فى "يوم اللاجئ" العالمى.. مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: عدد النازحين قسراً فى العالم يتخطى الـ50 مليونا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية..وينبغى إنهاء الصراعات فى السودان وسوريا وأفريقيا الوسطى
المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيوجوتيريس
أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين اليوم الجمعة، بيانا بمناسبة الاحتفاء بذكرى "يوم اللاجئ" أكدت فيه أن عدد اللاجئين وطالبى اللجوء والنازحين داخلياً فى العالم قد تخطى 50 مليون شخص، وذلك للمرّة الأولى فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأظهر تقرير "الاتجاهات العالمية" الذى تصدره المفوضية سنوياً، والذى يستند إلى بيانات تم تجميعها من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية الشريكة ومن سجلات المفوضية أنّ عدد النازحين قسراً بلغ 51.2 مليون شخص فى نهاية العام 2025، أى بزيادة قدرها ستة ملايين شخص مقارنةً بالعام 2025 حيث بلغ عدد النازحين قسراً 45.2 مليون شخص.
وأعزى البيان الذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه سبب هذا الارتفاع الكبير إلى الحرب فى سوريا التى أجبرت مع نهاية العام الماضى 2.5 مليون شخص على اللجوء و6.5 مليون شخص على النزوح داخلياً، كما تم تسجيل موجات حديثة وكبيرة من النزوح فى إفريقيا– وبخاصة فى جمهورية إفريقيا الوسطى وفى جنوب السودان مع نهاية العام 2025.
ونقل البيان عن المفوض السامى أنطونيوجوتيريس فى هذا السياق، قوله: "نحن نشهد هنا الثمن الباهظ الذى يتسبب به عدم وقف الحروب والعجز عن إيجاد حلّ للنزاعات أو منعها. يمرّ السلام اليوم بعجز خطير. يمكن للعاملين فى المجال الإنسانى تقديم المساعدة لتخفيف المعاناة، ولكن هناك حاجة حيوية لإيجاد حلول سياسية وإلا، فسوف تستمر هذه المستويات الخطيرة من الصراعات ولن تتراجع المعاناة الجماعية التى تعكسها هذه الأرقام المرتفعة."
يمثل العدد الإجمالى للنازحين قسراً وقوامه 51.2 مليون شخص حول العالم ضخامة عدد المحتاجين للمساعدة الذى يترك آثاره على ميزانيات المساعدات الخارجية للدول المانحة وعلى إمكانيات الدول المضيفة وهى الخط الأمامى فى استيعابها لأزمة اللاجئين.
ويضيف جوتيريس: "يتعين على المجتمع الدولى تجاوز خلافاته وإيجاد الحلول للأزمات الحالية فى جنوب السودان وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وسواها، ويتعين على الجهات المانحة غير التقليدية الانضمام للجهات المانحة التقليدية. ويساوى عدد النازحين قسراً اليوم، عدد سكان دول متوسطة إلى كبيرة المساحة ككولومبيا أو أسبانيا أو جنوب أفريقيا أو كوريا الجنوبية."
اللاجئون
تشمل بيانات النزوح فى تقرير "الاتجاهات العالمية" ثلاث مجموعات – اللاجئون وطالبو اللجوء والنازحون داخلياً. وبلغ عدد اللاجئين بين هذه المجموعات 16.7 مليون لاجئ حول العالم، تعنى المفوضية بـ11.7 مليون منهم، أما الباقون فمسجّلون فى وكالة الأمم المتحدّة الشقيقة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. هذه الأرقام وحدها هى الأعلى التى تشهدها المفوضية على الإطلاق منذ العام 2001. بالإضافة إلى ذلك، وفى نهاية العام 2025، كان عدد من يعيشون فى المنفى منذ أكثر من خمس سنوات قد تخطى نصف عدد اللاجئين الذين تعنى بهم المفوضية (6.3 مليون).
وفى المجمل، فإن أكبر أعداد اللاجئين الذين ترعاهم المفوضية وبحسب البلد المصدر هم من الأفغان والسوريين والصوماليين- وهم يشكلون معاً أكثر من نصف إجمالى عدد اللاجئين فى العالم، وتستضيف باكستان وإيران ولبنان عدداً من اللاجئين يفوق ما تستضيفه الدول الأخرى.
وبين المناطق، تستقبل منطقة آسيا وال
محيط الهادئ أكبر عدد من اللاجئين حيث يبلغ عددهم 3.5 مليون شخص. وتستقبل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء 2.9 مليون لاجئ، فى حين تستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2.6 مليون لاجئ.
طالبو اللجوء
بالإضافة إلى اللاجئين، تقدم 1.1 مليون شخص فى العام 2025 بطلبات لجوء وبخاصة إلى البلدان المتقدّمة (حلت ألمانيا فى العام 2025 فى صدارة الدول المتلقية لطلبات لجوء جديدة). وبلغ عدد الطلبات التى تقدم بها أطفال مفصولون عن ذويهم أو غير مصحوبين رقماً قياسياً قوامه 25,300 طلب. فى حين تقدم السوريون بـ64,300 طلب، وتفوقوا بذلك على المتقدمين بطلبات من أى جنسيات أخرى، تلاهم طالبو اللجوء من جمهورية الكونغو الديمقراطية (60,400) ومن ميانمار (57,400).
النزوح الداخلى
سجّل عدد النازحين داخلياً – أى الأشخاص الذين اضطروا للفرار من منازلهم ولكنهم لا يزالون داخل بلدانهم- رقماً قياسياً بلغ 33.3 مليون شخص، مسجلاً بذلك أعلى ارتفاع بين المجموعات التى يشملها تقرير "الاتجاهات العالمية". وتشكّل مساعدة هؤلاء الأشخاص بالنسبة للمفوضية والعاملين الآخرين فى الحقل الإنسانى، تحدّياً خاصاً لأن معظمهم لا يزالون فى مناطق النزاعات حيث يصعب إيصال المساعدات، وحيث لا تطبق عليهم معايير الحماية الدولية الممنوحة للاجئين.
الحلول للأفراد
يشكل إيجاد حلول طويلة الأمد للنازحين قسراً جزءاً من عمل المفوضية. وتتمثل الحلول فى العودة الطوعية، عند الإمكان كما وتشمل خيارات أخرى كالاندماج المحلى أو إعادة التوطين فى بلدان ثالثة. شهد العام 2025 رابع أدنى مستوى لعودة اللاجئين فى حوالى ربع قرن – 414,600 شخص. وأُعيد توطين حوالى 98,400 لاجئ فى 21 بلداً. لم تكن البيانات العالمية الكاملة حول الاندماج المحلى وعودة النازحين داخلياً متوفرة لتضاف إلى هذا التقرير، مع ذلك فقد عاد 1.4 مليون نازح داخلياً إلى ديارهم فى البلدان التى تعمل فيها المفوضية مع النازحين داخلياً.
انعدام الجنسية
لا يشمل عدد النازحين قسراً الذى بلغ 51.2 مليون شخص عديمى الجنسية فى العالم (ذلك أن انعدام الجنسية ليس مرتبطاً بالضرورة بالنزوح). يُعتبر تحديد أعداد عديمى الجنسية بدقة صعباً، وذلك نظراً للصعوبات التى تواجهها الحكومات والمفوضية فى تسجيل الأشخاص الذين يفتقرون إلى الجنسية والوثائق ذات الصلة، وإلى أن بعض الدول لا تجمع معلومات عن أشخاص لا تعتبرهم من مواطنيها. بحسب مكاتب المفوضية حول العالم، ناهز عدد عديمى الجنسية 3.5 مليون شخص فى العام 2025، غير أن هذا العدد يساوى حوالى ثلث العدد المقدر فقط لعديمى الجنسية حول العالم.
اليوم السابع