السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس الكبار فقط هم من يحملون الهموم ويشعرون بها
فالأطفال قد يعانون في قلوبهم الندّية من هموم قد يستخف بها الكبار
أو قد يتعاملون معها بمقياسهم,
ولكنها تشكل عليهم عبئاً كبيراً قد تمنعهم من عيش طفولتهم
وقد تصاحبهم لمراحل أطول من عمرهم.
يشعر الأطفال بشكل مختلف عن الكبار
وعادة ما تكون هذه الأخيرة تتناسب مع عمرهم وأدراكهم العقلي.
وفي الوقت الذي قد يرى فيه الراشدون هذه الهموم غير منطقية وسخيفة
أو لا أساس لها
تكون هذه الهموم هي جوهر المشكلة عند الطفل
وغالباً ما يغفل الأهل عن أن عقول أبنائهم الصغار
لا تستوعب المعلومات المعرفية كالراشدين
وبالتالي لا يستطيعون تحليل الأمور،
ما يجعلهم لا يتعاملون معها بالشكل السليم
أو يهملونها ويقللون من شأنها.
كيفية إحساس الأطفال بالهموم
1 الخوف من عدم الحصول على حب الراشدين وتقديرهم،
وخصوصاً الخوف من فقدان حب الوالدين أو أحدهما في مواقف مختلفة كولادة طفل جديد.
2- الحزن والكآبة والشعور بالهم من عدم الوصول إلى توقعات الوالدين المطلوبة منه
وخصوصاً إذا كان الوالدان يطالبان بالكمال عند انجاز الأمور
أو توقع ما هو أعلى مما يستطيع طفلهم القيام به.
3- الخوف من سلطة المعلم أو فقدان حبه
إذ أن الطفل الصغير في الصفوف الإبتدائية
يبحث عن ارضاء المعلم بشتى الطرق
ويعتبر عدم اهتمام المعلم به أو الفشل في تلبية طلباته مصدر إحباط كبير
( مثلاً: إذا طلب المعلم علبة ألوان فإن الطفل يرى بأن عليه تلبية ذلك.
وقد يرفض الذهاب الى المدرسة إذا لم تتوفر علبة الألوان معه).
إن الأطفال يأخذون ما يقال لهم على محمل الجدّ
وهم لا يميزون المزاح من الجد»،
وأن تهديدات الأم الكثيرة لطفلها في اليوم الواحد
والتي قد تنسى غالبيتها أو لا تطبقها يأخذها الطفل على محمل الجد ويفكر بها ملياً
ما يؤدي به إلى الشعور بالتهديد والخوف من فقدان الحب الوالدين
وبالتالي فإن على الوالدين الا يعمدوا إلى تهديدات لن يطبقوها
لأن ذلك يضعف موقفهم ويؤدي بالطفل إلى فقدان الثقة بهما.
لا لتضخيم الهموم
ويبرز هنا دور الأهل في الأستيعاب
بأن الأدراك المعرفي للطفل مختلف عن الراشدين
فلا يقلل من مخاوف الطفل أو من همومه.
وللتعامل مع هذه المخاوف والهموم بطريقة سليمة
على الأهل أن يناقشوها في حدود المعقول مع الطفل
بدون إعطائها حجماً أكبر من حجمها أو التقليل من أهميتها.
ويمكن للأهل أن يفرقوا بين دلع الأطفال وبين أحساسهم الحقيقي بالمخاوف والهموم
وذلك من خلال إدراك أن الدلع يهدف إلى لفت الانتباه
وغالباً ما يكون مصاحباً لوجود تعزيز ايجابي يحظى به الطفل.
ففي بعض الأحيان، قد يطلب الطفل من أمه أن تبقى معه في السرير
بحجة أن هناك «غول» في الغرفة.
لكن على الأهل أن يستخدموا وسائل مختلفة
لأكتشاف ما إذا كان بقاء الأخ أو الأب مع الطفل في السرير
سوف يؤدي إلى وجود «الغول» بينما بقاء الأم سوف يؤدي الى اختفاء «الغول»
وبالتالي يميزون بين المخاوف الحقيقية والطرق المختلفة
التي قد يلجأ اليها الطفل للفت الانتباه.
إرشادات عملية للأهل للتعامل مع هموم اطفالهم
1- عدم التقليل من هم الطفل مهما كان سخيفاً, حتى وأن كان مفتعلاً وغير حقيقي.
فإذا كان الهم مفتعلاً فإن الطفل يبحث عن لفت الاهتمام من قبل والديه
وهذا مؤشر على ان الطفل قد يحتاج الى التقدير والاهتمام.
2- على الوالدين أن يستخدما الحوار العقلي المنطقي الذي يتناسب مع قدرات الطفل العقلية.
3- إذا شكا الطفل من مخاوف معينة كمهاجمة الغول له
فعلى الأم أن تستهل وإياه حواراً
عما اذا كان يصادف في يومياته مخلوقاً يدعى «الغول»
أو تطلب إليه أن يرسمه لها
لتقول له في ما بعد أن يمزق هذه الرسمة ويرميها
كدليل على اختفاء هذا الاخير.