دلائــل أثـــار من تعامل بالربــــا على لسان اصحابهـــا :
1-أخذت سلفة من البنك، وكما هو معروف في البنوك، فالبنك يعطي العميل السلفة، ويأخذ فائدة 7% أي يجب علي أن أرجع المبلغ بأكثر، وهذا ما يسمى الربا، والحمد لله أن القرض الذي أخذته من البنك لم يكن مبلغًا كبيرًا، والآن أرجع للبنك من راتبي، وأحاول إنهاء هذا الربا في وقت أقصر من المدة التي حددها لي البنك خلال القسط الشهري المتفق عليه، والسبب أنني لم أشعر بالراحة مع أن القسط مريح وبسيط، ولكني منذ أن اقترضت من البنك انقلبت حياتي رأسًا على عقب، وقد صارت معي مشاكل، وأشعر بضيق وهموم لا أعرف مصدرها، والقرض أخذته لمشروع وقد خسر، فهل كل ما حدث لي سببه أنني تعاملت مع بنك ربوي؟ وهل أنا من يأثم أم البنك أم كلانا؟ وهل الذي يتعامل مع البنوك الربوية باستلام راتبه فقط دون أن يأخذ قرضًا مذنب؟ وبعد أن أسدد القرض فإنني أرغب في الانتقال إلى بنك إسلامي وقررت أنني ـ بإذن الله ـ لن أقترض من أي بنك طوال عمري، فهل يجب علي أن أنتقل إلى بنك إسلامي؟ أم لا بأس أن أظل في نفس البنك دون أن آخذ منه قرضًا؟.
الفتوى :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشعورك بالذنب والتقصير شعور في محله؛ لأن الله تعالى لم يتوعد على فعل معصية، كما توعد المتعاملين بالربا، فآذنهم بحرب من الله ورسوله إن هم فعلوه، فقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ {البقرة:278-279}، وقال قبلها: يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم {البقرة:276}.
وقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله الربا آكله، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء ـ أي: في الإثم ـ رواه مسلم.
فالربا شر مستطير، وعواقبه وخيمة، وما تجدينه من ضيق في النفس، ومحق للبركة في المال قد يكون سببه هو ما وقعت فيه منه، فبادري إلى توبة نصوح: بالندم عليه، والعزيمة ألا تعودي إليه، وتكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة.
وإن كان في تعجيلك لسداد ذلك القرض تخلص من فوائده الربوية، أو تقليلها، واستطعت ذلك دون مشقة يعسر تحملها فعليك المبادرة إلى ذلك.
واعلمي أنه لا يجوز لك إبقاء الحساب في بنك ربوي، ولو لم تقترضي منه، فمجرد نزول الراتب أو غيره في الحساب إعانة للمرابي على باطله، وتقوية له عليه، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ{المائدة:2}.
وقد ذكرت أن البدائل المشروعة موجودة، كالبنوك الإسلامية، فلا عذر إذن.
والله أعلم.
المصدر :
https://fatwa.islamweb.net/fatwa/ind...stionId&lang=A
2) أعمل حاليا في بنك ربوي ، فما حكم عبادتي إذا كنت آكل وأكسو نفسي وأسرتي من راتب البنك ؟ ويرى بعض العلماء - وأنا لا أنازعهم الرأي - أن العمل في البنوك الربوية يجوز عند الضرورة،أو ريثما يجد المرء وظيفة أخرى أفضل وجائزة شرعا .فهل هذا الرأي مقبول؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم العمل في البنك الربوي، أيا كان العمل ، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وإقرار المنكر وحضوره، إلا إذا كان ذلك لضرورة ملجئة لا يمكن دفعها إلا بذلك العمل بحيث إذا تركه لم يجد الطعام أو اللباس أو السكن له ولمن يعول ، فله أن يبقى فيه مع التخلص مما زاد من راتبه عن حد دفع الضرورة إلى أن يجد عملا آخر ولو براتب أقل وراجع الفتوى رقم 3284، والفتوى رقم: 2643،
والعبادات التي يقوم بها من يعمل في البنك الربوي إذا أتي بأركانها وشروطها عبادات صحيحة مجزئة بمعنى أن ذمته تبرأ منها ولا يطالب بإعادتها مرة أخرى ولكن قد لا تقبل منه ولا يثاب عليها وذلك لأن لطيب المطعم أو خبثه أثرا مباشرا في قبول العبادات ولاسيما الدعاء، فإن كان العبد يتحرى أكل الحلال الطيب فإن دعاءه أقرب إلى القبول والإجابة، أما إن تجرأ على أكل الحرام فإنه قد يمنع من الإجابة والقبول. وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم : إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً " ( المؤمنون الآية 51) وقال : " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " ( البقرة الآية 172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يارب ومطعمه حرام ، ومشربه ، حرام، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ . رواه مسلم قال العلامة ابن رجب في كتابه جامع العلوم والحكم : وفي هذا الحديث إشارة إلى انه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله.
والله أعلم.
المصدر :
https://fatwa.islamweb.net/fatwa/ind...ang=A&Id=81035
لا شكّ أنّ للرّبا أضرار جسيمة، وعواقب وخيمة، والدين الإسلامي لم يأمر البشرية بشيء إلا وفيه سعادتها، وعزّها في الدنيا والآخرة، ولم ينهها عن شيء إلا وفيه شقاوتها، وخسارتها في الدنيا والآخرة، وللربا أضرار عديدة، منها:
1ـ الربا له أضرار أخلاقية وروحية؛ لأننا لا نجد من يتعامل بالربا إلا إنساناً منطبعاً في نفسه البخل، وضيق الصدر، وتحجر القلب، والعبودية للمال، والتكالب على المادة وما إلى ذلك من الصفات
2ـ الربا له أضرار اجتماعية؛ لأن المجتمع الذي يتعامل بالربا مجتمع منحل، متفكك، لا يتساعد أفراده فيما بينهم، ولا يساعد أحد غيره إلا إذا كان يرجو من ورائه شيئاً، والطبقات الموسرة تضاد وتعادي الطبقات المعدمة.
ولا يمكن أن تدوم لهذا المجتمع سعادته، ولا استتباب أمنه؛ بل لا بد أن تبقى أجزاؤه مائلة إلى التفكك، والتشتت في كل حين من الأحيان.
3ـ الربا له أضرار اقتصادية؛ لأن الربا إنما يتعلق من نواحي الحياة الاجتماعية بما يجري فيه التداين بين الناس، على مختلف صوره وأشكاله.
والقروض على أنواع:
أ ـ قروض يأخذها الأفراد المحتاجون؛ لقضاء حاجاتهم الذاتية، وهذا أوسع نطاق تحصل به المراباة ولم يسلم من هذه الآفة قطر من أقطار العالم إلا من رحم الله، وذلك لأن هذه الأقطار لم تبذل اهتمامها لتهيئة الظروف التي ينال فيها الفقراء، والمتوسطون القرض بسهولة، فكل من وقع من هؤلاء في يد المرابي مرة واحدة لا يكاد يتخلص منه طول حياته، بل لا يزال أبناؤه، وأحفاده يتوارثون ذلك الدين
انظر الربا لأبي يعلى المودودي ص40.
ب ـ قروض يأخذها التجار، والصّنّاع، وملاك الأراضي لاستغلالها في شؤونهم المثمرة.
ج ـ قروض تأخذها الحكومات من أسواق المال في البلاد الأخرى لقضاء حاجاتها.
وهذه القروض ضررها يعود على المجتمع بالخسارة، والتعاسة مدة حياته، سواء كانت تلك القروض لتجارة، أو لصناعة، أو مما تأخذه الحكومات الفقيرة من الدول الغنية؛ فإن ذلك كله يعود على الجميع بالخسارة الكبيرة التي لا يكاد يتخلص منها ذلك المجتمع أو تلك الحكومات، وما ذلك إلا لعدم اتباع المنهج الإسلامي، الذي يدعو إلى كل خير ويأمر بالعطف على الفقراء والمساكين، وذوي الحاجات، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُواْ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
وأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالتراحم، والتعاطف، والتكاتف بين المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام: ”إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه ” البخاري 1/122، برقم 481، ومسلم 4/1999، برقم 2585.
وقال عليه الصلاة والسلام: ”مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ”
البخاري 7/77، برقم 6011، ومسلم 4/1999 واللفظ له برقم 2586
فلا نجاة، ولا خلاص، ولا سعادة، ولا فكاك من المصائب، إلا باتباع المنهج الإسلامي القويم واتباع ما جاء به من أحكام، وتعاليم .
4ـ انعكاس الربا على المجتمعات الإسلامية، وتقدَّم توضيحه.
5ـ تعطيل الطاقة البشرية، فإن البطالة تحصل للمرابي بسبب الربا.
6ـ التضخم لدى الناس بدون عمل.
7ـ توجيه الاقتصاد وجهة منحرفة، وبذلك يحصل الإسراف.
8 ـ وضع مال المسلمين بين أيدي خصومهم، وهذا من أخطر ما أصيب به المسلمون، وذلك لأنهم أودعوا الفائض من أموالهم في البنوك الربوية في دول الكفر، وهذا الإيداع يجرّد المسلمين من أدوات النشاط، ويعين هؤلاء الكفرة أو المرابين على إضعاف المسلمين، والاستفادة من أموالهم.انظر الربا، وآثاره على المجتمع الإنساني، للدكتور عمر بن سليمان الأشقر.
9ـ الربا خلق وعمل من أعمال أعداء الله اليهود، قال الله عز وجل: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} سورة النساء، الآية: 161، وانظر ص15
10ـ الربا من أخلاق أهل الجاهلية فمن تعامل به وقع في صفة من صفاتهم.
انظر الفصل الثالث من الباب الأول (الربا في الجاهلية)
11ـ آكل الربا يبعث يوم القيامة كالمجنون، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
سورة البقرة، الآية: 275.
12ـ يمحق الله أموال الربا ويتلفها، قال الله عز وجل: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}سورة البقرة، الآية: 276
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل ”
أحمد في المسند 1/395، 424، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 2/37، وصحح إسناده أحمد شاكر في المسند برقم 3754.
13ـ التعامل بالربا يوقع في حرب من الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} سورة البقرة، الآيتان: 278، 279.
14ـ أكل الربا يدلّ على ضعف التّقوى أو عدمها، وهذا يسبب عدم الفلاح ويوقع في خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَأْكُلُواْ الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة آل عمران، الآيات: 130-132.
15ـ أكل الربا يُوقع صاحبه في اللعنة، فيبعد من رحمة الله تعالى، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: ”هم سواء
أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه 3/1218 برقم 1597.