القضاء يثأر للشهيد "نبيل فراج" ويحيل 12 من قاتليه للمفتى
القضاء يثأر للشهيد "نبيل فراج" ويحيل 12 من قاتليه للمفتى.. الشهيد أصر على المشاركة فى تطهير كرداسة بنفسه.. وفارق الحياة قبل ان يرى البسمة على وجوه أهالى المدينة بعد تحريرها من الإرهابيين
الشهيد نبيل فراج
أسدلت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار معتز خفاجى، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، الستار على قضية مقتل اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة والذى استشهد أثناء قيادته لحملة أمنية استهدفت تطهير منطقة كرداسة من البؤر الإرهابية, بعد مقتل 11 ضابطًا ومجندًا فى اعتداء جماعات متطرفة سكنت المنطقة على قسم الشرطة فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وقضت المحكمة بإحالة أوراق 12 متهمًا من بينهم 5 متهمين هاربين فى القضية لفضيلة مفتى الديار المصرية لأخذ رأيه الشرعى فى إعدام المتهمين, كما قررت المحكمة تأجيل الحكم على بقية المتهمين لجلسة 6 أغسطس.
وشهدت القضية سير المحاكمة على أكمل وجه خلال 7 جلسات استمعت المحكمة إلى طلبات هيئة الدفاع, وعرضت الأسطوانات والأحراز الخاصة بالقضية فى حضور المتهمين المحبوسين على ذمة القضية, وكان المستشار معتز خفاجى، واسع الصدر خلال جلسات المحاكمة, وتم الحكم على المتهم "شحات رشيدة" بالسجن لمدة عام لقيامه بإهانة ممثل النيابة العامة أثناء إحدى الجلسات, بأن أشار بيده بطريقة فيها نوع من السخرية والتهكم.
وترجع أحداث القضية إلى شهر سبتمبر من العام الماضى, عندما دفعت أجهزة الأمن بحملة أمنية من رجال الداخلية مدعومة بقوات خاصة, وبمشاركة قوات الجيش فى اقتحام مدينة كرداسة، بعد أن سكنها الارهابيون لتطهيرها من الجماعات المتطرفة, لأن مدينة كرادسة أصبحت منذ يوم 14 أغسطس من العام الماضى وحتى يوم 19 سبتمبر جزيرة منعزلة عن الدولة، بسبب أفعال هؤلاء المجرمين، وأن الأسلحة التى ضبطت مع المتهمين وقت اقتحام البلدة لتطهيرها كافية لتدمير المدينة بأكملها.
وأثناء دخول الشهيد من الجهة المقابلة للمدينة على رأس القوة الأمنية تم إطلاق النار عليه من منطقة قريبة بواسطة أشخاص محترفين, كما ذكرت النيابة العامة فى مرافعتها، أن المتهمين قاموا بالتحرك ناحية المجنى عليه، وقام المتهم أحمد سعيد بإطلاق النار عليه بحرفية تامة، وهو ما يؤكد أن المتهم تدرب تدريبًا على مستوى عال جدًا, وأصابت الطلقة الشهيد وسقط على الأرض مغشيًا ولم يترك سلاحه الذى كان بحوزته إلا بعدما فقد الوعى تمامًا, وكان الشهيد قد حذر الصحفيين قبل دخول البلدة بعدم الابتعاد عن القوات وعن تجمع المدرعات الموجودة بالمكان حتى لا يصابوا بأذى, وكان هو المصاب الأول.
ورحل الشهيد اللواء نبيل فراج وترك عددًا من الأطفال خلفه, لم يراهم مرة أخرى ولم يرَ الفرحة التى ارتسمت على وجوه أهالى منطقة كرداسة بعد اقتحامها على يد قوات الأمن وتطهيرها من الإرهابيين بعد أن سكنوها, وحالوا دون نشر الفوضى بها عن طريق نشر كمائن للتصدى للشرطة.
وأسندت النيابة إلى المتهمين، ارتكاب جرائم الإرهاب وتمويله، وإنشاء وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون، الغرض منها منع مؤسسات وسلطات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام، واستخدام الإرهاب فى تنفيذ تلك الأغراض.
واستقبل المتهمون الحكم بحالة هياج مرددين بالتكبير "الله أكبر الله أكبر، حسبنا الله ونعم الوكيل الإسلام قادم قادم"، فيما انهار بعضهم بالصراخ والعويل داخل الفقص.