مايخص جسم الحامل في الشهر الرابع: الأسابيع 13 – 16 من الحمل
يعلن هذا الشهر بداية الأثلوث الثاني من حملك، وهو ما يدعى الفترة الذهبية للحمل golden period of pregnancy أحيانا؛ ويستحق هذا الاسم؛ وتبدأ التأثيرات الجانبية لبداية الحمل بالتراجع، لكن الانزعاج الذي يرافق الأثلوث الثالث لا يكون قد بدأ بعد؛ كما أن خطر الإجهاض ينقص كثيرا في هذا الشهر، وتكون أحاسيس جديدة شائعة في هذا الوقت.
تزداد التغيرات التي بدأت في أسابيع الحمل الأولى، وتتسارع وتصبح أكثر وضوحا للآخرين؛ وفيما يلي لمحة سريعة عما يحدث وموضع حدوثه.
الهرمونات
تنطلق الهرمونات من المشيمة والمبيضين والغدتين الكظريتين والغدة النخامية خلال الحمل بأكمله، وتستمر مستويات هرموناتك بالزيادة في هذا الشهر مؤثرة في نمو طفلك وفي كل جهاز عضوي من جسمك.
القلب والجهاز الدوراني
يستمر جهازك الدوراني في التمدد بسرعة، وقد يميل هذا التمدد إلى إنقاص ضغطك الدموي؛ وفي الواقع، يمكن أن ينخفض ضغطك الدموي الانقباضي (الرقم الأعلى) بمقدار 5 – 10 نقاط خلال أول 24 أسبوعا من حملك، بينما ينخفض ضغطك الدموي الانبساطي (الرقم الأدنى) بمقدار 10 – 15 نقطة؛ ثم يعودان شيئا فشيئا إلى مستوياتهما قبل الحمل.
يمكن أن تعاني من الدوخة dizziness أو الإغماء faintness خلال الطقس الحار أو عندما تستحمين في حمام ساخن، وهذا ما يحصل نتيجة توسع الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد بفعل الحرارة، الأمر الذي ينقص مؤقتا مقدار الدم المتبقي في قلبك.
يستمر جسمك في تكوين المزيد من الدم خلال هذا الشهر؛ ويكون معظم الدم الزائد الذي ينتجه جسمك على حساب البلازما، وهي القسم السائل من الدم؛ فجسمك ينتج خلال أول 20 أسبوعا من الحمل المزيد من البلازما وبسرعة أكبر من إنتاج كريات الدم الحمراء، وإلى حين ظهور الفرصة لزيادة كريات الدم الحمراء، تؤدي زيادة البلازما إلى نقص تراكيز هذه الكريات.
إذا لم تحصلي على ما تحتاجينه من الحديد هذا الشهر لمساعدة جسمك على إنتاج كريات الدم الحمراء، يمكن أن تصابي بفقر الدم؛ حيث يحدث فقر الدم Anemia عندما لا يوجد ما يكفي من الكريات الحمر في دمك، وبذلك لا يتوفر ما يلزم من بروتين الهيموغلوبين لحمل الأكسجين إلى نسج جسمك؛ وقد يؤدي فقر الدم إلى شعورك بالتعب وزيادة استعدادك للمرض؛ لكن إذا لم يكن فقر الدم شديدا، لا يكون من المحتمل أن يؤذي طفلك؛ فالحمل يضمن حصول طفلك على حاجته من الحديد حتى وإن لم تحصلي أنت على كفايتك منه.
قد تؤدي زيادة الجريان الدموي عبر جسمك إلى بعض العلامات والأعراض المزعجة الجديدة خلال هذا الشهر، وقد تتورم النسج الأنفية لديك وتصبح هشة، ويمكن أن تنتج المزيد من المخاط، مما يقود إلى انسداد الأنف واحتقانه؛ كما قد تصابين بالرعاف (نزف الأنف) nosebleeds أو نزف اللثة عند تفريش أسنانك، حتى وإن لم يحدث ذلك سابقا لديك؛ وتعاني نحو 80% من النساء الحوامل من تلين اللثة أو نزفها؛ ولا يؤدي أي من هذه المشاكل إلى الإضرار بك أو بطفلك، غير أنها يمكن أن تشعرك بالقلق والانزعاج.
الجهاز التنفسي
تزداد السعة الرئوية خلال هذه الشهر تحت تنبيه البروجستيرون؛ فمع كل نفس، تستنشق الرئتان وتزفر زهاء 30 – 40% من الهواء زيادة على ما كان عليه الحال قبل الحمل؛ وتسمح هذه التغيرات في الجهاز التنفسي لدمك بحمل كميات كبيرة من الأكسجين إلى مشيمتك وجنينك؛ كما أنها تسمح لدمك بنزع المزيد من ثنائي أكسيد الكربون من جسمك أكثر من الحد السوي.
يمكن أن تلاحظي أن نفسك أصبح أسرع قليلا خلال هذا الشهر؛ كما قد تعاني من ضيق التنفس، فثلثا النساء الحوامل جميعا يشكين من ذلك عادة مع بداية الأسبوع 13 من الحمل تقريبا، ويعود السبب إلى أن الدماغ ينقص مستوى ثنائي أكسيد الكربون CO2 في دمك وذلك لتسهيل نقله من طفلك إليك؛ وحتى يقوم بذلك، يعدل الدماغ حجم التنفس وسرعته، وهذا ما يجعل النساء يشعرن بضيق التنفس.
وللتكيف مع زيادة السعة الرئوية لديك، يكبر
محيط قفصك الصدري مع تقدم الحمل بمقدار 5 – 7.5 سم تقريبا.
الجهاز الهضمي
تميل المقادير الزائدة من هرموني البروجستيرون والإستروجين خلال الحمل إلى إرخاء كافة العضلات الملساء smooth muscles في جسمك، بما في ذلك القناة الهضمية digestive tract لديك، مما يؤدي إلى بطء جهاز الهضم تحت تأثير هذين الهرمونين؛ وتبطؤ الحركات التي تدفع الطعام المبتلع من المريء إلى المعدة، كما يزيد الوقت اللازم لإفراغ المعدة.
ويهدف هذا التباطؤ إلى إتاحة المزيد من الوقت للعناصر الغذائية حتى تمتص نحو مجرى الدم وتصل إلى جنينك؛ ولكن، مما يدعو إلى الأسف، أن تشارك ذلك التباطؤ مع تمدد الرحم الذي يحشر الأعضاء الأخرى في بطنك قد يقود إلى إحداث حرقة الفؤاد (اللذع) heartburn والإمساك constipation أيضا، وهما من أكثر التأثيرات الجانبية للحمل شيوعا وإزعاجا. كما قد تعانين من هذين التأثيرين الجانبيين المزعجين خلال هذا الشهر.
تعاني نحو نصف النساء الحوامل جميعا من حرقة الفؤاد، وهي تنجم عن رجوع الحمض الهاضم نحو المريء (الأنبوب العضلي الممتد بين الحلق والمعدة)؛ وعند حدوث ذلك، تهيج حموضة المعدة بطانة المريء، مما يؤدي إلى إحساس حارق مزعج.
وينطبق الشيء نفسه على الإمساك إلى حد بعيد، حيث يصيب نصف النساء الحوامل على الأقل أيضا، وهو ينجم أو يتحرض – على الأقل – ببطء الجهاز الهضمي وعن الضغط المسبب بالرحم المتمدد والواقع على القسم السفلي من الأمعاء؛ كما أن القولون يمتص المزيد من الماء خلال الحمل، وهذا ما يميل إلى جعل البراز أكثر قساوة وحركات الأمعاء أكثر صعوبة.
الثدي
يستمر ثدياك والغدد المنتجة للحليب ضمنهما بالنمو الحجمي خلال هذا الشهر، وذلك تحت تنبيه زيادة إنتاج الإستروجين والبروجستيرون؛ وقد يتجلى بشكل خاص في هذا الشهر اسوداد الجلد حول حلقتي الجلد البنيتين أو البنيتين المحمرتين ال
محيطيتين بحلمتيك (اللعوتين areolas)؛ ومع أن بعض هذا التصبغ pigmentation الزائد يتراجع بعد الولادة، لكن من المحتمل أن تبقى هاتان المنطقتان أدكن مما كانتا عليه قبل الحمل؛ ومن المكن أن يستمر بعض الإيلام أو المضض في ثدياك، أو قد تشعرين بامتلائهما أو ثقلهما.
الرحم
مع تمدد رحمك وتوسعه لتأمين مكان لطفلك المتنامي، يكبر بطنك أكثر، ويبدأ ذلك بالاتضاح أكثر فأكثر خلال هذا الشهر.
وأنت قد أصبحت الآن في الأثلوث الثاني من حملك، وقد ازداد ثقل رحمك؛ كما أنه يصبح أكثر ارتفاعا وتبارزا، وهذا ما يغير مركز ثقل جسمك؛ وبذلك، يمكن أن تبدأي بتغيير وضعيتك وطريقة وقوفك وحركتك ومشيتك من دون أن تشعري، كما قد تشعرين في بعض الأحيان بالميلان، وهذا أمر طبيعي، وسوف تعودين إلى رشاقتك بعد ولادة طفلك.
عندما يصبح رحمك أكبر من أن يتلاءم مع حوضك، تدفع أحشاؤك بعيدا عن أماكنها الطبيعية، كما يزداد التوتر أو الشد الواقع على عضلاتك وأربطتك
المحيطة بها؛ وكل ذلك النمو يمكن أن يؤدي إلى بعض الأوجاع والآلام في هذا الشهر.
يمكن أن يؤدي الضغط الناجم عن الرحم، والواقع على الأوردة التي تعود بالدم من ساقيك، إلى معص عضلي في الساقين leg cramps، لا سيما في الليل؛ كما قد تلاحظين بدء تبارز السرة، وهو ناجم أيضا عن رحمك المتنامي؛ وتعود السرة بشكل خاص إلى وضعها الطبيعي تقريبا بعد ولادة الطفل.
ويمكن أن تعاني من بعض الألم في أسفل بطنك خلال هذا الشهر، وقد يكون لذلك علاقة بتمطط الأربطة والعضلات حول الرحم المتوسع، ولا يشكل ذلك خطرا عليك أو على طفلك؛ لكن، إذا كنت تعانين من ألم بطني، أخبري طبيبك به.
المسالك البولية
يؤدي هرمون البروجستيرون إلى إرخاء عضلات الحالبين والأنابيب التي تحمل البول من الكليتين إلى المثانة، مما يبطئ جريان البول؛ كما يعيق الرحم المتوسع هذا الجريان أكثر؛ وقد تجعل هذه التغيرات – مشتركة مع الميل إلى إفراغ المزيد من الغلوكوز في البول – منك أكثر عرضة لعدوى المثانة والكليتين خلال هذا الشهر.
إذا أصبحت تتبولين أكثر من الحد الطبيعي، وشعرت بحرقة عند التبول أو عانيت من الحمى، يمكن أن تكوني مصابة بعدوى في السبيل البولي urinary tract infection؛ وعندها لا بد من إخبار طبيبك بهذه العلامات والأعراض؛ كما أن الألم البطني وألم الظهر قد يدلان على عدوى في السبيل البولي؛ ويكون تمييز هذه العدوى ومعالجتها هاما بشكل خاص خلال الحمل؛ فعندما تترك من دون معالجة، تكون هذه العدوى سببا شائعا للمخاض قبل الأوان في مرحلة متأخرة من الحمل.
العظام والعضلات والمفاصل
تستمر عظامك وعضلاتك ومفاصلك في التكيف مع الشد الناجم عن الحمل بطفلك خلال هذا الشهر، وتصبح الأربطة الداعمة لبطنك أكثر مرونة، وتبدأ المفاصل بين عظام حوضك بالتلين والارتخاء؛ وتقود هذه التغيرات في نهاية المطاف إلى تسهيل تمدد حوضك خلال الولادة، بحيث يستطيع طفلك العبور؛ ويمكن أن تسبب هذه التغيرات بعض الألم الظهري حتى الآن.
قد يبدأ القسم السفلي من عمودك الفقري بالانحناء للخلف للمعاوضة عن التحول في مركز الثقل والناجم عن الطفل المتنامي؛ ويمكن أن تقعي إذا لم يحدث هذا التغير؛ غير أن هذا التغير في وضعيتك يمكن أن يؤدي إلى إجهاد عضلات ظهرك وأربطته، وقد يسبب بعض الألم الظهري.
المهبل
يمكن أن تلاحظي نجيجا (نزحا) مهبليا vaginal discharge زائدا خلال هذا الشهر، وهذا طبيعي، فهو ينجم عن تأثيرات الهرمونات في الخلايا التي تبطن المهبل؛ فهرمونات الحمل تنبه إنتاج المخاط، لكن معظم هذا النجيج الطبيعي ناجم عن تقلب turnover الخلايا المتنامية بسرعة في المهبل، وتشترك هذه الخلايا مع الرطوبة المهبلية الطبيعية في تشكيل نجيج أبيض رقيق؛ ويعتقد أن حموضته الكبيرة تساهم في تثبيط نمو الباكتيريا المحتملة الضرر.
يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية للحمل إلى اضطراب توازن الوسط أو البيئة المهبلية لديك؛ وعندما يحدث ذلك، يمكن أن ينمو أحد أنماط المكروبات المقيمة هناك بسرعة أكبر من الباكتيريا الأخرى، مما يؤدي إلى عدوى مهبلية؛ فإذا كان النجيج المهبلي بلون مخضر أو مصفر أو ذي رائحة قوية أو ترافق باحمرار وحكة وتهيج في الفرج، اتصلي بطبيبك، لكن لا تكوني خائفة كثيرا، فالعدوى المهبلية شائعة في الحمل ويمكن معالجتها بنجاح.
تتوفر عقاقير من غير وصفة طبيب للعدوى بالخمائر yeast infections، لكن لا تستعملي إحداها خلال الحمل من دون إخبار الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية أولا؛ فالأنماط الأخرى من العدوى المهبلية يمكن أن تؤدي إلى علامات وأعراض مشابهة لتلك الناجمة عن العدوى بالخمائر، فمن الأفضل أن يحدد طبيبك نمط العدوى المهبلية لديك بالضبط قبل البدء بالمعالجة.
الجلد
يمكن أن تبدأ هرمونات الحمل العاملة في جسمك بالتسبب في حدوث تغيرات على مستوى جلدك خلال هذا الشهر؛ حيث يحدث أكثر هذه التغيرات شيوعا – زيادة تصبغ الجلد skin darkening – في 90% من كافة النساء الحوامل؛ فقد تلاحظين مناطق جلدية أدكن على حلمتيك أو حولهما وفي المنطقة بين فرجك وشرجك (منطقة العجان perineum) وحول سرتك وعلى إبطيك armpits والوجه الداخلي لفخذيك؛ وتكون هذه التغيرات أكثر وضوحا إذا كان جلدك داكنا. ويخف اصطباغ الجلد بعد الولادة دائما تقريبا، لكن بعض المناطق قد تبقى أدكن مما كانت عليه قبل الحمل.
كما يمكن أن تلاحظي تصبغا جلديا خفيفا على وجهك، وتؤثر هذه الحالة – التي تدعى الكلف chloasma أو قناع الحمل – في نحو نصف النساء الحوامل جميعا، لا سيما اللواتي لديهن شهر أشقر وجلد أبيض؛ وهو يظهر عادة على الجبهة والصدغين والوجنتين والذقن والأنف، وقد لا يكون بشدة التصبغ في المناطق الأخرى من الجسم، ويخف تماما بعد الولادة بوجه عام.
يمكن أن تشتمل التغيرات الأخرى على:
● زيادة تصبغ الخط الأبيض الممتد من السرة إلى شعر العانة.
● زيادة تصبغ الوحمات moles والنمشات freckles والآفات الجلدية المشوهة blemishes.
● احمرار وحكة على راحتي اليدين وأخمصي القدمين، ويعتقد أن ذلك ناجم عن زيادة إنتاج الإستروجين، حيث يؤثر هذا التغير الجلدي في ثلثي النساء الحوامل.
● بقع لطخية مزرقة على الساقين والقدمين، لا سيما عند التعرض للبرد؛ ويختفي هذا التغير الجلدي الناجم عن زيادة الإستروجين بعد ولادة طفلك.
● ظهور وحمات جديدة أكثر عددا.
● زيادة في سرعة نمو أظفار اليدين والقدمين، أو هشاشة في الأظفار أو تلين أو تثلم.
● زيادة التعرق وطفح الحرارة، فالنساء الحوامل غالبا ما يتعرقن أكثر نتيجة لتأثير الهرمونات والحاجة إلى التخفيف من الحرارة الناجمة عن الجنين المتخلق، وتجعل هذه الرطوبة الجلدية الطفح الحراري أكثر شيوعا.
لا يوجد ما يدعو إلى القلق من هذه التغيرات الجلدية، فهي تختفي عادة بعد ولادة الطفل، عدا التغيرات في الوحمات أو الوحمات الجيدة، ولا تكون الوحمات التي تظهر خلال الحمل من أنماط مرتبطة بسرطان الجلد عادة، لكن يبقى من المفضل أن يرى الطبيب أية وحمات جديدة.
زيادة الوزن
يمكن أن تكسبي نحو 450 غ من الوزن أسبوعيا خلال هذا الشهر، أي ما يعادل 1800 غ في كامل الشهر؛ ولكن من المألوف أن يتفاوت هذا الكسب الوزني نوعا ما، حيث قد تكون الزيادة بمقدار 650 غ في الأسبوع ثم تصبح 200 غ في الأسبوع اللاحق؛ ولكن، إذا لم يحدث تغير ملحوظ جدا في الوزن، فإن الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية يميل إلى النظر إلى التغيرات على المدى الطويل وليس إلى التغيرات في شهر واحد فقط.
مصادر الرعاية الذاتية
يمكن أن تؤدي التغيرات في جسمك خلال الشهر الرابع من الحمل إلى بعض العلامات والأعراض المزعجة.
مشاعر الحامل خلال الشهر الرابع
قد يبدأ جنينك باتخاذ مظهر أكثر واقعية خلال هذا الشهر، لا سيما وقد زاد نموه وأصبحت قادرة على سماع دقات قلبه خلال زياراتك للطبيب؛ كما قد تلاحظين تراجعا في شعورك بالغثيان وتحسنا في النوم وعودة في طاقتك؛ ونتيجة لذلك، يمكن أن تشعري بتحسن مزاجك وزيادة استعدادك لتجهيز بيتك لطفلك القادم.
يقول المثل، اضرب عندما يكون الحديد حارا؛ ولذلك، ومع تحسن مزاجك وطاقتك، ابدئي الانتباه إلى تفاصيل تدبير شؤون الحمل؛ فإذا لم تكوني مستمتعة أنت وزوجك بالمشاركة في فصول أو حصص الولادة، استقصي عن الخيارات وتخيري ما يناسبك منها؛ واسألي أصدقائك وأسرتك لمعرفة أطباء الأطفال أو غيرهم من مقدمي الرعاية الصحية لطفلك؛ وعندما تحددين من تستريحين لهم، جدولي لقاءاتك بهم بحيث تستطيعين مناقشة الخطط والإجراءات العيادية؛ وقد حان الوقت المناسب الآن لتتآلفي مع سياسات إجازة الأمومة والأبوة ولتستقصي عن خيارات رعاية الطفل إذا كنت أنت وزوجك ستعودان إلى العمل بعد الولادة.
إذا انتبهت إلى هذه التفاصيل، يمكنك أن تجدي قليلا من الصعوبة في التركيز، كما قد تشعرين بالقليل من التشتت أو النسيان، وهذا شيء طبيعي، مهما كنت منظمة أو غير منظمة قبل الحمل؛ فإذا أخذت هذه الأشياء بعين الاعتبار، سوف تعودين إلى حياتك المألوفة خلال بضعة شهور.
المواعيد مع مقدم الرعاية الصحية
يمكن أن تركز زيارتك لمقدم الرعاية الصحية في هذا الشهر على تعقب نمو طفلك، والتحقق من موعد الولادة، والبحث عن أية مشاكل صحية لديك.
ويمكن أن يقيس الطبيب، في هذه الزيارة، حجم رحمك للمساعدة على تحديد عمر الطفل، ويكون ذلك بالتحقق مما يدعى ارتفاع القاع fundal height، وهو المسافة بين قمة الرحم (القاع fundus) وعظم العانة.
فبعد أن تفرغي مثانتك، يستطيع الطبيب إيجاد قمة الرحم بالنقر والضغط بلطف على بطنك وقياس المسافة من هذا الموضع إلى عظم العانة في الأسفل على طول مقدمة بطنك.
وفضلا عن قياس ارتفاع القاع، يمكن أن يتحقق طبيبك من وزنك وضغطك الدموي ويسألك عن أية علامات أو أعراض تعانين منها؛ وإذا لم تكوني قد سمعت دقات قلب طفلك، يمكنك الآن سماعها باستعمال جهاز إصغاء خاص يدعى الدوبلر Doppler.
إذا لم تكوني قد قررت شيئا حول اختبارات التشخيص قبل الولادة، فقد حان الوقت الآن لمراجعة هذه الاختبارات مع طبيبك لوضع خطة بهذا الشأن.