نص القصيدة :
لا إله إلا الله ابدى بها حق وصوابْ
كلمةٍ من عالم الغيب ربَّك جابها
لا إله إلا الله فضّاضة الصخر الصّلابْ
أحمد المختار للخلد يسبقنا بها
ولا إله إلا الله الريح تشهد والسحابْ
والجبال الراسية كلها وهضابها
ولا إله إلا الله أكبر سؤال أعظم جوابْ
الرعود أصواتها والبروق أثوابها
ولا إله إلا الله القاهر الفرد المهابْ
جابر العثرات معطي الكنوز أصحابها
ولا إله إلا الله أول كلام أصدق متابْ
الحكم في سرها والهدى باهدابها
ولا إله إلا الله تخضع لها كل الرّقابْ
حظ والله من حملها وجا يسعى بها
ولا إله إلا الله ترجح بميزان الثوابْ
بالسما والأرض باحجارها واترابها
ولا إله إلا الله حصن من الشرك الكذابْ
ما تمس النار من جاه في جلبابها
ولا إله إلا الله ذخر الولي يوم الحسابْ
يوم تدنو الشمس والكرب بعض أسبابها
ولا إله إلا الله أجمل خبر وأكمل نصابْ
تشرح الخاطر وهي مفزعٍ لذنا بها
ولا إله إلا الله ننسج بها حسن الثيابْ
هي نشيد المجد والنور من محرابها
ولا إله إلا الله فك الرّهَن عتق الرقابْ
طهرة للخلق باحسابها وانسابها
ولا إله إلا الله يفتح لها سبعين بابْ
كل بابٍ فاح من عودها واطيابها
ولا إله إلا الله لو نزلت في الصخر ذابْ
هي سلاح الجند وسيوفها واحرابها
ولا إله إلا الله خذها معك وقت الذهابْ
جنّة الفردوس وين انت يا طلاّبها؟
يا الله يا غفار سهّل لنا كل الصعابْ
فكّنا من كربة مظلمٍ سردابها
ما لنا غيرك ملاذٍ ولا دونك حجابْ
يرتجيك الخلق عدوانها واحبابها
فالق الإصباح باني السما مرسي الهضابْ
عالم الأسرار هازم جميع أحزابها
محيي الميت مبيد الجيوش أهل الخرابْ
كاسر الجبار جابر كسير أطنابها
مغني المحتاج مشبع هل المخلب ونابْ
مروي الظامي مفرّج جميع اكرابها
حي يا قيوم أنا باسألك بام الكتابْ
حاجةٍ في كامن القلب وانت ادرى بها
اعفّ عنا يا مجير النبي من العذابْ
واعف عن أمة محمد فهو وصّى بها
أنا عبدك وانت بالخير تبدا والثوابْ
رحمتك تسبق عذابك تبشرنا بها
اسألك باسمك ووجهي لمجدك في الترابْ
الملوك بجندها سلّمت بارقابها
انت يا رحمن من رحمتك كشف العذابْ
التجينا بك وغيرك نصب حجابها
السلاطين المهابه هباب في هبابْ
كلهم في قبضتك لو علت باشنابها
ما عليه من البشر لو بنت فوق السحابْ
دود فقرٍ يحطم الموت ركن اقبابها
نسألك باسمايك الغر، والوصف المهابْ
بالفواتح والخواتيم كم نقرا بها
نسألك بأحرف كتابٍ إيْ والله من كتابْ
بالسور إيجازها باهرٍ واسهابها
بالطوال السبع في شرحها فصل الخطابْ
وسورة الإخلاص يا ربنا عذنا بها
ونسألك بالاسم الأعظم وبه كشف المصابْ
وآية الكرسي وكم قلبٍ اتهجّى بها
تغفر الزلّه وتفتح لنا للخلد بابْ
واحمنا من نارك الموقده واعقابها
والله إني بالخجل مثل محموم مصابْ
جيت بالتقصير والذنب نفسي عابها
لكن إن العبد لا ما رجع بعد الغيابْ
يغتفر له شردته بعد طول اغيابها
من أنا حتى امدحه من تراب في ترابْ
جوده الواسع رفعني على مرقابها
اتوسل بالشهادة وهي راس الزهابْ
واعترف باذنوب عبدٍ وأنا كسّابها
من شكر والا كفر ما يزيد الملك نابْ
الله مستغني عن الكل هو وهابها
الخليقة في موازين تقديره ذبابْ
والله ما تنقص من الملك وزن اذبابها
كلهم ريشة بعوضه على نسمة هبابْ
الله كم من جمجمة حنّطت باترابها
دمّر الاملاك واكنوزها صارت نهابْ
زلزل الباغين حط الفنا قصّابها
الله كم فرعون حطّه على راس الحرابْ
الله كم جبّار دق الوتد باطنابها
الله كم من راس طاغوت جرّته الكلابْ
الله كم من دولة جت ولا يُدرى بها
الله كم من قايدٍ في البرايا ما يُهابْ
صار زاد الدود سلاّبها وهّابها
لا تقل هذا عظيمٍ وذا حضرة جنابْ
العظيم الله يكفي البشر ما صابها
كل ما تبصر من الباشوات أهل القبابْ
مثل دود القز سم الفنا باثيابها
من غباهم علّم الدفن قابيل الغرابْ
وانتزى الهدهد لبلقيس في محرابها
وسد مأرب في سبا جدّ فاره في الخرابْ
ونامسه في راس نمرود سال العابها
شف ثمود البغي ماتوا بناقه في شرابْ
وغار ثورٍ بالحمامه يرد اعرابها
وقوم نوحٍ كالضفادع بطوفانٍ عبابْ
وصار قوم شعيب مثل الجيف باشعابها
كلهم عبد الطمع يا ذيابٍ في ثيابْ
كشّرت بانيابها واحتمى مخلابها
لا ترجّاهم تراهم سراب في سرابْ
فوض أمرك للمهيمن يفتّح بابها
وش بقي من مال قارون وأصحاب العيابْ
زرْ مقابرهم ترى البوم قد غنّى بها