع نحمل فكرة «حرث الأرض» وأدواتنا منها ما هو تقليدى كالسلاسل ومنها ما هو مبتكر كماراثون «البسكليتة» والذى سيبدأ من أسوان إلى مطروح، تحت عنوان شعلة الثورة وسيخوضه الشباب بالدراجات، رافعين لصور وبرامج صباحى، مضيفا: نحن نتميز عن المنافس بوجودنا بالشارع منذ عشرين عاما، ولدينا قواعدنا الشعبية.
وبشأن كيفية تغلب الحملة على مشكلة تواضع الإمكانيات يقول حامد جبر عضو الهيئة العليا للحملة: نحن نأخذ بالأمثال الشعبية «على قد لحافك مد رجليك» و«الشاطرة بتغزل برجل حمار»، وستتصرف وفق ما هو موجود من تبرعات كما حدث فى المرة السابقة، وأعتقد أن اسم مرشحنا فى الإعلام المرئى والمسموع والمقروء سيغنينا عن تكاليف كثيرة.
ويستطرد جبر: المقر الرئيسى بل جميع مقرات الجملة، تم استئجارها ولسنا ملاكا لها، ومعنا متطوعون جدد وكثر بالآلاف وفى كل القرى والمراكز والمناطق.
اليوم السابع