مصادر تكشف التفاصيل الكاملة لـ«حادث الفرافرة».. وطريقة تنفيذه تشبه «حادث رفح»
شهدت محافظة الوادي الجديد حادثًا إرهابيًا، استهدف كتيبة تابعة لسلاح حرس الحدود، قرب منطقة واحة الفرافرة، بقذائف «آر.بى. جى»، أسفر عن استشهاد 21 وإصابة 4 آخرين، وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات إن الجناة اعتدوا على الكتيبة بأسلحة ثقيلة ومتطورة قبل الإفطار، في عمل إرهابي منظم، واستخدموا سيارات دفع رباعي، وأشعلوا النيران في مبناها، عقب المواجهات المسلحة من جانب القوات للتصدى للهجوم.
وبدأت النيابة العسكرية التحقيق مع الناجين الـ4 من قوات حرس الحدود، وأشارت التحريات والتحقيقات إلى تورط عناصر تكفيرية إرهابية، ورجحت التحقيقات المبدئية ضلوع جماعة أنصار بيت المقدس في تنفيذ الحادث الإجرامى، وأنهم فكروا وخططوا لتنفيذ الحادث في مكان غير متوقع في الوادى الجديد، حيث إن القوات في حالة انتشار واستنفار في سيناء ومطروح وأسوان.
وحصلت «المصري اليوم» على التفاصيل الكاملة من مصادر مطلعة على الحادث، مؤكدة أن المجندين والضباط من قوات حرس الحدود فوجئوا بالهجوم بسيارات دفع رباعي سوداء اللون، تستخدم أسلحة ثقلية ومدافع «آر بي جي»، وبدأت الهجوم بشكل موسع، في حين توقفت بعض السيارات بالقرب من مبنى الكتيبة.
وقالت المصادر إن عناصر إرهابية نفذت الحادث باستخدام 3 سيارات دفع رباعي، وإن طريقة التنفيذ تتشابه مع حادث رفح الإرهابى، وهناك معلومات يتم التأكد منها، من أن الجناة كانوا يرفعون أعلام تنظيم القاعدة، واستخدموا أسلحة ثقلية، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا.
وأضافت المصادر أن الهجوم كان يستهدف سقوط أكبر عدد من الضحايا، وإن الجناة فتحوا النيران بشكل عشوائى على قوات حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة، وإنهم تعمدوا إطلاق قذائف «آر بى جى» على المبنى ومخازن الذخيرة، ما أدى لانفجار ضخم في إحدى مخازن الأسلحة عن طريق القذيفة التي أطلقتها سيارة دفع رباعى وفرت هاربة عقب التفجير.
وتابعت أن قوات حرس الحدود أبدت بسالة في الدفاع عن «السرية» واستمرت المواجهات أكثر من 30 دقيقة، وقتلت القوات 4 من الجناة في مكان الحادث، ما أدى لقصف الإرهابيين لمخازن الأسلحة وإشعال النيران في المباني الخاصة بالقوات المسلحة، وأن عمليات التمشيط عقب الحادث أسفرت عن العثور على سيارتين جاهزيتن للتفجير، وتمكن ضباط سلاح المهندسين من إبطال مفعولهما، وعثر بداخلهما على كمية من الأسلحة والذخائر.
وعقب الحادث دفعت وزارة الدفاع بتعزيزات في مكان الحادث، كما رفعت هيئة الإسعاف حالة الطوارئ، ووصلت إلى مكان الحادث 6 سيارات إسعاف، بالإضافة إلى اللواء يحيى الحميلي، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، وبدأت سيارات الاسعاف في نقل الضحايا والمصابين من مكان الحادث.
وقالت مصادر أمنية إن الحادث استهدف رجال القوات المسلحة قبيل الإفطار، وهي عملية منظمة، وأن الجناة يتراوح اعدادهم بين 12 إلى 16 ارهابيا، وتمكنت القوات من التعامل معهم في الكمين الواقع على بعد 600 كيلو متر من الوادى الجديد، ورحجت ضلوع جماعات مرتبطة بانصار بيت المقدس في تنفيذ الحادث.
وأكدت مصادر وشهود عيان أن المسلحين كانوا يستقلون 3 عربات دفع رباعي محمل عليها أسلحة ثقيلة، ويرفعون علم تنظيم القاعدة، وأن القوات المسلحة قامت بعملية تمشيط في مكان الحادث، كما استعانت بمروحيات عسكرية للبحث عن الجناة.
وأضاف شهود العيان أنه عقب الحادث تم رفع حالة الطوارئ على الأكمنة والحدود، كما تشهد الحدود الشرقية الجنوبية جنوب محافظة البحر الأحمر بين مصر والسودان حالة من التأهب الأمنى، وأن هناك اجراءات تفتيشية صارمة على جميع الكمائن خاصة المتجهة نحو المدن الجنوبية.
وقال العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة، إن مجموعة إرهابية استهدفت، إحدى نقاط حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة، بمحافظة الوادى الجديد، حيث تم تبادل إطلاق النيران مع تلك العناصر ما أدى لانفجار مخزن للذخيرة إثر استهدافه بطلقة آر بى جى، وسقوط 21 شهيدا و4 مصابين، فضلًا عن مقتل بعض العناصر الإرهابية وضبط عربتين مجهزتين للتفجير أمكن إبطال مفعولهما عثر بداخلهما على كمية من الأسلحة والذخائر.
أضاف «سمير» في بيان مساء أمس: «إذ تنعى القوات المسلحة شهداءها من أبناء الوطن الأبرار تؤكد أن هذا الحادث لن يثنيها عن تحمل مسؤوليتها الوطنية لحماية وتأمين البلاد وضرب بؤر الإرهاب والتطرف مهما كلفها ذلك من تضحيات».
يذكر أن نقطة الكيلو 100 الواقعة بواحة الفرافرة التابعة للوادي الجديد، تعرضت لهجوم من جانب مهربين قبل شهرين ماضيين أسفر عن استشهاد ضابط و4 مجندين.