"الصحة" تنهى تحقيقاتها بقضية "هبة العيوطى".. مساعدة تمريض أعدت الحقنة القاتلة للطبيب.. والنيابة تأمر بحبسهما على ذمة التحقيقات وتغلق مركز الأشعة.. وثورة على مواقع التواصل الاجتماعى لفضح الأخطاء الطبية
هبة العيوطى
أنهت وزارة الصحة والسكان، تحقيقاتها الخاصة بقضية "هبة العيوطى"، المعروفة بضحية الإهمال الطبى، والتى توفيت 9 يونيو الماضى بعد معاناتها من مضاعفات خطيرة بسبب حقنها بمادة مجهولة عن طريق الخطأ عن طريق أحد الأطباء بمستشفى النيل بدراوى، بدلاً من حقنها بالصبغة المستخدمة أثناء إجراء الأشعة بالصبغة.
وأوضح الدكتور صابر غنيم، وكيل وزارة الصحة لشئون العلاج الحر، لـ"اليوم السابع"، أن اللجنة التى شكلها وزير الصحة، وتضم أساتذة فى تخصصات النساء والتوليد والأشعة وجراحة الأوعية الدموية، لدراسة الواقعة فى محاولة للتوصل إلى السبب الرئيسى وراء وفاتها، وأجمعت اللجنة أن سبب الوفاة هو المضاعفات الناتجة عن حقنها بمادة مجهولة، دون التوصل إلى نوع تلك المادة، لافتًا إلى أن تحديد المادة المحقونة سيتم عن طريق الطب الشرعى.
وكشف غنيم، عن مفاجأة توصلت لها اللجنة، وهى أن من أعد الحقنة التى تم حقن "العيوطى" بها، وأعطاها لطبيب الأشعة، ليست من الممرضات المتخصصات بالعمل داخل قسم الأشعة، وإنما هى "مساعدة تمريض"، والتى تعد مخالفة فى حد ذاتها، مؤكدًا أن الوزارة أغلقت قسم الأشعة الذى شهد الواقعة، بل وأرسلت لجنة للتأكد من عدم فتحه من قبل المستشفى مجددا، بعد تردد أنباء عن إعادة فتح القسم، مساء أمس الثلاثاء، حيث تأكد اللجنة أن القسم على حالته منذ إغلاقه، وعدم وجود أى عبث بالأجهزة الموجودة داخله، مشيرًا أن القضية حاليًا أمام النيابة العامة، والتى أمرت بحبس الطبيب ومساعدة التمريض على ذمة التحقيق.
ولا تعد هبة العيوطى الضحية الوحيدة للأخطاء الطبية، حيث شهدت الأيام الماضية الإعلان عن ضحية أخرى، لسيدة تدعى منى عبيد توفيت بعد إجراءها عملية ولادة قيصرية داخل إحدى المراكز الطبية بأشمون، وذلك بسبب ترك الطبيب لـ"فوطة" داخل بطنها أثناء إجراء الجراحة، ما أصابها بمضاعفات خطيرة أدت إلى وفاتها بعد أيام من الولادة، لتكشف تحقيقات الوزارة أن المركز يعمل بدون ترخيص، ما استدعى إصدار قرار بالغلق الفورى للمركز، فى الوقت الذى استقبلت فيه إدارة العلاج الحر، خلال الثلاثة أشهر الماضية، ما يقرب من 100 شكوى، سواء لأخطاء طبية أو مخالفات متعددة لمنشآت طبية، بمعدل شكويين إلى 3 شكاوى يوميًا.
وتعتبر قضية هبة العيوطى بمثابة حجر حرك المياه الراكدة بأزمة الأخطاء الطبية، وهو ما يظهر بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الإجتماعى، تعتبر بمثابة تجمع لضحايا الأخطاء الطبية، بحيث يروى كل منهم الأزمة التى تعرض لها، من بينها "تجمع ضحايا الإهمال الطبى فى مصر"، التى تضم 6,591 متابع، كذلك صفحة "Reviews and Actions "Hospitals ، والتى تضم 27,616 متابع، والتى أكد مؤسسها إسلام صفوت، أن الهدف من إنشاء الصفحة هو تقديم النصيحة للمرضى فى حالة استعلامهم عن مستشفى أو طبيب معين، وتقديم تقرير شهرى أو ربع سنوى عن كفاءة الخدمات الطبية للمنشآت الطبية كالمستشفيات والمعامل والأطباء، وكذلك تقديم الدعم المعنوى والقانونى للضحايا الاخطاء الطبية، وذلك بعد التأكد من صحتها وعرضها على متخصصين فى نفس مجال الحالة.